عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
لم ينل رئيس يمني من التآمر والخيانة ما ناله الرئيس هادي طوال سنوات حكمه الماضية , التي لم ير فيها لحظة من الأمن والأمان أو الاستقرار السياسي أو حتى الراحلة الشخصية كأحد الزعماء العرب.
خطاب الرئيس هادي الشهير الذي قال فيه أنه "لم يتسلم عشية تسلمه السلطة من الرئيس السابق إلا العلم الجمهوري" كان خطاباً صادقاً بل كان أبلغ توصيف لعمق مشهد المؤامرة التي كان يواجهها فخامته في تلك المرحلة .
لقد أصطدم الرئيس عبدربه منصور هادي من اللحظات الأولى لحكمة بالدولة العميقة التي حفر أوكارها وأنفاقها الرئيس الراحل "علي عبدالله صالح " طوال سنوات حكمه التي كرسها لبناء نظام حكم متخلف قائم على تشجيع سلطة الفرد وتشجيع الصراعات وبث الفرقة ومحاربة كل ماله علاقة بالنهضة والحياة والاستقرار المجتمعي والسياسي.
ثبات الرئيس هادي طوال السنوات الماضية بعد الإطاحة بنظام صالح عن طريق ثورة الشباب ,لم يكن ثباتا أمام تآمر الداخل فقط التي كان يقود مكرها " صالح " وإنما ثبت أيضا أمام مؤامرات دولية جسام سعت لتغذية وتشجيع الثورات المضادة التي كانت تستهدف نسف كل ما تم بنائه من مخرجات للحوار الوطني والإجماع الشعبي, وربما نجحت تلك الأطراف في تحقيق بعض مخططاتها، لكن وقوف هادي وكل القوى السياسية أفشل بقية ذلك المخطط.
رغم الكثير من المآخذ التي تُؤخذ على الرئيس هادي في تعامله مع الكثير من القضايا، كما يرى البعض , لكنه في نهاية كل جولة يثبت أنه ينتصر لشعبه ووطنه , رغم وصول أذى المؤامرات إلى عقر داره وإلى الصفوف الاولي من أبنائه ومقربيه .
الذكرى السادسة لانتخاب الرئيس هادي تذكرنا وتضع بين أيدينا جملة من مشاهد الضغوطات والتهديديات التي تعرض لها عقب الإنقلاب الحوثي يومها , وظل شامخا ورافضا لكل العروض والإملاءات التي كان يحاول الانقلابيون تمريرها عبره بالقوة , حيث كانوا يحاولون انتزاع قرار رئاسي منه بتعيين نائب له منهم , ومن خلال النائب سيتم التلاعب بكل المشهد السياسي والعسكري , بعد وضع الرئيس تحت الإقامة الجبربة , ومنح نائبه كل صلاحيات الرئيس ,لكن كل ذلك لم يتم لهم , وهو موقف لن ينساه التاريخ لهادي.
حتى اللحظة تضع الظروف السياسة الرئيس هادي في أسوأ حقبة من تاريخ اليمن المعاصر , ومع ذلك حاول ,هو محاصر بفلول الانقلابيين كإحاطة السوار بالمعصم , ووصل الحد إلى تدخلهم حتى في مسار حياته اليومية والشخصية , وتحكمهم في مداخل منزله ومخارجه بل تحكموا حتى في نوعية الطعام الذي كان يقدم له , مأساة مؤلمة ألمت بالرئيس هادي في تلك المرحلة التي تعد واحدة من أصعب مراحل حياته السياسية , لكنه أنتصر في تلك المرحلة للشعب وللجمهورية والثورة .
كثيرون هم من انتقدوا هادي كثيرا وأنا أحدهم , لكن عند قراءة المشهد السياسي في اليمن من كل الأوجه ندرك حكمة هذا الرجل في المواقف الحرجة والحساسة, التي كان دائما لا ينتصر لنفسه فقط , وإنما كان ينتصر لليمن أرضا وأنسانا , هناك مئات من المواقف التي تضع هادي دائما في مواقف محرج وتدفع به إلى صدارة مواقع النقد , بسبب أن الصورة التي تنقل للمواطن العادي دائما من زاوية واحدة فقط .
قد يظن البعض أن ما يكتب اليوم عن هادي هو دفاعا عنه أو تلميعا له , هذه قراءة خاطئة وقاصرة , دائما في عالم السياسية ليس كل ما يعلم , يقال وليس كل ما يجري في كواليس السياسة يجب أن ينشر, لذا مازال صناع المشهد الإجرامي الذي جر اليمن إلى هذا المستنقع مازال مغيبا عن الشعب , سيأتي اليوم الذي يتحدث فيه هادي للعشب إما مشافهة أو عبر مذكراته .
في عالم السياسة والسلطة والقيادة تدفع بعض المواقف والأحداث بالكثيرين إلى أتخاذ مواقف مصيرية يتمنى فيها البعض مغادرة المشهد والمنصب ومواقع القرار والنفوذ, لكن لا يصمد في تلك المواقف إلا القليل من رجال الحكم والسياسة ولهادي مواقف ستذكر في هذا المضمار.
شخصيا أعتقد أن أكبر رئيس مظلوم في تاريخ اليمن المعاصر هو الرئيس هادي , حيث لم تتح له الأحداث والمؤامرات أن يتفرغ لأي عمليات للبناء والنهضة في هذا البلد الجريح .
قد تكون هناك مئات الملاحظات حول قناعات الرئيس هادي في اختياراته لرجال الحكم والسياسة , وحول نفسه الطويل في التعامل مع الأحداث والمواقف إلى درجة توهم الكثيرين بنظرة سلبية تجاهه , لكن الكثير من المشاهد النهائية للأحداث تثبت أن هناك نفسا كبيرا لدى الرجل في التعاطي مع تلك المؤامرات الجسام حتى وأن أخطأ فـي تعامله معها إلا أنه يتلافى أخطائه بكل شجاعة , وأقرب دليل على ذلك العشرات من القيادات العسكرية ومحافظي المحافظات الذين عينهم هادي , والعديد منهم خذلوا الرجل وعملوا بمناصبهم الرسمية ضد الشرعية وضد الرئيس , فيأتي رد هادي الحاسم معهم عبر الإطاحة بهم , ليعيد المشهد مجددا إلى أحضان الشرعية والدولة.
نشد على يد الرئيس هادي وكل الأوفياء في طابور الشرعية , للمضي في استكمال عمليات استعادة الجمهورية والثورة , ولا نامت أعين الجبناء .
#نقلا عن صحيفة 26 سبتمبر