ضجيج فارغ حول الرئيس السابق وحزبه
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 6 سنوات و 11 شهراً و 17 يوماً
السبت 30 ديسمبر-كانون الأول 2017 04:54 م

تابعت خلال الأسابيع الماضية العديد من الضجيج الالكتروني من بعض المحسوبين على جناح الرئيس السابق الذي بت حاليا أفضل أن أطلق عليه لقب " الجناح العجوز" بسبب المواقف السلبية والمخجلة بشكل عام , سواء على صعيد الموقف من الرئيس السابق حيا أو ميتا, موقفه من الشرعية , والمفاصلة مع الحوثيين.

حيث قادت عدة حسابات وهمية ومجهولة وبعضها لناشطين حملة عفوية وضجيجيا الكترونيا للمطالبة بالثأر للزعيم وطبعا كانت المطالب تنصب بمطالبها على قبائل الطوق ومشايخ الطوق وقوات الحرس الجمهوري وتدعو لتصفية الحوثيين وتحرير العاصمة صنعاء .

شخصيا أطالب كل الذين مازالوا يعتقدون أن ثمة أمل في قبائل الطوق ومشايخه أو قوات الحرس الجمهوري , انسوا ذلك كلية , وتناسوا هذا الوهم , وأقولها لكم من الأخر "تأكدوا أن من لم يصدق مع الزعيم حيا لن يصدق معه ميتا , ومن خان الزعيم حيا سيخونه ميتا وسيخون نجله ونجل أخيه, ومن عجز عن حماية منزل للزعيم لهو أعجز عن حماية وطن أو حماية الجمهورية. 

هناك حقائق في التاريخ يحاول الكثيرون القفز عليها في محاولة للتشبث بالوهم والأحلام الجميلة والوردية , وترديد الأمنيات , لمواجهة خضم هذه الكوارث التي عصفت بهذه الوطن قبل ثلاث سنوات , لكن البعض لم يشعر بها إلا عندما وصلت إلى باب غرفه نومه ومنزل الزعيم فبدأ صراخه مولولا. 

دعونا من التغني بالماضي ودعونا من التغزل بالفاشلين والخائنين بين ركام هذا الخراب ,فهناك بين من يدعو للثأر من أجل فرد وبين من يدعو للثار من أجل وطن. 

مع احترامي لكل القيادات الوطنية في حزب المؤتمر الشعبي العام في جناح الشرعية , لكن ثمة لوم وعتاب للجناح العجور في هذه العجالة , ولكل الفارين من العاصمة صنعاء سواء إلى مناطق الشرعية أو لخارج الوطن أقول "إن المؤتمر الشعبي العام يمر اليوم بمنعطف كبير وخطير, يحتم على كل المخلصين فيه إلى التوحد صفا واحدا , والالتحاق بقطار الشرعية التي يقف خلفها ويدعمها كل المجتمع الدولي , وتسندها قرارات الأمم المتحدة وتؤكدها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني, خيرا من أن يفوتكم القطار مرة أخرى إلى غير رجعة . 

ثقوا أنه لا مستقبل لأي جناح سياسي في حزب المؤتمر يحاول أن يخرج عن سرب الشرعية, مهما حاول التغريد خارج الحدود والنتيجة مزيداً من العزلة والضياع , وسخط التاريخ عليه . 

كم يؤسفني وأن أرى حزبا كنا وكان الشعب اليمني والمحيط العربي ينظر إليه أنه حزب كبير وعريق , لكنه وسط هذه المحنه تساقطت أوراقة لنكتشف هشاشة كهشاشة بيت العنكبوت" حزب حتى هذه اللحظة لم يستطع أن ينشئ صفحة على الفيسبوك أو تويتر لتكون منصة رسمية له يعبر فيها عن مواقفه ومستجداته , وتعريف العالم بما ناله من أذى وتنكيل على يد هذه العصابات الحوثية والحديث مايزال موجها هنا لجناح الرئيس السابق.

 حتى اللحظة كل الشارع اليمني لم يسمع ولم يقرأ أي بيان من هذا الجناح عن قيادته ورموزه الذين تم تصفيتهم بعد مقتل الرئيس السابق , ولا عن أي إحصائيات تكشف أسماء المعتقلين من قياداته أو ممن تم مداهمة منازلهم , بل حتى لم يستطع حتى هذه اللحظة أن يكشف عن قياداته التي نجحت في الهروب وفرّت إلى خارج مناطق سيطرة الحوثيين. 

نأمل في الأيام القادمة ان تتعافى قلوب هذه القيادات وتعترف بالفرع الأم لجناح المؤتمر الشعبي العام الذي هو بقيادة الرئيس هادي وتقف ورائه كل القيادات الوطنية والسياسية في البلد . 

ثمة تصريحات عرجاء لبعض قيادات المؤتمر من الفارين خارج الوطن لا ترقى إلا مستوى النكبة أو إلى مستوى الجراح التي ألمت بهذا الحزب وبالوطن , مضمونها يوحي بالتهرب من وحدة الحزب ووحدة الموقف والمصير.

كم يؤلم الشارع اليمني أن تظل كل وسائل إعلام "المؤتمر" من قنوات فضائية ومواقع إنترنت ومنصات لتواصل الاجتماعي بيد صبيان مران وشيعة الشوارع.

لا يمكن أن يستعيد هذا المكون السياسي مكانته في الساحة اليمنية , إلا بمشاركته الصادقة مع القوى الوطنية في هذا البلد مالم فسيظل في عيون كل المقهورين في هذا الوطن , أنهم والحوثيين شركاء في الجرم والجريمة وإن تغيرت معادلات اللعبة . 

لا أمل بعد الله لاستعادة هذا الوطن إلا بقوات الجيش الوطني , ولا مستقبلاً سياسياً لأي طرف إلا في ظل السير في رحاب الشرعية , ومن رغب في غير ذلك , سيكتشف مؤخرا أنه باع نفسه وحزبه ووطنه للشيطان وسفهاء مران مرتين.

ولا نامت أعين الجبناء.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
فضل حنتوس
سجن صيدنايا: المسلخ البشري لآل الأسد.
فضل حنتوس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
إحسان الفقيه
حول موقف الجولاني من الاعتداءات الإسرائيلية
إحسان الفقيه
كتابات
مصطفى أحمد النعمانرسالة من صنعاء
مصطفى أحمد النعمان
كاتب صحفي/حسين الصادرمارب بين الامتداح والتهميش
كاتب صحفي/حسين الصادر
مشاهدة المزيد