عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
مصر ارض الكنانة حباها الله بمكانة لم تكن لأحد سواها على مر الازمنة الماضية ويكفيها ان شرفها الله بذكرها في القرءان ... ونجد ان المؤامرات والمكايدات تكاد ضدها ولندخل في صلب المقال دعوني ابداء بذكر حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (منعت العراق درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها. ومنعت إردبها ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم)) (( شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه)) صحيح مسلم
الحديث يحتوي على مفردات اليكم شرحها :
الدرهم وهو شائع والمقصود عملة التدوال اما (وقفيزها) القفيز هو مقياس او مكيال للوزن يستخدمه أهل العراق . كلمة (مديها) هو ايضا مقياس أو مكيال يستخدمه أهل الشام. (إردبها) هو مقياس او مكيال يستخدمه أهل مصرر.
أرجو من أعزائي القراء الإنتباه قليلا لمقارنة الحديث مع زمننا الحاضر .... نلاحظ صدق الحديث التام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .... كيف ؟
أولا : ذكر اول الحديث حصار العراق وقد حدث أولا واستمر لمدة 13 عاما من العام ( 1990 - 2003 ) وكان شعارها المتداول النفط مقابل الغذاء وبرعاية دولية واقليمية وعربية مع الأسف .
ثانيا : اتى ذكر الحديث عن تبعيه مباشرة بوقوع حصار للشام ، ورأينا الحصار على النظام السوري المفروض منذ عدة سنوات وان لم يكن بشكل قطعي لكن شاهدنا حصار مدينة غزة الجائر الذي حدث وغزة هي بوابة الشام من جهة مصر وللعلم الشام ليست فقط سوريا وانما المقصود بها سوريا وفلسطين ولبنان والاردن وقد قسمت الى هذه الأربع المعروفه بعد نهاية الحرب العالميه الاولى بعد ان كانت ولايه عثمانيه .. لنرجع الى صلب الحديث .. (ومنعت اردبها ودينارها ، الأموال ممنوعة دخول قطاع غزة) .. ويقصد هو عملية الحصار في تحويل الأموال فلو سأل أحدكم أحد اخوتنا من فلسطيني الخارج وكيف يقومون بتحويل العملات الصعبة لذويهم بداخل فلسطين سيخبركم انه سيجد صعوبة بالغة لا تمكنه من تحويل المبالغ المالية بسبب قلة العملات الصعبه مثل الدولار الامريكي او الدينار الاردني نتيجة للحصار وعدم السماح بادخالها.
فقط يتم استلام المبالغ بالشيكل الاسرائيلي .... اضافة الى أن حصار قطاع غزة منع الأغذية والأدوية وأصبح السبيل الوحيد هو الانفاق المحفورة تحت الأرض وقد شاهدنا امام شاشات التلفاز وكيفية هدم وإغلاق الأنفاق بجدار فولاذي بعمق 40 مترا في باطن الأرض وضخ مياه البحر في مواسير لخلخلة التربة لتهدم الأنفاق نتيجة لخلخلة التربة . فنشهد الله أن رسوله صلى الله عليه وسلم قد صدق ووصف حال الأمة .
والناظر بالحديث وملائمته بالواقع يجد أن الأمور حدثت بالتتابع ... بعد كل هذا بقي لنا الحصار الاخير الذي ورد اخر الحديث وهو عن ( مصر ) رأينا حقيقة جزء منه ويتمثل اولا في جرح الأمة الإسلامية في قارة افريقيا وهي السودان فبعد مؤامرات قوية ومتتابعة انهكت السودان وشعبه تحت تقاعس واضح الملامح من قبل الدولة العربية وعلى رأسها نظام مصر السابق نتج لنا تقسيم السودان وفصل جنوبه والدور الاسرائلي كان له دور كبير في مشروع انفصال جنوب السودان وذلك لتحضير لما يسمى بحرب المياه والتي قد بداءت بوادرها تلوح في الافق وبهذا نرى ان مصر بداءت تقع تحت حصار حقيقي وما يعرف بتعديل اتفاقية تقاسم مياه النيل دليلا واضحا والتي خرجت بسبب ضعف الدور المصري وإضعافه اقتصاديا وسياسيا وجعل الجيش المصري وتحركاته تحت الدعم و التبعية الغربية والاتفاقيات المبرمه مع الكيان الصهيوني .
