ما وراء ترويج السفارة الأمريكية ل للديانة الإبراهيمية في اليمن؟
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 07 سبتمبر-أيلول 2021 08:41 م
 

بعد أسابيع من نشر مكتب الأمم المتحدة في اليمن لعلم المثليين والترويج للشذوذ والانحراف في اليمن ، نشرت السفارة الأمريكية في اليمن بالأمس منشورا في موقعها وصفحاتها الرسمية في الفيسبوك وتويتر وغيرها تروج فيه للديانة الإبراهيمية وتدعو الشباب إلى التعرف على الديانة الإبراهيمية وتجربة العيش في البيوت التي استأجرتها الديانة الإبراهيمية للشباب البالغين من الجنسين ضمن برنامج زمالة العيش في منزل مدعوم بالإيجار للتعرف على معتقداتهم .

وهذا المنشور هو جس نبض لقياس ردة الفعل من قبل أبناء اليمن فإن رفضوا واستهجنوا واستنكروا فقد تقوم السفارة بحذفه كما فعلت الأمم المتحدة حين حذفت منشورها عن المثليين وعلمهم ، وإن لم تجد ردة فعل غاضبة ستعلن عن برامجها الصهيونية جهارا نهارا وتدعوا لها سرا وعلانية وإن وجدت ردة فعل غاضبة ستواصل العمل عليها سراً كالعادة فهذه الجهات تعمل عادة بشكل تدريجي ممنهج في برامجها ودعواتها التي تستهدف ما بقي من نسيج اجتماعي وتماسك أسري ومنظومة تشريعية وأخلاقية في المجتمع .

◾ أهداف الدعوة لما يسمى بـ الديانة الإبراهيمية الدعوة التي أطلقتها السفارة الأمريكية في اليمن دعوة صريحة لما يسمى بالديانة الإبراهيمية والتي من أبرز أهدافها شرعنة الردة عن الإسلام وتسهيل التنصير بين المسلمين والترويج للتطبيع مع الصهاينة ودعمهم بدعوى السلام والتعايش والتسامح الديني وأن الأديان واحدة وكلها تعود إلى إبراهيم عليه السلام وهذه مغالطات لا تنطلي على الشخص الحصيف فالدين عند الله الإسلام قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) . ما بقي الآن من اليهودية والنصرانية إلا طقوس باطلة وخرافات زائفة لا تمت للدين الصحيح بصلة ، والإسلام هو الدين الصحيح الذي نسخ الديانات السابقة وهو الصراط المستقيم بين اليهود المغضوب عليهم والنصارى الضالين باعتراف الالاف من المهتدين للإسلام كل يوم . لقد تبنت الإمارات الدعوة لما تسميها ” الديانة الإبراهيمية ”

وأقامت في أبوظبي ” بيت العائلة الإبراهيمية ” لتبرر بها التطبيع مع الصهاينة القتلة ودعمهم ولتروج لمنتجاتهم ولتعمل على محاربة الإسلام وتمييعه بدعوى التسامح والتعايش وبأكذوبة أن أصل الأديان واحد وغيرها من الأكاذيب ، فهذه الدعوات تهدف لتشكيك الشباب المسلم بدينه وإدخاله في دوامة من الضبابية حول الإسلام والأديان وإخراجه من الملة ـ إن استطاعوا ـ بدعوى أن كل الأديان تعود إلى نبي الله ابراهيم عليه السلام وكلها أديان صحيحة والخالق واحد . ورحم الله الشيخ بكر أبو زيد الذي قال محذرا قبل سنوات طويلة

: ” ليعلم كل مسلم عن حقيقة هذه الدعوة لما يسمى ب”الديانة الإبراهيمية ” أنها فلسفية النزعة، سياسية النشأة، إلحادية الغاية، تبرز في لباس جديد، لأخذ ثأرهم من المسلمين، عقيدة، وأرضا، وملكا، مستهدفة إبرام القضاء على الإسلام ، ووهن المسلمين، ونزع الإيمان من قلوبهم من خلال إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه، وظهوره وتميزه، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل، في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف منسوخ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى “.

