آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

جميح :الحوثيين جماعة لا تستطيع العيش إلا على اجترار أحقادها على الثورة والجمهورية
بقلم/ محمد الصالحي
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 28 يوماً
الإثنين 05 أكتوبر-تشرين الأول 2009 09:31 م

مأرب برس- حوار/محمد الصالحي

*ما يدور في صعدة هل هو تمرد طائفي أم سياسي؟

جميح: ما يدور في صعدة هو مزيج من الطائفية المقيتة، والانتماء العنصري والتعصب القبلي والخروج على سلطة القانون من قبل أناس أغراهم صبر المؤسسة الأمنية عليهم حتى ظنوا أنهم قد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلامهم القائمة على إثارة الخلاف بين أبناء الشعب وتقسيمهم طائفياُ وعنصرياً حتى يعودوا إلى حكم هذا الشعب مرة أخرى.

المرحلة الأولى لهذا المشروع ليست الانقضاض على سلطة الدولة والتخلص من الجمهورية، فالذي رسم لهم هذه السياسة أذكى من أن يفصح عن هذا الهدف في المرحلة الأولى. المرحلة الأولى حسب هذا المخطط الشيطاني كانت تقتضي إقامة كيان موازي لسلطة الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها، بحيث يكون تواجد الدولة رمزياً فقط، ويقومون هم بكل ما تقوم به الدولة دون الإعلان عن تشكيل دولة أو كيان مستقل. وقد برز ذلك في قيامهم بالمهام الأمنية والاقتصادية والتربوية وغيرها من المهام المنوطة بالدولة إلى الحد الذي انعدم معه تماماً التمثيل الرسمي للدولة في بعض المناطق التي سيطروا عليها، ثم تأتي المرحلة الثانية المتمثلة في السيطرة على مقاليد الحكم تحت مسمى"الحق الإلهي" لآل البيت في الإمامة

*ما هي الأهداف الظاهرة للتمرد الحوثي ..والأهداف التي قد تكون مخفية؟

جميح: من خلال محاوراتي المتعددة مع يحيى الحوثي ومحمد عبدالسلام وغيرهما لم أستطع أن أكون فكرة متكاملة عن طبيعة المطالب السياسية لهذه المجاميع

وكل ما يطرحونه هو إعادة بناء ما دمرته الحرب، والسماح بحرية العمل السياسي وإطلاق السجناء وغير ذلك من مطالب مستحدثة بعد الحرب، ولم تكن السبب الحقيقي للحرب وإنما تسببت فيها الحرب نفسها، ويظل السؤال: إذا كانت هذه هي مطالبهم فإن البيوت كانت قائمة قبل الحرب فلماذا قامت الحرب إذن؟ ولم يكن هناك سجناء على ذمة الحرب وكان هناك ولا يزال حزب سياسي دخلوه وحصل في انتخابات 1993 على مقعدين فقط من أصل 301 من مقاعد مجلس النواب ولما تبين لهم حجمه الحقيقي خرجوا منه وأسسوا الشباب المؤمن في تأريخ معروف.

*كل المطالب كانت متحققة قبل الحرب فعلام إذن قامت الحرب؟

جميح: الحقيقة أن غموض مطالب هؤلاء يبرر القول بوجود مطالب غير معلنة مرتبطة بمشاريع إقليمية أكبر من حجمهم في اليمن.

هل نحن بصدد فتنه طائفية.. خصوصاً بعد المواجهات التي دارت في دماج بين الحوثيين والسلفيين ..وفي الجوف بينهم هم والإصلاحيين؟

جميح: هم يصرخون صباح مساء أنهم محاربون لانتمائهم إلى مذهب معين، والعجيب أن الغالبية الساحقة من مراجع هذا المذهب (الزيدية) قد أعلنت ضلالهم وخروجهم على أساسيات المذهب الزيدي. والمفارقة إن السلطة في صنعاء متهمة لدى الحراكيين بأنها سلطة زيدية وهم يقولون إنها قد ارتدت عن الزيدية، في محاولة مكشوفة منهم لكي يكونوا هم الممثل الشرعي للصوت الزيدي في اليمن وما سواهم من الزيدية إنما هم سلطة مرتدة عن الزيدية-حسب تعبير يحيى الحوثي- أو علماء السلطان الذين يخافون على مصالحهم حسب تعبير والده.

