طارق صالح والأنتقالي.. والمؤتمر إلى أين؟
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 11 يوماً
الخميس 03 مارس - آذار 2022 08:03 م

. حين كان صغار وعوام بعض المغرر بهم يتسابقون في عدن ويافع والضالع لترحيل وكنس الباعة المتجولين وعمال البناء والمطاعم وبسطات الخضار وطالبي الرزق قسراً إلى مناطقهم في الشمال ونهب أغراضهم الشخصية إثر تحريضات هاني بن بريك العنصرية الشهيرة، كان كبار قادة مجلس الأنتقالي يهيئون مراسم استقبال جلاديهم من الحرس الجمهوري والأمن المركزي القديم في صفقة مواربة تعيد اليوم مراسيم احتفال تنصيب عفاش وأسرته ومن محافظات الجنوب.

ومن أجل تمكينهم من السيطرة على عدن في يناير ٢٠١٨م خاض الأنتقاليون حربهم العسكرية الشعواء لإسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر في محاولة يائسة لتصدير أزمة الانتقالي العميقة إلى خارجه ولملمة شعبية مهددة بالتلاشي بفعل فرض وجود أذناب وأدوات الصالح الذي لا يصلح على قضية ما يسمى شعب الجنوب..

فكان لهؤلاء مجرد معسكر أيواء في أطراف المدينة ليصبحوا لاحقاً وعما قريب هم سادة من استقبلهم والمسيطر على مقدرات عدن ومستقبلها.

*المؤتمر والمجهول*

أردنا عودة المؤتمر الشعبي العام إلى واجهة ألحياة السياسية المدنية فحشروا لنا أسوأ ما في تركة وعفش عفاش لفرضهم على إرادة وكرامة الناس وتضحياتهم. فلم يكن كراهة للناس ورفضهم لشخص علي عبدالله صالح وإنما بسبب هذه الأدوات القذرة الآثمة التي يسعون إلى فرضها على البلاد والعباد بالقوة والاستخفاف.

لو أن ما يحدث اليوم من مساعي لإعادة بعث المؤتمر الشعبي العام إلى الحياة السياسية لكان ذلك من باب المقبول والمطلوب، ولكن ما يحدث في الحقيقة هو إعادة إنتاج مفرزات دولة عفاش في أسوأ صورها القبيحة، وبمن مكانهم الطبيعي هو المشانق والسجون والمنافي لجرائمهم التي يندى لها الجبين في شمال اليمن وجنوبه.

بدأوا باستنساخ مليشيات عائلية شخصية بمسمى مقاومة وحراس جمهورية زعموا أنها ستحرر اليمن من مليشيات الحوثي التي قدموا لها قبل غيرهم السلاح والمال والرجال واغرقوا البلاد والعباد بما نحن عليه اليوم من مأساة وكوارث.

يحدث ذلك التحايل والخداع لإعادة أسرة عفاش تحت لافتة المؤتمر الشعبي العام. اللمسات قبل النهائية في إعادة ترتيب مؤسسة عفاش المالية واخطبوطها بمختلف المسميات منها أحياء نشاط مصرف كاك بنك وتصفية أبرز القطاعات الحكومية الناجحة المؤسسة العامة للبريد وطرد آلاف العاملين فيها وتجويع أسرهم ليستولي بنك كاك عفاش بالراحة على ما لم يتمكن من نهبه في السابق.. والبقية تأتي!!

وسوف تطرد مئات العائلات من مساكنها الحالية في مدينة الشعب بعدن لإن ورثة علي عبدالله صالح زعموا أن مليشيات حراس العائلة في الساحل أولى بالمشروع السكني من أبناء عدن الذي سحقه نظام صالح ولا يزال.

* مليشيات مضادة *

أقتحام مقر المؤتمر الشعبي العام بعدن رسالة خطيرة لا تستهدف المؤتمر بذاته وإنما من يسعى إلى عسكرته واستغلاله بغرض منافسة المليشيات الأخرى في عدن..

رسالة إنذار مبكرة لمنتسبي المؤتمر بنفض أيديهم عن أدوات وقفازات وأذرع عفاش المتهالكة قبل فوات الآوان لإن وجود قاعدة التنظيم سيكون على حساب تيارات وجماعات أخرى تعتقد حصر تمثيل الجنوب فيها..