ايضا لا ننسى بوابة ليبيا وما كانت تمثله ايام زمن القذافي من تذبذب واضح الملامح تجاه مصر والسودان معا ولا ننسى ان ثورة الأطلسي التي نفذت في ليبيا لها اهداف بعيدة المدى في إكمال طوق الحصار المصري .
لنرجــع للحديث ونمعن في النظر في (ومنعت إردبها ودينارها) وكما ذكرنا ان (اردبها )هو مكيال اهل مصر ... نسمع كثيرا عن المصريين وهم يطلقون صفة \" المحروسة \" على مصر وهي عادة جرى اطلاقها تحمل كثير من الدلالات لحب مصر والعاطقة الصادقة تجاهها .. لكن لم تكن هذه الصفة في يوم من الايام درعا كافيا لحماية مصر من الأخطار التي وقعت من الطامعين والمستعمرين عبر التاريخ في الماضي من احتلال طويل في السابق وتلك الجحافل الغازية من الغرب والشرق .
للأسف الشديد إن حال امتنا الإسلامية في ضعف وانهيار مستمر خاصة بعد خروج العراق من الصف العربي والاسلامي ونرى ان أعداء الامة يريدون الحاق مصر بالعراق فبعد حرب 67م مع العدو الاسرائلي وصولا لحرب 73م ودخول مصر في نفق معاهدة سلام او استسلام بالاصح مع الكيان الصهيوني .... ظن الكثير من المفكرين والسياسين ان المعاهدات قد تمنع الحرب او الغزو لكن عبر التاريخ نجد ان التوقيع على كثير من الاتفاقيات والمعاهدات لم تمنع حدوث الحروب ولم تكن حصنا منيعا ضد الطامعين بل على العكس كان لها الاثر السلبي في اضعاف الطرف الاخر وخلخلة صفوفه وزراعة القلاقل والتغلغل في مواطن الضعف لدى الطرف الاخر وهذا أدى الى كسب المعركة دونما الدخول في حرب واستنزاف الجيوش على الحدود .. وحال الامة الاسلامية يرينا الضعف والوهن الاقتصادي والسياسي خلال زمن السلم أكثر من زمن الحرب نتيجة للغفلة المستمرة .
بعد الانتكاسات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية للشعوب الاسلامية والعربية عموما ادى هذا الامر لضعف واستسلام حقيقي وبما ان النخب الحاكمة كانت لها الدور المحوري لهذا الدور السلبي كان لزاما ان تكون تلك الانظمة الحاكمة دورا لتعكس ادائها الإنهزامي تجاه قيادات الغرب وتجعل من سياسية دولها تمثل فقط دور المتلقي والولد المطيع لأسياده ... فكانت موجات الإضطراب بين القيادات وشعوبها تأخذ سمة المد والجزر و سرعان ما يختفي الأمر ... حتى شهدنا ما يعرف بالربيع العربي وكان لتونس دور السبق ولحقتها مصر التي هي محور حديثنا في هذا المقال .
كان للظلم الواقع على الشعب المصري والذي اتى على رغيف خبزه وكرامته اثر الدافع الكبير لنجاح ثورته وتيار الاخوان المسلمين حمل عبء كبير في دعم هذه الثورة ... لكن ماذا حصل ؟
الذي يجب ان ندركه جميعا ان عملية الثورة المصرية في 25 يناير صنعت اثر الصدمة المفاجئه على الكثيرين خصوصا ان مصر هي قلب الامة العربية والاسلامية والتغيير فيها يعني الكثير للشعوب الاخرى .
داء الحمى الدينية
في ظل الاختلالات التي حدثت نتيجة لتواجد بقايا النظام السابق بعد ثورة 25 يناير توسعت الفجوة السلبية الاقتصادية والسياحية والامنية وهي الوجه الظاهر للخطر المحدق بمصر ... ولكن عنف العمليات الارهابية والطائفية كانت أحد الأوجه الخطيرة التي كان ينبغي للاخوان المسلمين تداركها في خططهم السياسية والاستراتيجة لانها مؤشر كافي يبين مدى الخطر المتربص بمصر خارجيا.
