أول بيان للمخلوع بشار الأسد بعد هروبه الى روسيا.. ماذا قال؟ واشنطن تدرس إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب ومبعوثها يكشف سبب زيارته الى جيبوتي انعقاد مؤتمر إطلاق الاستراتيجية المحلية للنساء بمأرب. بإسم الرسول الأعظم الحوثيون يغتصبون منزلا بالقوة ويضعون عليه اسم النبي تركيا ترسل فريق بحث إلى سجن صيدنايا سيء السمعة تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول ثروة ''آل الأسد'' كيف حصلوا عليها ومن يديرها؟ ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه
مأرب برس - خاص
لا يجحد إلا مزايد بأن الأمور في اليمن منفلتة وبأن هيبة الدولة تلاشت ولم تعد تسري قوانينها إلا على الضعفاء أو على مناطق الفرائس الذين تعودت الدولة جبايتهم عبر الأحقاب ولعل الاحتواء القبلي للدولة اليمنية قد أطلق العنان للقبائل كي تصول وتجول ناخرة الدولة ومرعبة الشعب ومكبلة لطاقاتها وطاقات الآخرين عبر افراغها في متاهة الشر وفي العراك الذي يقصم ظهر بعير التنمية.
وإذا كانت الدولة اليمنية قد تمكنت من تذويب القبيلة إبان حكم الشهيد الحمدي في الشمال وإبان حكم الحزب الإشتراكي في الجنوب فإن صعود علي عبدالله صالح إ لى الحكم قد فتح نوافذ وأبواب الدولة لعودة القبيلة وتم تعميم نظامه على كل اليمن بعد انتصاره في حرب صيف 1994 بعد أن فتحت صنعاء مدارسها لتعليم أبناء المحافظات الجنوبية أصول القبيلة. وإذا كانت اليمن اليوم توثق عرى التحالف القبلي العسكري وتشد أزرهما بالتحالف مع البيوتات التجارية فإن هذه العرى في الغد سينفرط عقد تحالفها لأنها تزاول سياسات سيكون رد فعلها هو الثورة الشعبية التي لا تبقي ولا تذر وتلوح مخاوف التشضي للدولة اليمنية.
إن النخب المثقفة ترفض القبيلة في وعيها ولكنها لم تقترب من تحليل وتفكيك البنى القبلية ودورها الواقعي بل اكتفت بكشطها من قائمة وعيها لتجد نفسها مصدومة بها صبح مساء.
إن حضور القبيلة جلي في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وتجاوز حضور الدولة في بعض الأحايين والأماكن بل إن الدولة تفني نفسها حبا للقبيلة كفناء المتصوفة بل وصل العرف القبلي إلى ذروة السلطة التنفيذية والتشريعية وجرى مجرى الدم في شرايين الحياة السياسية في البلد.
الدولة الهشة الراهنة نفخت بهشاشتها عضلات القبيلة التي حضرت لتحل محل الدولة التي صارت محطة ترانزيت لاقلاع القبائل التي لا تعترف بالدولة إلا كسياج وقائي لتصرفاتها التي في الغالب يغلب عليها طابع الرعونة.
وصارت الهوية القبلية مخزونا احتياطيا لهوية النظام الذي يرتبط بعلاقة جدلية مع القبيلة لدرجة استمرار الحبل السري الرابط بينهما.
لقد اخفقت كافة المشاريع المستهدفة تحضير القبيلة وفشل مشروع التعليم ومشروع الجيش النظامي ومشروع القوننة وترويض الوحش القبلي الكاسر لتجد الدولة نفسها بدلا من احتوائها القبيلة محتواة تماما وتلوح مؤسساتها كالسلطنات والمشيخات لتنحصر البلاد كلها في "البلاد" بالمعنى المتداول والضيق ولتعمم البلادة على الجميع.
أين تلوح بوادر المستقبل؟ الإجابة ليست عند دعاة المجتمع المدني الغائب والمغيب وإنما عند القبيلة الخبر اليقين.
* شاعر وأكاديمي يمني