◾ طابور خامس ضد اليمن السفارة الأمريكية في اليمن وبقية السفارات الغربية والأمم المتحدة ومنظماتها والمنظمات النسوية المشبوهة كلها تعمل كفريق واحد وتجد في وضع اليمن خلال هذه الفترة بيئة خصبة لنشر أجندتها التخريبية والترويج لأفكارها التدميرية مثل الديانة الإبراهيمية وزراعة الأقليات والتغيير الممنهج للهوية الوطنية اليمنية وبث الطائفية والترويج للشذوذ وحقوق المثليين وغيرها.

كل هذه المؤسسات والمنظمات تستهدف التي تستهدف الشريعة الإسلامية والهوية الوطنية اليمنية عبر برامجها المشبوهة تجند المئات من الشباب والشابات وبرواتب ومكافآت كبيرة بالدولار وبالمقابل لا توجد للأسف منظمة أو مؤسسة إعلامية واجدة ترصد مثل هذه الاختراقات الخطيرة التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا وهوية وشريعة وتكشف أهدافها بالوثائق والصور وتحذر من تداعياته الكارثية . الآن تعمل منظمات عديدة على نشر التنصير والترويج للإلحاد والكفر وبث الطائفية والشذوذ والمثلية الجنسية والترويج للتطبيع مع الصهاينة وغيرها من الأهداف الخطيرة حيث تستغل هذه المنظمات فقر الشباب اليمني ورغبتهم في العمل أو السفر للخارج لتجنيدهم في برامجها ودعوتهم للتنصير وللإلحاد ولليهودية وللديانة الإبراهيمية حتى صرنا نسمع البعض يزعم أنه ” مسلم يهودي ” أو ” مسلم إبراهيمي ” أي كوكتيل يهودي على نصراني على مسلم .!

هل رأيتم يهودي من الإسرائيليين أو من غيرهم أسلم بدعوى التعايش والسلام والتسامح والدين الإبراهيمي ؟! هل رأيتم نصراني بنى جامع أو قدم دعم حقيقي للمسلمين بدعوى التعايش والتسامح الديني وأكذوبة الدين الإبراهيمي ؟!

◾ خطورة المنظمات النسوية في اليمن الآن المئات من المنظمات النسوية المشبوهة والتي تنخر في الجسد اليمني وتهاجم الشريعة الإسلامية بكل وقاحة وصفاقة بدعوى أنها كرست ذكورية المجتمع وتحارب الزواج بدعوى ان الزواج ضد حرية المرأة وانطلاقها وإبداعها وغيرها من الاتهامات الباطلة التي تتلفها العاملات في هذه المنظمات وترددها كببغاوات .!

كل هم هذه المنظمات النسوية المشبوهة ومن يقف وراءها هو نشر مفاهيم الجندر ” النوع الإجتماعي ” والتحريض على الأمومة والفطرة السليمة والتحريض على الأسرة المسلمة والدعوة لإباحة الزنا والشذوذ بدعوى ” محاربة كراهية المثليين ” ، والترويج في أوساط النساء ان المثلية الجنسية حق للمرأة ، بمعنى أوضح : من حق المرأة أن تتزوج بالمرأة أو تمارس الجنس مع المرأة فمثلية الجنس ـ بزعم هذه المنظمات ـ حق للمرأة ومنعها منه نوع من التحريض ضد مثيلة الجنس مما ينافي المواثيق الدولية وحقوق الإنسان .!