ناهيك عما يحاك في المطبخ السياسي الغربي وبعض دوائره داخليا تجاه ثورة مصر .
وعلى ما يبدوا لم يكن هناك ما يكفي للتنبه و الاستشعار للاخطار من قبل سياسات الاخوان خاصة والعديد من الاختلالات بمناسبة وبدون مناسبة كانت كافية لمعرفة ما يدار خلف الكواليس وهي تنمو داخليا في بطء وبالتدريج لأنها اخذت استراتيجيات خفية وباطنية وتدريجية وهذا يحسب ضد سياسية الاخوان ... كيف ؟
فبعد كل المؤشرات العديدة و الخطيرة في الاقتصاد المصري والتراجع الملحوظ في الامن وانتشار الاحتقان الطائفي واستغلال كثير من ملفات النظام السابق في صناعة ضبابية في كثير من القضايا التي ظهرت على الشارع المصري أصبح لدينا خطر داخلي متنامي قوبل بسياسية انشغالية وتخديرية داخل الجسد المصري إن جاز التعبير .
لو شاهدنا كيف اغفل الاخوان المسلمين القضايا المصيرية للشعب المصري وكان الاهتمام بقضايا جزئية .. فكان الاحرى الإهتمام بكيفية التخطيط لإخراج البلد من كثير من الملفات الشائكة ... فوجدنا ان الاهتمال انصب تجاه نوع من الجدليات الفارغة المحتوى فكانت النقاشات والاحتدامات النقاشية بخصوص التعديلات الدستورية مثلا فيما بخص المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الاسلام دين الدولة والمصدر الاساسي للتشريع... وإضاعة الوقت واهداره في الغاء قوانيين أخرى بحجة انها غربية المصدر والانشغال في الدخول في قضايا شخصية و فكرية مع بعض الفنانيين وازدرائهم بالدين ..الخ , وتُركَ الاهتمام بكيفية تطوير وتحسين معيشة الانسان المصري وكيفية الحفاظ على هوية المجتمع المصري وتماسكه والنظر لكل ما من شأنه يساعد في تطويره وإرجاع مصر إلى نهضة تجعل من مصر والمصريين في مصاف الأمم المتقدمة في جميع الجوانب .
طوال ثلث قرن والاخوان المسلمون فى مصر يرفعون من درجة حرارة مياه الغليان الدينى فى مصر ولحق بهم الفكر السلفى الاخوانى ليصل الى مستوى التشدد الدينى فى مصر الى مرحلة الالتهاب الذي لم يكن مدروسا في معظمه فإنشغل حال الكثيريين في مواضيع وملفات لاتضيف اى جديد للانسان المصري فى حياته اليومية ولاتقدم أمرا يساعد في بناء مجتمع يحمل عوامل التقدم العلمي والاقتصادي رأينا اضاعة الوقت والعقل والعاطفة فيما لايفيد ولايصنع حضارة.
ودخلنا في دهاليز فرعية بخصوص الفتاوى الدينية والمظاهر الدينية والخلافات الدينية المعقدة التي تضعنا دائما فى دوامة لاتنتهى.
والنتيجة سلبية كبيرة فذهب قدر كبير من وقت وفكر وجهد الأمة المصرية ... والذي يأخذنا للحيرة الم يكن احرى الاهتمام بما يساهم في رفع مستوى البشر حياتيا اولا حتى نصل لمرحلة الارتقاء الأخلاقي والذي سيساعد المصريين في اللحاق بركب الحضارة المعاصرة وإظهار الاسلام بأنه دين حداثة ورقي لكن يبدوا ان البعض ادمن فهم الامور بشكل مغاير قد يفقدنا هدفا نبيلا نسعى لتحقيقة .