ما حدث في شبوة مؤخراً من نفخ موازي لروح المؤتمر وردود الأفعال الشعبية المتأججة ليست بسبب رفض الطابع المدني السلمي المفترض للمؤتمر بل لتجاوز حدود قيادته وإدارته بعباءة مليشاوية قاومت شبوة مشروعها من وقت مبكر ٢٠١٥م ليكتشف الناس رخص دماء وأرواح ذهبت هدراً ويرتزقون من وراءها.

*سذاحة الحسابات *

أحتراق وتآكل شعبية مجلس الأنتقالي وتراجعها الكبير وأِحراقها في الجنوب لا يعني إن الناس تراهن على عودة بقايا مخلفات عائلة علي عبدالله صالح لأصلاح ما أفسدوه هم بأيديهم حتى اللحظة من زمان النهب إلى مرحلة الحرب ألتي مكنوا فيها لأنقلاب الحوثة ومشروع إيران في اليمن بالمال والسلاح والرجال والأنبطاح والتواطؤات..

ولا تعني معارضة شريحة في المجتمع لدور حزب الإصلاح في اليمن رهان الناس على أسوأ ما أنتجته تجربة حكم الأستبداد الفردي العائلي في اليمن والوطن العربي.

والفرق كبير حين يتسلل هؤلاء المنقرضون بعباءة وحيلة تمكين المؤتمر الشعبي العام وعلى ذمته السياسية.

وما فشل فيه متعهدوهم في ليبيا وتونس لن ينجح في اليمن على الإطلاق، وقد شمروا عن أوهام عودتهم تارة من باب امتلاك حاضنة مليشيات عسكرية قمعية وتارة أخرى بالاستحواذ على مؤسسات الدولة المالية والحلول مكانها كما هو حال تصفية خدمات مصلحة البريد وقاعدتها الوظيفية ومواردها واستزراع أجهزة استخبارات تجسسية عائلية بديلة لمؤسسة الأمن القومي ووزارة الداخلية والجيش وغيرها. واعتقد البعض إن إعلان طارق صالح مقاتلة الحوثيين الظاهرية من باب التكفير عن جرائم تحالفاتهم مع مشروع الأنقلاب وليس الثمن المطلوب هو إعادة تمكين حكم الطغيان العائلي البغيض من ما لم يُجْهِز عليه طيلة عقود طويلة بائسة أعقبتها نيران فتنة حرب ٢٠١٥م التي لا تزال امتدادات ألسنتها تحرق الأخضر واليابس في أرجاء البلاد وتهلك الحرث والنسل لمجرد إن عائلة صالح استنكفت أن يحكم اليمن شخص من غير أفراد الأسرة الباغية الجاهلة. 

* ألأنتقالي والمؤتمر *

يقول قيادي جنوبي موالي لطارق صالح أننا نؤيد هذا الشخص ((لأنه ملتزم بالقضاء على مشروع الحوثي)) والواقع أننا تفاءلنا ذات لحظة قبل شهرين بذلك فإذا به ينكفئ بين جبال وهِيَج تعز ورمال شبوة تذروه الرياج، ثم يتطلع نحو عدن إلى درجة داهمت معها مليشيات الأنتقالي مقر المؤتمر الشعبي العام بعدن بعد تغيير طارق بوصلة القضاء على الحوثي في معركة لم تقع ارهاصاتها إلا على رؤوس أصدقائه الأفتراضيين حتى إن أحدهم مثل الدكتور أحمد عقيل باراس ينصح طارق بعدم المغامرة في شبوة!!.

وتتشكل الآن في المخا وعدن وشبوة ملامح تنظيم مؤتمري مليشاوي يمثله مكتب طارق صالح السياسي وبقايا جهاز أخيه عمار الأستخباري في استقطابات خفية محمومة للمتساقطين والمتسكعين من للمؤتمر الشعبي ومهذرمي الفيس بوك ولفاليف وسائل التواصل الاجتماعي بانتظار بركات وفتات ؟؟.

ولم تكتفِ بقايا عائلة حكم النظام السابق بجر البلاد إلى ما وصلت إليه الآن من دمار وخراب بل تسعى الى ضرب آخر ما تبقى للمؤتمر الشعبي نفسه من مكاسب محدودة في الرهان على تحوله إلى حاضنة سياسية مدنية عامة ليصبح أداة ارتزاق خاصة بيد بقايا لفاليف عائلة آل عفاش والأنتهازيين الطفيليين حتى وإن انغمس في جعبتهم أمثال أبو بكر القربي ومن هم على شاكلته.