هل رأيتم يوما منظمة نسوية قامت بمشروع حقيقي لخدمة المرأة اليمنية في المدينة أو الريف ؟! مئات المنظمات النسوية التي تتسول باسم المرأة اليمنية تتاجر بقضايا المرأة اليمنية ولم تقم يوما بتقديم أي دعم حقيقي للمرأة اليمنية مثل :

بناء مدارس أو توزيع مواد غذائية أو حتى توزيع حقائب ودفاتر وأقلام أو حتى أو دفع الرسوم المدرسية عن الفقراء ؟ هل تبنت يوما منظمة نسوية يوما مشروع مياه لتخفف معاناة النساء في إحدى القرى ؟

وهل تبنت هذه المنظمات النسوية المشبوهة بناء مستشفى لعلاج النساء الفقيرات مجانا ؟! هل رأيتم منظمة نسوية دعمت مشروع لتيسير الزواج وتحصين البنات واعفاف الفتيات والشباب ؟! لا لا ، ليس هذا مجالهن أبدا ، هذه المنظمات تنفذ برامج الممولين من السفارات الأجنبية والمنظمات النسوية والمنظمات الدولية وهذه المنظمات كل همها : الترويج لمثلية الجنس يعني :

من الحق الشاب ممارسة الفاحشة مع شاب ومن حق الفتاة ممارسة السحاق مع فتاة ، ومن حقهم الإعلان عن ذلك ، ويجب إلغاء القوانين التي تجرم المثلية الجنسية وكذلك من أعمالها التحريض على عدم الإنجاب تحت لافتة ” الصحة الإنجابية ” والتحريض على الإجهاض وقتل الأرحام والدعوة للاختلاط مع الشباب خلال الدورات التدريبية والورش التي تقيمها والسفر للخارج دون محرم لمناقشة قضايا المرأة وتمثيل المرأة في المستقبل

، وكل هم هذه المنظمات التحريض على التشريعات الإسلامية في مجال الأسرة وضرورة تعديلها لتكون متوافقة مع التشريعات الغربية والمنظمات النسوية ، هذا هو كل همها ومبلغ علمها وغاية أهدافها ، فهذه المنظمات المشبوهة والعاملات فيها هم من الموظفين مع أعداء الأمة مقابل حفنة من الدولارات .!

◾ الغزو يطال الجاليات ومخيمات النازحين ! الآن المنظمات النسوية تغزو حتى مخيمات النازحين وبعض الجاليات اليمنية في الخارج وتجمع النساء لمحاضراتهن حول ظلم الإسلام للمرأة وكيف أن التشريعات الإسلامية قاسية وضد حرية المرأة في السفر لوحدها وفي الشذوذ وما تسميه بـ” الزواج المدني ” ، وحول ضرورة مصادقة اليمن على الاتفاقيات مثل اتفاقية السيداو التي تبيح الزنا والشذوذ وأن من حق الفتاة الزنا بمن تشاء بدعوى الحق في النشاط الجنسي وغيرها من الكوارث والمصائب التي يتم تلطيفها بعبارات فضفاضة مثل ” مثلية الجنس ” ” النوع الإجتماعي ” ” الحق في النشاط الجسدي ” الحرية الجسدية ” و ” محاربة الذكورية ” و ” الإجهاض الآمن ” و” تنظيم الأسرة ” وغيرها من المفاهيم التي تخفي طياتها أهداف خطيرة غاية تمييع المجتمع ونشر الشذوذ والإباحية

. ◾ ما هو المطلوب ؟ نحن في وضع خطير جدا ونحتاج للتوعية بخطورة أهداف هذه الجهات والسفارات والمنظمات المشبوهة ونشن ضدها حملات كبيرة في كل منابر التعليم والإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي ونحذر أسرنا ومن نعرف من خطورتها وأهدافها . ونحتاج على الأقل لمؤسسة إعلامية تكشف الأهداف الخطيرة لهذه السفارات والمنظمات المشبوهة وترصد أنشطتها وفعالياتها وتوعي الناس بخطورة هذا الاستهداف للهوية اليمنية وللشريعة الإسلامية وللأسرة اليمنية التي صارت مهددة بمثل هذه الأطروحات والدعوات الشاذة والمنافية للشريعة الإسلامية ولأخلاقنا وهويتنا ، وخاصة وأن النخبة بعيدة في عالم آخر والسلطات في عدن وصنعاء قد تخلت عن دورها في الرقابة الفاعلة على هذه المنظمات والجهات وتركت لها الحبل على الغارب فخلا لها الجو لتعبث وتروج لأفكارها الهدامة وتنشط لتحقيق أجندتها مموليها من أعداء الأمة .