فأين جهد التخطيط واظهار مشاريع وخطط حل قضايا الأمة المصيرية و الأساسية ابتداءا من التعليم المنهار والأمية المنتشرة وصولا بحال الناس المعيشي الى الفقر المدقع و صحة المواطن المصري ومعاناته من البيئة الملوثة وتدهور الإنتاج وأين هي صرخات الماضي في انتشال البلاد من سرطان الفساد المستشرى الذي احدث أزمات اقتصادية و جوانب اخرى من تدهور الاسكان والصحة والمواصلات والبطالة وكل هذه المهدمات لم نرى التخطيط لحلها التي هي من اساسيات الدين واولياته فالانشغال والاشتغال وإشعال قلوب الناس بنار مصطلحات دينية بشكل سطحي سيستهلك ويبذر ما بقي من جهد للفرد والمجتمع فى كل ماهو بعيد عن احتياجاته الانسانيه الملحة وهي ضرورية لإقامة الدين والحفاظ عليه.
ولا ننسى ان الاخوان المسلمون قد فشلوا في السيطر على ملف الاقباط وهذا ماتسبب حقيقة في إحداث حالة من الشرخ والانسلاخ في الوحدة والهوية الوطنية فمع دخول الكثيرين في دوامة عادات وعبادات وسلوكيات تتسم بالغلو فى المظاهر الدينية فى كافة نشاطات الانسان جعلت الكثير من مسلمي مصر في معزل عن مشاركة إخوتهم الاقباط بحجة انهم من فئة الكفار من اهل الكتاب من اليهود والنصارى... وبالتالى لا نتفاجأ عندما نجد ردة فعل عسكي واختلاف فكري واجتماعي على واحدية الهوية الوطنية ويظل الاقباط حبيسي الكنائس واجندة خارجية ترمي بظلالها لإحداث فتن وانقسام طائفي في نفوس وعقليات الاجيال ... فأين هي الرؤية الاستراتيجة ؟
وهذا هو مدخل خطير وكبير على مصر وسلامة أمنها الاجتماعي والاستراتيجى معا .
لأن التصدع والانهيار في الهوية الوطنية سيخلق بيئة خصبة لكثيرا من التدخلات الخارجية في حماية الأقليات واللعب على وتر الطائفية وانقسام الدولة ونرى اندونيسيا وانفصال وتيمور الشرقية عنها وماحدث لماليزيا و انفصال سانغفورا عنها وهذين نموذجين واضحين إن أردنا الإستفادة .
قد يقول البعض ان المجلس العسكري لعب دورا سلبيا وتحت خطوط مرسومة له من قبل الخارج .. ونقل حتى لو إفترضنا هذا الامر يجب ان نأخذ الحذر والاستعداد برسم استراتيجيات سياسية في تحريك الجمود للوضع السياسي فى مصر على مدى ربع قرن فمن مجموعة سيطرت على مراكز القوى في تلك الفترة واستأثرت لنفسها بالقرارت السياسية والثقافية والاعلامية والاقتصادية لمصلحتها فقط واغلقت ابواب المستقبل للجيل الجديد للحصول على حقوقه في العمل والامل في الحياة الكريمة... فأين هم الاخوان المسلمون والسلفيون في التخطيط و الامساك بمفاتيح مصر السياسية والاقتصادية حتى يبادلهم الشعب المصري الثقة ويخلقون قوة استراتيجة تمكنهم من الصمود .
اذن بعد تكالب كثير من العوامل الداخلية والخارجية وفي ظل غفلة من الاخوان لا نستغرب ابدا ان نجد الاخوان خارج الخارطة الرئاسية وربما السياسية .... وهذا معناه اننا سنجد مصر تعود مرة أخرى لحالة من الغليان الشعبية لصناعة ثورة استردادية بقودها الاخوان مستغلين نتيجة الانتخابات الرئاسية وما قد يحصل نتيجة للنطق بمحاكمة حسني مبارك الذي قد يحصل على البراءة .
وهذه المرة قد يتمنى المصريين عودة حكم مبارك لأن الخروج للشارع سيحمل الكثير من التداخلات والتعقديات الداخلية ونتيجة لما سلف من غياب الرؤية السياسية الاستراتيجية والأدمان على الجمود الديني والإحتقان الفكري سيخلق لنا ضعف كبير لحال مصر وشعبها سيؤدي لا سمح الله لإهتزاز مكانة مصر القيادية في المنطقة وهذا ما يريده الكثييرن خصوصا ان نجاح اهداف ثورة 25 يناير في مصدر قد يكون اخطر من القنابل النووية للبعض ...
فهل سيكتمل حصار مصر ؟