معسكر الفرقة الأولى مدرع لا يكفي
بقلم/ رشاد الشرعبي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2013 12:05 م

لا زالت قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي الأخيرة التي تأتي في إطار استكمال عملية الهيكلة للقوات المسلحة وتوحيد الجيش تحت قيادة واحدة ممثلة بالرئيس هادي ووزير الدفاع, محل جدل واهتمام وترقب, رغم أن المؤشرات حتى الآن تؤكد التسليم بها من قبل مختلف الأطراف.

 اللواء علي محسن وقيادات الجيش المنضمة للثورة الشبابية السلمية كعادته لم يخذل مكونات الثورة ولم يعطِ الآخرين فرصة للاصطياد في المياه العكرة, فأعلن تأييده للقرارات وتسليمه واقعياً لمعسكر الفرقة والذي سيتحول إلى حديقة ألعاب 21 مارس حسب القرار الرئاسي.

كان القرار حكيماً وأطلق على الحديقة اسماً مرتبطاً بيوم تاريخي يحسب للفرقة الأولى مدرع وقائدها وضباطها وجنودها حينما انحازوا لشعبهم وثورة شبابه الأبطال وواجهوا الإساءة والحرب من الطرف الآخر بكل شجاعة واستبسال.

ليس كافياً أن يتحول معسكر الفرقة إلى حديقة لوحده, فالتباب والجبال التي حول صنعاء يجب أن تتحول إلى منتزهات ومشاريع استثمارية بدلاً عن كونها مواقع عسكرية ومناطق خطرة تنتج الموت وتصدر الدمار وتبعث الرعب لسكان العاصمة صنعاء, بل وتتسبب بصراعات على الأراضي تقلق السكينة وتهدد الأمن باستمرار.

ليكن معسكر الفرقة هو البداية لتصحيح وضع وتموضع الجيش حول صنعاء العاصمة والمدن الرئيسية ولتتحول إلى مدن حقيقية خالية من أسلحة الجيش التي يفترض أن تكون على منافذ البلاد وحدودها لحمايتها من التهديدات الخارجية رغم أننا دولة تسعى للسلم والسلام في أراضيها ولدى جيرانها والعالم أجمع.

نتمنى أن نصحو على عاصمة خالية من الأسلحة ولا تهددها صواريخ فج عطان أو قذائف نقم ولا تستيقظ على وقع انفجارات مخازن السلاح أو نزاعات الأراضي التي يكون من أطرافها منتسبو الجيش.

نتمنى أن نبدأ يوم جديد وصنعاء قد تم تحزيمها بالأشجار والورود والأزهار وقد اكتست بالأعشاب الخضراء والمنتزهات والحدائق وتعمل فيها ألعاب الأطفال والمصانع والمدارس وليس الآليات العسكرية ولعلعة الرصاص .

من المهم أن يكون اليمن يمناً جديداً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, جديداً بالسلوكيات والهياكل والقيم والإجراءات والثقافة والنصوص الدستورية والقانونية والتصورات والأداءات المدنية والديمقراطية, ولن يكون ذلك إلا إذا استمر الرئيس هادي في اتخاذ قرارات مابين كل فترة وأخرى تعزز ذلك وتحققه خلال العام القادم.

الأمر ليس مقتصراً على قرارات الرئيس هادي ورئاسة الدولة, فالكل يتحمل مسؤوليته في هذا الاتجاه، حكومة الوفاق الوطني والبرلمان والأحزاب والقوى السياسية والإجتماعية والمثقفون والإعلاميون وقبلهم المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني وجميع أبناء اليمن في الداخل والخارج.

الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً وليكن هو الهم الأول والأخير, وهدفنا الاهتمام بالأجيال القادمة, ما يستدعي أن ندوس على خلافاتنا السابقة وننهي صراعاتنا الماضية ونتوقف عنها وتداعياتها وننظر بعيون حريصة ونعمل بأيادٍ أمينة وإرادات صادقة ونوايا خالصة لأجل تحقيق ما قدمنا لأجله الآلاف من الشهداء والجرحى.

علينا أن نتجه للبناء ونعمل بتوافق ونعيش على التسامح والحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر إذا كنا حقاً نسعى ليمن جديد لا مكان فيه للإستبداد والفساد والطغيان والتمايز, يمن الحرية والديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية.

أعود لما بدأت به وأطالب الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني وفريق الهيكلة للقوات المسلحة لإبعاد المعسكرات عن العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية ورفع منصات الصواريخ والمدفعية من الجبال المحيطة وتحويلها إلى منتزهات وحدائق, فمدينة كصنعاء تستحق الكثير منها وليس فقط معسكر الفرقة الأولى مدرع وحدها.