آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

الحوار والوحدة..و"جوكر" الحراك ..!!
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 15 يوماً
الأحد 29 سبتمبر-أيلول 2013 09:45 م

المقدمات الخاطئة:

قلنا منذ اللحظة الأولى للإعلان عن أسماء ممثلي الحوار في قوائم الرئيس والأحزاب أن آلية تشكيل قوائم الأحزاب والرئيس والقوى والمنظمات قامت على أسس ومعايير عائلية وانتماءات مناطقية ومحسوبيات وصداقات ولم تقم على أسس ومعايير وطنية أو علمية، وبالتالي حكموا على الحوار سلفا بالفشل.

فقد بدأ التحضير لمؤتمر الحوار بمقدمات خاطئة قادت -بالضرورة - الى نتائج خاطئة ، وهذا لا يعني أن قوائم تشكيل المؤتمر لم تضم بعض الأسماء الوطنية الكبيرة والهامة للحوار ، لكنها – بالتأكيد - أغفلت شخصيات فكرية ووطنية واجتماعية وثقافية غاية في الأهمية، ترك غيابها ثغرة كبيرة وفراغا لا حدود له في لوحة الحوار ، فقد غاب عن الحوار أبرز مثقفي البلد وسياسييه ومبدعيه من أمثال:

الاساتذة / ،عبد الله صالح البار، سالم صالح محمد، اسماعيل الوزير، انيس حسن يحيى ، يحي حسين العرشي ، راشد محمد ثابت، محسن العلفي ، علي لطف الثور، محسن علي ياسر ، أحمد السلامي، عبد السلام العنسي، صالح عباد الخولاني ، علي أحمد السلامي ، علي ناصر محمد ، عبد الله مهدي عبده، أحمد با معلم ، علي مقبل عثيم ،علوي العطاس ، محمد العاضي، طارق الفضلي، عبد الوهاب جحاف ، عبدالله محسن الاكوع ، قادري أحمد حيدر، حمود الهتار، علي الصريمي ، سعيد الجناحي ، وآخرين كثيرين .. كثيرين ، لا مجال هنا لحصرهم .

وغاب الأكاديميون وغابت الخبرات العلمية في الادارة والاقتصاد والاجتماع والسياسة من أمثال :

- عبد العزيز الترب ، فواد الصلاحي ، مطهر السعيدي، أبو بكر السقاف، عبد العزيز المقالح ، محمد الافندي، حمود العودي ، سيف العسلي، ، حسين العمري ، عبد الله المقالح ، يوسف محمد عبد الله، محمد الظاهري، عبد الله الفقيه.. وبرلمانيون أمثال شوفي القاضي، عبده بشر ، عيدروس النقيب ، ناصر عرمان ، محمد عبد الله القاضي ، عبد الله خيرات...الخ.

كما غابت الشخصيات الاجتماعية العاقلة والمناضلة وصاحبة الرأي من أمثال :

- احمد أبو حورية، علي القفيش ، حميد العذري ، وفيصل مناع ، حسن عبد الحق ، يحي العذري، درهم ابو لحوم ، .. ثم أيضا غاب عن الحوار العلماء "ورثة الانبياء"، "المعتدلون" منهم بالذات أمثال المشايخ الأفاضل عمر بن حفيظ ، ابو بكر المشهور، احمد عبد الرزاق الرقيحي ، والمحامون: عبد الله راجح، د. محمد علي السقاف، خالد الانسي، أحمد علي الوادعي ، والأبيض ،وغيرهم ؟!! 

"حامل" القضية الجنوبية :

أما الحراك الجنوبي فقد اختصر كله في محمد علي أحمد أو "بن علي" - كما يطلق عليه المحيطون به ، و "بن علي" له حظوة وسطوة عند فخامة الرئيس هادي لم يصل اليها ولم يحظ ولن يحظ بها أحد لا من قبله ولا من بعده ، فقد صرفت له وتصرف من الإمكانيات والاعتمادات ما لم تصرف لأحد غيره ، لأنه في مفهوم فخامة الرئيس "جوكر" القضية الجنوبية وحامل همها ونضالها ، ولذلك فقد اختصر الحراك الجنوبي والحوار باسم الجنوب في شخصه ، كما اُختُصِرَتْ فيه أيضا اللجان الشعبية والنضال باسم القضية الجنوبية برمتها، فصار قوله فيها هو القول الفصل ، ورأيه هو الأساس، بينما الآخرون داخل الحوار وخارجه ليسوا أكثر من "كومبارس" في فرقته.

أتمنى أن لا يظن أحد أننا ممتعضون من " بن علي" ومما حباه الله من محبة الرئيس وأموال الدولة ونعيم الحوار، أو أننا نحسده أو" نُقُرْ" عليه – كما يقول المصريون - فذلك ما نحن منه براء ، لكن المشكلة أن محمد علي أحمد يحارب الوطن ويناجز وحدته بإمكانات الدولة المهولة التي تصرف له ، فهو بعد حركة مكوكية بين صنعاء ولندن ، وبعد تشكيل لجنة الـ16ـ التي يحاور فيها (الاصلاح) باسم الشمال على إنفصال الجنوب يقول في آخر تصريح له مفاخراً : "اسقطنا الدولة المركزية ، والوحدة انتهت وطاحت لها " (!!!).

