آخر الاخبار

عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية

مقاتل دون ضجيج
بقلم/ د. زياد غالب المخلافي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و يوم واحد
الثلاثاء 15 أكتوبر-تشرين الأول 2019 05:24 م
 

هزيمة العدو دون قتال خير من الانتصار في ألف معركة، هذه المقولة التاريخية في فن خوض غمار الحرب لها مدلولها العميق لدى من يعرف طبيعة الحروب وادارتها بما يحقق النصر على مختلف الأصعدة ويكون مآلها في النهاية هزيمة العدو واخضاعه وتجريده من كل عوامل القوة التي يمتلكها ويتحصن خلفها.

الدكتور معين عبدالملك، الشاب الممتلئ بالحيوية والنشاط جاء لخدمة الوطن في ظرف وطني بالغ التعقيد، ومنذ اليوم الأول رأى في هذه المقولة التاريخية عنوانا بارزا لعمل حكومته بعد توليه مهام رئاسة الوزراء، كان يرى أن فرض هيبة الدولة وتطبيع الحياة في المناطق المحررة وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين واشاعة الطمأنينة في نفوس الناس وإشعارهم بعودة سلطة الدولة بعد تحريرها من المليشيات الحوثية هو انتصار للحكومة الشرعية أولا وهزيمة للمليشيات الحوثية الانقلابية ثانيا، وكان محق في ذلك بكل تأكيد ، وهذا بالطبع لا يعني توقف الجبهات القتالية التي تخوض معركة التحرير كما فهم البعض حينها بل توزيع المهام التي تحقق النصر إلى خطين متوازيين، الخط المدني الخدماتي والخط العسكري القتالي.

ومن هنا فإن المتابع للأحداث منذ تولي الدكتور عبدالملك منصب رئاسة مجلس الوزراء إلى يومنا هذا يجد أنه كان خير خلف لدولة رئيس الوزراء السابق الدكتور احمد عبيد بن دغر ، وإن كانت الظروف والبيئة السياسية مختلفة خلال الفترتين، لكنه وفقا للمراقبين لم يُرَ منه أية شطحات إعلامية أو سعيه للبحث عن زعامات وزيادة للمعجبين من هنا أو هناك ، واكتفى بالعمل بصمت في معالجة كل الملفات الخدماتية وفضل مصلحة المواطن اليمني الذي كان شغله الشاغل عما سواه ، باحثا عن كيفية توفير سبل الحياة خاصة وأن اليمن يمر بحالة حرب وانقلاب مليشاوي وانهيار شبه كلي في أغلب مؤسسات الدولة.

ولكي نكون منصفين علينا استعادة شريط الاحداث منذ توليه رئاسة الحكومة وكيف أن الحياة بدأت تدب في جسد مؤسسات الدولة بشكل لافت ومتقن وبدأت الوزرات تعمل وفقا للخطط المرسومة من قبل المختصين فيها وكان أهم ما ميز فترة حكومة معين عبدالملك هو الاستقرار والتعافي الاقتصادي وإيقاف تدهور العملة الوطنية التي كانت تشهد ارتفاعا جنونيا أصاب قلب الاقتصاد الوطني، اضافة إلى اقرار الموازنة العامة للدولة لأول مرة منذ الانقلاب المليشياوي عام 2014 من خلال انعقاد مجلس النواب لأول مرة أيضا في مدينة سيئون وهو السلطة التشرعية الهامة في البلاد.

الدكتور معين عبدالملك كما هو معروف عنه ليس من هواة البطولات الاعلامية ولا يحبذ فرق التصفيق والتطبيل ولذلك لم يظهر على المنابر ولا على صفحات التواصل الاجتماعي لكي ينسب له انجازات القائد والزعيم باني المنجزات لكنه آثر على نفسه الصمت بدلاً من الضجيج حتى أن بعض العاملين معه ظهروا في المنابر والصفحات لينسبوا لهم بطولات وانجازات وهم لا ناقه لهم فيها ولا جمل و إنما غرضهم إحداث هالة إعلامية حولهم وتبني إنجازات وهم براء من تحقيقها والهدف من ذلك إيجاد تعاطف وإعجاب بهم من قبل الشعب اليمني حتى يبدون في عيونه صانعي المستحيلات.

في الآونة الأخيرة رأينا كيف أن من يعمل بصمت مثل الدكتور معين يوصف بكل مصطلحات التخوين وتصدر بحقه مختلف الأحكام ويقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر، والسبب انه يتحاشى الولوج في زفة التمجيد والتطبيل ويتجنب الإفصاح عما يقوم به وكيف أنه استطاع اقناع المجتمع الدولي بأن اليمن في المناطق المحررة باتت آمنه وتجلى ذلك من خلال زيارات السفراء الأجانب لليمن خاصة سفراء الدول الكبرى والمنظمات الدولية لكن كما يبدو أن هناك من يفضل الكلام على المنابر وفي صفحات التواصل وينصت لمن يبع الوهم والاكاذيب بدلا من تقييم الافعال وقراءة ما تحقق على أرض الواقع.

ومن جملة تلك الأحكام والافتراءات اتهامه بالتأثير على وزير الخارجية وطلبه مسح أي عبارة تندد بدور الامارات وخاصة القصف الاماراتي الجوي السافر على الجيش اليمني والتي اثبتت الايام عكس ذلك، كما قيل عنه انه أوقف التحقيق في فساد البنك المركزي إبان إدارة حافظ معياد وما قبله وثبت غير ذلك بعد انتهاء الحملات الاعلامية المجحفة.

على أية حال، أتذكر أن الشيخ سلطان البركاني قال في مرة من المرات معاتبا زميلا له أن هناك من يتاجرون بقضايا الناس لكي يكسبوا تعاطف شعبي أوهالة اعلامية لهم هم بحاجة إليها، وبصرف النظر عن مدمني تلك السبل في البروز والظهور الاعلامي فإن على اليمنيين الوقوف مع دولة رئيس الوزراء لإصلاح منظومة الشرعية وتقويمها حتي تتجه البوصلة نحو الهدف السامي وهو التخلص من الانقلاب المليشاوي الحوثي الجرثومة الخبيثة التي تفتك بالجسد اليمني ونبتعد عن المعارك الجانبية التي تصب في مصلحة العصابات والمليشيات الارهابية ونعمل سويا على استعادة دولتنا وأمجاد أبناء حمير وقحطان أمجاد أقيال اليمن على كامل التراب اليمني