هنا ..! لا مكان للفرسان .!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 7 سنوات و 11 شهراً و يومين
الأحد 15 يناير-كانون الثاني 2017 03:30 م
في عدد غير قليل من عواصم ومديريات محافظاتنا الجنوبية , هناك مبان لمؤسسات خدمية , ومكاتب وزارات حكومية , وأراضي تابعة للدولة , والكثير من الأوقاف الشرعية . وكل هذه يحتلها ويستحوذ عليها اليوم أفراد ينتمون لمحافظات جنوبنا الحبيب . فمنهم من قد بدأ في إحداث تغييرات في البناء والأرض لتحويلها سكنا خاصا أو مخططا استثماريا , ومنهم من قام بتأجير ملحقاتها كمحلات تجارية , أو تصرفوا فيها وفق مخططهم المستقبلي لهذه البناية والأرض الحكومية , أو الأوقاف الشرعية . وهذا دون ذكر ما لحق بها من تخريب ونهب . أو ما يلحق سكان العواصم من خوف وتنكيل , جراء القتال الدموي بين فئات مسلحة تتنازع هذه الغنيمة الحكومية الثمينة .
والغريب في الموضوع حاليا أمران : 
ـ الأول , أن السلطات المختصة في بعض المحافظات تغض الطرف عما يحصل , أو تقوم بدور الوسيط بين الفئات التي تتنازع فيما بينها بالسلاح , حول ملكية أصول وطنية خالصة , وبعضها تشكل لجانا رسمية للتفاوض معهم , والعمل على تلبية مطالبهم قدر المستطاع . وهي مطالب خاصة تتوزع بين طلبات مالية كبيرة , وبين التوظيف العسكري والمدني لعدد ـ غير قليل ـ منهم أو من أقاربهم , أو منحهم ما يوازي تخليهم عنها . وكل ذلك مقابل حمايتهم لهذه الممتلكات ! بعد خروج قوات صالح والحوثي الاحتلالية . أما غيرهم من أهل النفوذ , ومن رابطة " شيلني وأشيلك " , فهؤلاء يبسطون حيث شاءوا , ويتملكون متى أرادوا , دون حاجة لصمت أو تفاوض . 
ـ والثاني , أن المحتلين هم من أبناء الجنوب عامة والحراك خاصة , أو ممن هم تحت مسمى المقاومة , والسلطة الشرعية اليوم . وهم من الذين كانوا يسيرون في مقدمة المسيرات ويتسابقون نحو المليونيات , وممن كانت تهدر أصواتهم تطالب بدولة النظام والقانون , وباستعادة الهوية والوطن المسلوب من قِبَل الشماليين المتنفذين المحتلين . هؤلاء ممن كانوا يرددون في كل مجلس وعلى كل منصة ! سنضحي من أجل قضيتنا بكل غالٍ ونفيس , وسنبذل من أجل عودة الوطن والهوية أرواحنا وأموالنا , من غير مَنٍ ولا أذى , ولا نفع ولا مصلحة . ليتهم اليوم احترموا تضحيات أبطال الحراك الصادقين ودماء شهداء الجنوب المخلصين , ولم يكشفوا عن وجههم القبيح , والذي شوه صورة المستقبل المثالي المزعوم , وحطم أمال الناس في وطن يسوده عدل وأمن , ورقي وتنمية . لقد جاءت الوقائع اليومية لتثبت أنهم أكثر ضررا وأشد خطرا عليه من غيرهم . إن الوطن وأهله سيتحملون مواجهة عدوهم من الأمام وضرباته . ولكن ستفتك بهم خيانة ذوي القربى من خلفهم وطعناته .
اليوم يخشى الجنوبيون ! أن ما ينتظرهم غدا ! ليس إلا جزاء سنمار المحتوم .