الواقع أن هؤلاء لا يعيشون إلا على اجترار أحداث الماضي والعيش على الثارات التاريخية وهم يريدوننا أن نتنكر لتأريخ عظيم سطر ملاحمه عظماء الصحابة ورجال خرجوا إلى العالم ذات يوم يحملون النور والمجد، إنهم يريدوننا أن نعيش على هامش تأريخنا، لصالح تأريخ آخر من البكاء والعويل والمظلومية التأريخية.

والغريب أنهم في الوقت الذي يتنكرون فيه للتاريخ العربي المشرق (الذي كتبه النواصب على حد زعمهم) لا يفتئون يذكرون الآخرين بقرابتهم من الرسول العربي صلى الله عليه وسلم.

*وهل هناك دول إقليمية لاعبة في ما يدور في صعدة ..وما صحة أن ما يجري هي حرب بالوكالة بين ايران والسعودية؟

جميح: ما يجري في صعدة هي حرب أعلنتها جماعة لا تستطيع العيش إلا على اجترار أحقادها على الثورة والجمهورية والتاريخ العربي. والحكومة لم ترفع شعارات سعودية بل هذه الجماعة هي التي رفعت شعاراً إيرانياً بامتياز.

والعرب كلهم-وليس السعودية وحدها-يقفون مع اليمن في بسط سلطة الدولة على كل شبر من أرض اليمن.

الحوثيين يرددون ليل نهار انهم ينتمون الى المذهب الزيدي وان حربهم بسبب اظطهاد الحاكم لأبناء هذا المذهب!..هل الحوثيون فعلاً يمثلون هذا المذهب ام أنهم اثنا عشرية..وما صحة محاربة الحكومة للمذهب الزيدي؟

 

جميح: سبق أن أشرت إلى أن غالبية مراجع المذهب الزيدي قد تبرءوا من أعمال الحوثي والذي يقول غير ذلك فعليه أن يذكر اسم واحد من مراجع الزيدية المعروفين-غير بدر الدين الحوثي- أيد ما قاموا به. أرى أن الحوثية قامت على ركيزتين:

الأولى زيدية/ جارودية وهذه الفرقة التي تمثل أقلية في الفكر الزيدي تلتقي في كثير من طروحاتها مع الإثني عشرية إن من ناحية القول بعصمة على والحسن والحسين أو حصر الإمامة في السبطين أو تخطئة الصحابة لعدم مبايعتهم للإمام علي أو القول بأن الإمامة هي بالنص في على وأولاده وليست شورى بين عامة المسلمين...الخ. والركيزة الثانية هي ركيزة اثني عشرية قائمة على استلهام مبادئ الثورة الإيرانية فكراً وتنظيماً ورفع الشعارات الإيرانية ومحاولات الإساءة للتاريخ العربي الإسلامي واتهام الأمويين-الذين رفرفت راياتهم على حدود الصين وفرنسا-بتزويره وغير ذلك من المقولات الشعوبية القائمة على أساس قومي عنصري يهدف للإساءة إلى العرب في ماضيهم العظيم.

الحرب هي السادسة ولم تحقق الحكومة في حروبها أي نتائج حقيقية بل توسع الحوثيين اكثر فأكثر الى ماذا ترجع الاسباب وهل هناك خيار آخر أمامها غير استخدام القوة والسلاح في وجه تمرد يحمل أفكار خاصة به؟

جميح: عدة عوامل أخرت الحسم في الجولات السابقة:

الطبيعة الديمغرافية.

مراكز الضغط التي كانت تضغط باتجاه وقف الحرب كلما اقترب الحسم.

عدم الإدراك الكامل لخطورة ترك الأمور على ما هي عليه.

الأصوات المعارضة للحرب في الداخل.

ترك المجال للوساطات الخارجية.

الخوف من الخسائر في صفوف المدنيين.

صعوبة التمييز بين الحوثي المقاتل وغيره إذ أن هذه المجاميع غالباً ما تكون حوثية بالليل ومدنية بالنهار. وبعض هذه المعوقات لا تزال موجودة في الحرب السادسة.

الحل العسكري ليس الحل الأمثل لكنه سينجح إذا مهد لحل سياسي ولحوار فكري يسعى إلى إعادة المغرر بهم ممن انخدعوا بهذه الطروحات إلى جادة الصواب.

ــــ

*أديب وشاعر يمني يقيم في ليفربول - بريطانيا.

*حاصل على الدكتوراه في ترجمة النصوص من جامعة ويلز-المملكة المتحدة.