الأهداء الى مشروعنا وحملنا الذي قتلوه

 (1)

في بلادي كلنا ندور في فلاة الوهم

من اليميين الى اليسار الى الوسط

لا خيل عنتر تولت مهمتها حتى النهاية

ولا صدق حدس أصحاب الممكن المتاح

لا رهط السياسة أتم ما حلم به الشباب

ولا شيوخ القبائل وعدوا وكملوا المشوار

لا صدقت نبوءات الزمان و دارت دورة الوقت

ولا احترم المعارضون دم الشهداء والشهيدات

وحدهم من احاطونا بالسلاح وبالرماح قطفوا الثمار

(2)

كل شيء في بلادي يبدأ مرتفع السقف

ثم يهبط في مهاوي الضياع

الهلاك الأحمر يخدع الناس قليلاً

عاد أحمراً محروقاً والنار تغلي بصدره

ففي بلادي أصبح اليسر عسراً

والورود أشواكها طالت كثيراً

وبيادات الجند تدهس الأشواق

في الأسواق والساحات

والأحمر المحروق نيرون البلاد

والبيض يذوي في البراري والقفار

لا نجمة البحر أهدته الى الساحل

ولا السنبلة و المنجل أهدته المسار

لإنه ضيع بوصلة تهديه الطريق

(3)

لا غيث يروي عطش الطين الجماد

لا أه تنعش موسيقى الروح

ولا تهجتني أشيائي لإدخل المحراب

عندما ينتفض الطير المسجى في شرايني

ألهمتني نسمة عذراء أنثايَ

فتجلى الصحو قبل السكر عندي

ليخرج الأحمر المحروق من تابوته

والأبيض الذاوي يعوي من بعيد

وطفل النار يلعب في الهشيم

ينصب خيمة مبتلة بالزيت والبنزين

وباليدين يعبث بأعواد الثقاب

الأحمر المحروق يشعل النيران في وجه البلاد

والأبيض المسود يعوي من بعيد في وجه العباد

وشباب حالم بصلاة وسلام وبخصب نابت

ربما الفكرة لم يفهمها طفل النار

ربما الثورة يمقتها عربان الزمان

ربما الفكرة والثورة أعلى من هواء الوقت

(4)

في بلادي عواجيز الزمان صارت هي الفنار

أهدت الورود والأزهار لإخشاب الجوار

قتلت كل العصافير التي غنت على الأغصان

هرعت تجري وراء تسوية السراب

وتصلي الفرض عندما تقرع أجراس الرعاة

في بلادي يسوق عواجيز الزمان الوهم

أصبح ما قيل أنه المتاح واد من سراب

صار شكنا بالفخ يقيناً برابعة النهار

********

(5)

يا أيها الطير المسجى في شرايني

غني لي عبر كريات دمي الحمراء

قد غزاني الوهم في مجرى دمي

أيها السابح في أنهار أشواقي

ترفق بي قليلاً حتى لا أجن

فأنا لم أعد أقوى على أي إنكسار

لا أريد الطين أن يستبد بي ثانية

يهددني بأن يهبط بي الى الأسفل

أنه الطين يبحث عن ينابيع المياه

وأنا النفخة تصعد بي الى الأعلى

وبراقي ألف وهاء الجلالة

بهما تخضر أغصان روحي

ويذوب بهما كل تكويني

فيغيب شبحي في الأه

أي طين أنت تتمرغ بالماء

وحدها النفخة تستقي بالأه

وأنا أستجدي من المغيث الغيث

وأروم النهر في صباحات التخلي

أغسل الأدران من صدري

وأصفي الران من تجويف قلبي

وأروم البحر في سويعات التجلي

أنشد العوم في بحار الستر

وأروم السير فوق الماء وحدي

أنشد الكشف ليصفو لي التجلي

*******

 

(6)

 

ياشباب الوقت

يا سيوف الوقت

يا رجال الغد

صدقوا أحلامكم

صدقوا دماؤكم

أنها البرهان

استرجعوا أصواتكم من متاهات السراب

حوطوا قلوبكم بالضوء

لا تهابوا الأحمر المحروق

ولا تخشون البيض إذا أسود

أجعلوا الغيم الخصيب ملهمكم

وتوالي القوم بعد القوم نجدة لكم

فالعصافير شجية ما ملت الغناء على الأغصان

والمغني يوزن أوتار عوده كل صباح ومساء

ما ملت الشطأن أمواج بحركم الهائج المدرار

فأقيموا للوطن صلاة الوصل

لينتهي الأمر بنا في شاطىء الأمان

في أول المسار صنعتم لنا ياشباب المعجزات

من دون خوف أسقطتم خيارات الهمج بالصدور العارية

وتوالى الصيف بعد الصيف والشتاء بعد الشتاء

يا فراديس الرؤى شقي الدروب وواصلي المسار

ليكن صبحك يا أيلول هذا العام سرباً من حمام

ليكن طوفان هذا العام بلا إنحاء يملاء القلب الأمان

(7)

هذه أرواحنا الثكلا ترقص طرباً ليوم الإنتصار

ًهذه قلوبنا تهلل لدحر كل عصابة الأشرار

هذه أجسادنا تستعد للعبور الى الخلاص

يا بلادي كوني جنتي الصغرى إذا ما اشتد الزحام

يا روحي كوني جسراً إذا ما صلب الهمج الجسد النحيف

قد مضى الخوف بعيدا من اقصاه الى اقصاه

وبكى القلب دماً على الذين سقطوا مضرجين بالدماء

كلنا نهواك يا سيدة الوقت ويا تاج الزمان

إنها ثورتنا السلمية البيضاء

بالصدور العارية تهزم كل أطفال النار الصغار والكبار

صنعاء 2 يوليو 2012م