آخر الاخبار

رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير  بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات

الشباب والغريزة
بقلم/ إحسان الفقيه
نشر منذ: سنة و 4 أشهر
الأحد 13 أغسطس-آب 2023 04:13 م
 

من الأخطاء الجسيمة التي تقع في إطار توجيه وإرشاد الشباب، هي إعطاؤهم ذلك الانطباع بأن الغريزة الجنسية وحشٌ يصعب ترويضه، وأنهم لن يستطيعوا التعامل معها وكبح جماحها إلا بجهد مضنٍ، والأدهى من ذلك أن يتم تحقير هذه الغريزة في أعين الشباب.

وهو مسلك مُحبط للشباب لا ريب، إذ يرون أنه يلزمهم للتعامل مع الشهوة والسيطرة عليها أن يكون لهم خلق الأنبياء.

أول ما يجب تعزيزه في نفوس الشباب بشأن الغريزة، أن يتم تغيير مفهومهم عنها، فهي ليست عيبًا وليست قدحا في الإنسان الذي جُبل على هذه الرغبة تجاه الجنس الآخر، فهي فطرة، والفطرة ليس فيها قبيح، فالله تعالى يقول {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14].

يقول محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار محلقا حول هذه الآية: "فإن الله تعالى ما فطر الناس على شيء قبيح، وكيف يكون حب النساء في أصل الفطرة مذمومًا وهو وسيلة إتمام حكمته في بقاء نوع الإنسان".

كما ينبغي أن يدرك الشباب جيدًا، أن استقامتهم على أمر العفاف وصون النفس عن العبث في هذا الشأن وتحصين أنفسهم من الوقوع في الرذيلة، أمرٌ يدخل في نطاق استطاعتهم وطاقتهم وقدرتهم، فالله تعالى هو الذي أمرهم بذلك، وهو نفسه القائل في كتابه الكريم: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]،

فمحال أن يأمر الله تعالى الناس بالعفة وهم غير قادرين عليها، لكن الشهوة تنال من المرء عندما يفتح على نفسه أبوابها المحرمة، ويبتعد عن شريعة ربه تعالى. ومن الطرق الناجعة التي يستطيع بها الشباب التعامل مع الغريزة، تغيير الإدراك، والانتقال من منطقة التفكير في إيجاد مجال غير نظيف لها، إلى التركيز على الآثار السلبية المترتبة على ذلك، وهو ما سلكه النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنا وهمّ الناس أن يقعوا به، فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم منه، ثم قال له:

(أتحبه لأمك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟

قال: لا والله يا رسول الله! جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك.

قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم...). فجعله النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إلى هتاف الشهوة، وإنما التركيز على عواقب هتك الأعراض، في حين أنه لا يقبل بهتك عرضه، وربما كانت فيه إشارة وترهيب من القاعدة المطردة (الجزاء من جنس العمل).

ولئن كان الإقبال على الزواج هو أول ما ينصح به الشباب لمواجهة إلحاح الغريزة، إلا أنه لا يكفل وحده منع الإنسان من الإقدام على انحرافات الغريزة، فالوقوع في الرذائل يقع في نطاق المتزوجين أيضا، لذلك لا غنى عن البناء الإيماني القائم على المداومة على طاعة الله واتقاء الذنوب، وها هو النبي

صلى الله عليه وسلم، يوجّه رجلًا أصاب من امرأة فيما هو دون الفاحشة، توجيها عمليا يُعلي من البناء الإيماني لديه عن طريق طاعة الله التي تحرق الشهوات، فعندما أتاه وذكر له ذلك نزل قول الله تعالى ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال يا رسول الله ألي هذه؟ قال لمن أخذ بها).

وهذا هو المعنى الذي دار حوله ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عندما قال "اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يحصيه إلا الله تعالى..

وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه". نسأل الله تعالى أن يصلح شباب الأمة ويهديهم إلى سواء السبيل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الذيباني.. بطولات على درب سبتمبر المجيد
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د.مروان الغفوري
كيف انهارت الصهيونية ذات المائة عام؟
د.مروان الغفوري
كتابات
عبدالرحمن مهيوب النقيبموروث الراحلين عنا.. بلا ملاذ
عبدالرحمن مهيوب النقيب
الإنسان وثنائية الحق والواجب
د. عبده سعيد مغلس
د. محمد جميحنبّاش القبور
د. محمد جميح
د . عبد الوهاب الروحاني‏ اقرأوه ...ستجدون فيه انفسكم
د . عبد الوهاب الروحاني
مشاهدة المزيد