سفاراتهم ليست أكثر حرمةً من عرض نبينا صلى الله عليه وسلم
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر
الجمعة 14 سبتمبر-أيلول 2012 10:02 ص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد،

قال تعالى((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))

تباينت ردود الأفعال لدى معظم الشعوب الإسلامية حول العالم من حيث النوعية في الوسيلة الاحتجاجية إلا أن هدف الجميع يبدو واحداً وهو إما الاحتجاج أمام أو مهاجمة(السفارات الأميركية ) ،وذلك بعد إعادة نشر وتكرار الإساءة للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حيث جاءت هذه المرة من أميركا بدلاً عن الدنمارك وتم تحويلها إلى فيلم بدلاً عن الصور وستنشر في المستقبل على شكل مسلسلات لاتنقطع.....الخ من وسائل وأساليب القدح والاستخفاف بالمشاعر الإسلامية حتى ينجح الحاقدين على ديننا الحنيف من اليهود والنصارى في كسر وتفكيك الحصانة المقدسة لرموز الدين الإسلامي لدى عامة المسلمين ،حيث وهم في كل مرة يقيسون مدى ردة فعل المسلمين وغيرتهم تجاه دينهم وقداسة نبيهم محمد صلى الله علية واله وصحبه وسلم وهل يمكن النجاح في التخفيف من أهمية هذه الإساءة لرموز الإسلام عند الشعوب الإسلامية بحيث نتقبلها في إطار حرية التعبير لكي تطمئن قوى الظلم والاستكبار العالمي وعلى رأسها أميركا من شيء أسمه ( الغيرة الإسلامية) فيحققوا مايحلمون به من الانتقال في الأسلوب الاستعماري من الإمبريالي الذي كلفهم كثيراً إلى الدور المباشر وبدون مقاومة.

لاشك أن الإدارة الأميركية سارعت إلى تبرئة نفسها مما نشر في الفيلم المسيء مع علمها المسبق بإعداد هذا الفيلم وموعد نشره وحملت مسئوليته مواطن أميركي من أصول يهودية (أعد الفيلم ثم اختفى!!).. أما النشر فكان من قبل أقباط مصريين قاموا بشرائه من ذلك اليهودي ونشروه على شبكة الانترنت! حيث يبدو أن الولايات المتحدة هي من يقف وراء الأحداث الطائفية في مصر لاسيما العنف الذي ضخم وروج له مؤخراً بين المسلمين والأقباط ،فأرادت الإدارة الأميركية أن ينتقم المسلمون في مصر من الأقباط فتستثمر ماسيحدث من عنف طائفي في الضغط على الرئيس مرسي وإظهاره عاجزاً أمام شعبه والعالم عن حماية كل المصريين ولكنه حدث العكس وانقلب السحر على الساحر حيث أصبحت سفاراتهم هدفاً للشعوب الإسلامية الغاضبة .

ومما يدل على عدم مصداقية الإدارة الأميركية تجاه القضايا الحساسة للمسلمين أنها لم تدين الفيلم ولم تتوعد صاحبه بالمحاكمة كما كانت تفعل تجاه من يشككون في أكذوبة (الهولوكست) اليهودي أو محرقة اليهود على يد النازية التي على أساسها أعطي اليهود فلسطين بموجب وعد بلفور، وأقل من ذلك لم يتقدم الرئيس الأميركي باعتذار واضح للشعوب الإسلامية مع أن حكام الدول العربية(الثورية) سارعوا بالاعتذار لأوباما وأسفوا لما حدث للسفارات الأميركية في بلدانهم بل توعد بعضهم بمحاكمة المتورطين في أعمال الشغب الذي حدث في محيط وداخل السفارات الأميركية التي أصبحت في نظرهم أكثر حرمةً من عرض الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

*مماحدث نستنتج الأتـي:

• محاولة أميركية لعودة العنف الطائفي في مصر لإعاقة جهود الرئيس مرسي في تحقيق الإصلاحات الداخلية فيما يتعلق بمشروع النهضة وعرقلة الحملة الأمنية التي يقودها الجيش المصري ضد الخارجين عن القانون في سيناء لأول مرة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد قبل أكثر من ثلاثة عقود وكذلك إضعاف السياسة الخارجية لجمهورية مصر في محاولة خطيرة للالتفاف على الدور الخارجي الفعال للرئيس مرسي تجاه قضايا المنطقة.

• محاولة أميركية لإيجاد ذرائع تمكنها من التدخل في شئون الدول الثورية التي بدأت تتجه نحو الاستقرار السياسي مثل ليبيا من أجل المشاركة في التخطيط لمستقبل تلك الشعوب الحالمة بمستقبل مشرق وثنيها عن ما تريد لان ذلك لايتماشى مع المصالح الأميركية ويخالف السياسات التي حددت بها مستقبل الشرق الأوسط الكبير ،حيث يعتبر تعهد اوباما بمحاكمة قتلة سفير بلاده في طرابلس دليلاً واضحاً على ذلك حيث لم يطلب من السلطات الليبية فعل شئ بل سارع في إرسال طائرتين حربيتين إلى ليبيا.

• قياس مدى التباين في ردود الفعل عند المسلمين العرب تجاه حوادث من هذا النوع قبل ماتسميه الولايات المتحدة بالربيع العربي وبعده، ومعرفة الفرق بين الماضي والحاضر ليساعد ذلك في التخطيط للمستقبل .وهل يتماشى الوضع مع السياسات الأميركية لمستقبل هذه الدول أم أن الفوز في الانتخابات الأميركية القادمة لأحد الأقطاب المتنافسة تحدده سياسته الخارجية ومدى إدراكها للمتغيرات العربية والسيطرة عليها وذلك ما تم تأكيده من قبل الرئيس الأميركي أوباما في مؤتمر للديمقراطيين قبل أيام حيث أكد التزامه بأمن إسرائيل إلى الأبد وذلك يتطلب من إدارته خطط جديدة تتماشى مع المتغيرات العربية الجديدة.