والمؤسف أن المناضل محمد علي أحمد لا يعلم حتى الآن أنه لا توجد دولة أصلاً، أما لو وجدت دولة مركزية فكان قد وجد لها إعلام وطني حيث لم يكن لصوته أن يُسمع أو حتى يتجاوز محيطه ، ولم يكن أيضا ليسمح له أن يجرد شعب الجنوب من وحدويته وانتمائه الوطني ، أما الوحدة إذا ما "انتهت وطاحت" فعلا – كما قال - فهذه ستكون من أبرز منجزات الرئيس هادي وحكام المرحلة الراهنة وعلى رأسهم جماعة "الاخوان المسلمين".. وستحسب لهم كـ"بُناة للدولة المدنية الحديثة !!"، أما الرفيق/ محمد علي أحمد فكان جدير به أن يندب حظه أنه ظهر عند تسويق الرهانات على الاطاحة بالوحدة بينما غاب عند أن قامت وارتفع علمها وتسامق عودها ، وكبر بها الوطن وكبرت بها شخصياته وكل أبنائه ومناضليه ، ذلك لأن الوحدة هي عزة اليمنيين وكرامتهم .

الغريب أن دعاوى "حق تقرير المصير، واستعادة الدولة، وفك الارتباط ، وندية الحوار بين الشمال والجنوب" التي يرفعها ممثل الحراك "الرسمي" في الحوار صارت مقبولة، وتفرد لها صفحات الصحف وعناوين الفضائيات الرسمية ، مع أن الدعاوى نفسها كانت تتردد من وقت مبكر على لسان نائب الرئيس علي البيض والرئيس حيدر العطاس، والزعيم عبد الرحمن الجفري ، ومحمد حيدرة مسدوس، والسفير الحسني والمناضلين حسن باعوم والنوبة والخبجي، الذين قالوا باستعادة الدولة وحق تقرير المصير ، وقالوا بحوار " أنداد ، وفيدرالية من اقليمين يتبعها استفتاء" ، غير أن هؤلاء كانوا وظلوا مرفوضين وغير مقبولين ، بل صنفوا في وسائل الاعلام الرسمية والحزبية الحاكمة اليوم بكونهم "خونة وانفصاليين " (!!!) ، ما يؤكد أن المشكلة لم تكن في جوهر الحوار ومخرجاته، وإنما كانت في "المحلل" وشكله ولونه ومنطقته ، وإلى أي الجماعتين ينتمي !!!.

ومن هنا ، وإذا كان المتحاورون وعلى رأسهم العراًّب بن عمر قد اقروا وأصروا وبلا رجعة على حوار ثنائي (شمالي – جنوبي) وبإشراف أممي يفضي الى "فك الارتباط" واستعادة الدولة ، فالأحرى أن لا يتم هذا الحوار إلا بحضور ومشاركة كل أطياف الحراك الجنوبي ، وعلى رأسهم المناضلون حسن باعوم ، علي سالم البيض ، حيدر العطاس، النوبة ، الخبجي الشنفرة، وكل المكونات الأخرى التي لها أراء ومواقف مخالفة ، وعدم استبعاد أي مكون حراكي حتى يكون حواراً يعتد به، ويفضي إلى نتائج تكون ملزمة للجميع ، وتحافظ – على الأقل – على ما تبقى من ماء في و(جوه) قادة المرحلة .

خذوا ما شئتم واتركوا الوحدة :

نعرف أن المصالح المادية مستحكمة في العملية السياسية وتحرك موجهاتها ، ونعرف بأن المعارك المحتدمة حول "فيدراليتين" أو ثلاث أو خمس أو "استعادة الدولة" أو حتى الابقاء على "الوحدة الاندماجية" هي كلها تصب في خانة الاقتتال على " الثروة " ونهبها ليس لمصلحة الشعب وإنما لمصالح أسرية وعائلية بعينها .. فهم يطالبون ويفاوضون باسم الشعب ، ويقاتلون بالشعب لكن هم وحدهم من يجني الثمار ، أما الشعب فليس أكثر من مطية ومواطن يسفكون دمه بمناسبة وبدون مناسبة أيضا ...!!!

أيها الرفاق ... أنتم تقاتلون بالشعب وباسم الشعب على أنفسكم وعلى مصالحكم ، وفقط من أجل احتكار المناقصات ، وقطاعات النفط في الشمال والجنوب، في المسيلة ومأرب ، وتتهافتون على احتكار العقود في مجال المنتجات النفطية ومشتقاتها، وشركات الهاتف النقال، والاصطياد في المياه الاقليمية ، وتتسابقون على نهب أراضي الوطن وبيع أطرافه ، وتجويع ابنائه. 

فاذهبوا وتقاتلوا وتناهبوا ما شئتم وكيفما شئتم ، فهناك لا تزال لنا مساحة صغيرة في الربع الخالي تتسع لمشاريعكم .... وخذوا ماشئتم ولكن اتركوا للشعب وطنه ووحدته.