مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
ها هي عدن ثغر اليمن الباسم على الدوام تعاود ابتسامتها التي افتقدتها لفترة جراء ما ألم بها من مصائب وأحزان ، وها هي اليوم تكتسي حلة جديدة وهي تحتفي بزوارها من الأشقاء الخليجيين الذين سيحتفون فيها بعرسهم الكروي البهيج لتستعيد عدن جزءاً من تاريخها الرياضي العريق ولتستعيد قسماً من عافيتها بعد أن أنهكتها الأزمات المتتالية التي ألمت بها .
لقد كان اختيار مدينة عدن لاحتضان فعاليات دورة كأس الخليج العربي العشرون ( خليجي 20 ) قراراً صائباً بكل المقاييس رغم المحاولات التي كانت تهدف إلى حرمان عدن من الهبة الرئاسية ، فقرار احتضان عدن للعرس الكروي الخليجي برغم ما رافقه من خلفية سياسية كان فرصة لإنعاش هذه المدينة التي ما زالت تشكو ممن نهب أراضيها واستولى على مساحاتها ومتنفساتها وقضى على كل شبر ممكن أن يستفاد منه في تنمية المدينة وتطويرها .
ولا شك أن الكثير من التحذيرات التي أطلقها كثيرون من أن عدن لن تكون قادرة على استضافة خليجي 20 وفي مقدمتها تحذيرات الشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد كرة القدم كان لها ما يبررها في وقتها وقد زالت حالياً ولله الحمد ، لكن كان الموقف الرسمي حكيماً حين تجاوز التفكير في حرمان عدن من استضافة خليجي 20 إلى الاهتمام بمستوى الخدمات في مدينة عدن بما يؤهلها لاستضافة الفعاليات الدولية الكبيرة باستغلال عامل الوقت خلال الفترة الماضية .
وإذا كانت مدينة عدن قد حرمت قبل ثلاثة أعوام من استضافة فعالية كبيرة بحجم فعالية " المنتدى الموازي لمنتدى المستقبل" وهي فعالية دولية كبيرة كان مقرراً لها أن تقام في مدينة عدن عام 2007م ، ولكن في اللحظات الأخيرة تم سحب الفعالية من عدن إلى صنعاء بحجة أن عدن غير مؤهلة لاستضافة الفعالية، فقد كانت الإرادة السياسية تعي أننا إذا بقينا نسير على هذا الطريق فإن عدن لن تستفيد شيئاً وستبقى إلى الأبد محرومة من استضافة الفعاليات الدولية .. طالما أننا سنظل في كل فعالية نؤكد أنها غير مستعدة لاستضافتها لذا كان الإصرار الكبير على أن تستضيف عدن هذه البطولة وأن توفر لها جميع النواقص وتزال كل العقبات التي تحول بينها وبين استضافة الفعاليات الدولية .
لقد كان المجتمع العدني هو أول مجتمع عربي عرف لعبة كرة القدم الحديثة ، وشاهد لعبها ، قبل مائة وسبعين عاماً تقريباً ، أيام الاحتلال البريطاني لها ، وهاهي عدن اليوم تستعيد شيئاً من ألقها الرياضي الذهبي ، وجزءاً كبيراً من مكانتها الدولية التي جعلتها قبلة للسياح والتجار والمستثمرين .
ولم يكن من الحكمة بمكان تلك المواقف التي سعت وبدون أي مبرر إلى الدعوة لحرمان عدن من استضافة العرس الخليجي سواء من قبل بعض قيادات إتحاد الكرة اليمني أو من قبل بعض أتباع وقيادات " الحراك الجنوبي " لأن استفادة عدن من هذه البطولة كبيرة وأكبر من أن نحصر فائدتها على السلطة أو النظام السياسي ، ويحضرني هنا أن أشيد بالموقف الحكيم والرصين لأحزاب اللقاء المشترك التي رحبت بضيوف اليمن الأشقاء القادمين من دول الخليج والعراق للمشاركة في بطولة خليجي عشرين التي تستضيفها عدن ، كما أفردت عدد من وسائل إعلام المعارضة وفي مقدمتها المواقع الإلكترونية وقناة سهيل الفضائية مساحة واسعة للتغطية الايجابية لخليجي 20 باعتبار الأمر أكثر من مجرد مناوئة للسلطة والنظام الحاكم وتصفية حسابات سياسية معه .
ولم يكن من الحكمة بمكان الموقف السلبي من استضافة عدن للبطولة والذي أعلنته قيادات " الحراك الجنوبي " والذين هم بأمس الحاجة لكسب التعاطف مع مشروعهم بدلاً من أن يكونوا في موقف الضد من استضافة عدن للبطولة الخليجية ولمقدم الأشقاء الخليجيين إلى عدن .
إن عدن وهي تبتهج باستضافة هذا العرس الكروي ما زالت بانتظار تحقيق الوعود التي تقضي بتحويلها إلى منطقة حرة .. ما زالت عدن بانتظار تحويل مطار عدن الدولي إلى مركز جذب استثماري عالمي ، مازالت عدن بانتظار تطوير مينائها .. ما زالت عدن بانتظار زيادة موازنات مرافقها .. ما زالت بانتظار إيجاد البيئة الاستثمارية الملائمة لمكانتها ، بانتظار تطوير المشاريع التربوية والتعليمية والصحية فيها
ولعلنا هنا نتذكر تصريحاً شهيراً للدكتور يحي الشعيبي محافظ عدن الأسبق في العام 2003م عندما وعد بمستقبل اقتصادي واعد لعدن حيث قال في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد تعيينه مباشرة : (( خلال عامين ستصبح عدن ؛ عدن الستينات وميناؤها ثاني أفضل ميناء في العالم)) .. ولئن كانت فترة الدكتور الشعيبي من أزهى الفترات التي عاشتها مدينة عدن وانتعش فيها اقتصادها إلا أن حلمه بإعادة انتعاش عدن كما كانت أيام الستينات لم يتحقق بفعل ظروف وعوامل ربما كانت خارجة عن إرادة المحافظ الشعيبي ، وما زالت عدن إلى اليوم بانتظار من يحقق هذا الحلم .
إن عدن يا ولاة الأمر فيها بحاجة إلى من يطورها ويحولها إلى بيئة استثمارية خصبة .. بحيث تكون قبلة للاستثمار وعنواناً للازدهار .. فماذا أنتم فاعلون ؟؟ .
abdulrahmananis@yahoo.com