بين فشل الوحدة وإنكسار الثورة..اليمن إلى أين..؟؟
بقلم/ حيدره ناصر الجحماء
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
الأحد 29 إبريل-نيسان 2012 04:26 م

ثورة الشباب أنجزت الممكن ..والدولة المدنية حلماً ..واليمن إلى أين بعد فشل الوحدة وإنكسار الثورة.. وإعادة إنتاج النظام.. وكان الشباب اليمني رائع حين أنتفض وشمر عن سواعده ونزل إلى الساحات بقوة وعزيمة لم تلين في تعز وصنعاء وبقية مدن محافظات الشمال كان في المقدمة المناضل الثائر أحمد سيف حاشد والأخت المناضلة توكل كرمان وعدد من الشباب والأبطال المجهولين في جامعة صنعاء حيث بدأ الزخم من هناك ..

كانت ثورة في بدايتها بكل المقاييس لكن أولئك الشباب اصطدموا بجدار صلب صعب عليهم إختراقة فسار الشباب يذهبون بزخم قوي إلى خط التماس ليعودوا حاملين نعوش رفاقهم الأبطال في كل مرة..وسالت دماء زكية وعانى الشعب والوطن الأمرين خلال عام كامل ودفع الشباب ثمناً غالياً كما دفع الجنوب الثمن مضاعفاً في العام 94م وفي الحراك الجنوبي وفي ثورة التغيير .. واحتلت أبين النصيب الأكبر ولازالت تدفع الثمن حيث لأول مرة في التاريخ تقتلع من جذورها ويقتل ويشرد أبناءها وتصبح كالصومال في التشرد. وربما كانت تلك هي مكافأة أبين لمواقفها في مختلف المراحل والمنعطفات أو مكافأة هاية خدمة .. ورغم كل ذلك ستظل أبين هي الرقم الصعب .ومن الصعب إخراجها من المعادلة وهي اليوم تخوض المعركة وجراحها نازفة.. ومواقف أبناء لودر وزنجبار وجعار شاهدة على ذلك .. فهل ذلك الثمن الذي دفعة الوطن سيجعله يداوي الجراح ويعالج أموره حتى يشعر أبناء اليمن أن الدولة المدنية أصبحت حقيقة وليست حلماً.. لقد أدى شباب الثورة الدور الذي كان عليهم ..وكان الجدل منذ بداية الثورة حتى قبل 21 فبراير هي ما نحن فيه أزمة أم ثورة.. وفي الواقع أن الربيع العربي أتى واليمن ليس يعاني من أزمة بل من أزمات .. وجاءت الثورة لتختلط بالأزمة ،وكان الأجدر بالشباب أن يعلن فك الأرتباط من أحزابهم حتى يتم الفصل بين الثورة والأزمة.. ولكن ذلك لم يحدث فيما فرض الواقع أنها أزمة واعترف المحيط الإقليمي والدولي بذلك ..وصيغت المبادرة على هذا الأساس وشكلت حكومة والوفاق بالمناصفة بين الأحزاب التقليدية فيما كان يسمى بالمعارضة والسلطة وبهذا جفت ينابيع المعارضة الرسمية ولم يبغى خارج الدائرة إلا القضية الجنوبية وقضية صعده وشباب مستقل لاتستطيع فصلهم عن الشباب الحزبي.. وحتى بعد تشكل الحكومة كان الشباب رافضاً للمبادرة الخليجية وبعد 21 فبراير تشكل واقع جديد حيث تم إنتخاب رئيس انتقالي جديد بموجب المبادرة وهذا يعتبر إستفتاء وإجماع عام خاصة في المحافظات الشمالية بغض النظر عن الخلاف حول الإنتخابات في المحافظات الجنوبية والذي لم تكن فيه المقاطعة إستهداف للرئيس الإنتقالي ولكن إنسجام مع قضيتهم ومطالبهم.

وبعد تلك المشاهد المتتابعة لم يعد بقاء الشباب في الساحات مجدياً خاصة وأن الضغط لم يعد بيد الشباب بل صار بيد الدول العشر الراعية للمبادرة والدليل على ذلك تدخلهم في إعادة وإقالة بعض المسئولين.. وإنتقلت اليمن من الفعل الثوري إلى الحكومة والرئيس الإنتقالي .. فيما صار الضامن والضاغط على القيادة الانتقالية بشكل عام لتنفيذ المبادرة والياتها هو المجتمع الإقليمي الذي صاغ هذه المبادرة.. وهنا السؤل الهام والموجة إلى الشباب في الساحات إذا كنتم لازلتم تتبعون تلك الأحزاب عليكم رفع خيامكم ومغادرة الساحات والإلتزام للحكومة الانتقالية ورئيسها الإنتقالي وإما تعلنون فك أربتاطكم من أحزابكم وتعلنون هويتكم السياسية القادمة ومن حقكم إتخاذ الطريقة التي تناسبكم.. لقد كان أهم هدف للثورة الشبابية هو رحيل علي عبدالله صالح وهذا ماتم..

كما أتمنى من الأخ علي عبدالله صالح أن يرفع يده ويحافظ على ماتبقى له من رصيد وأن يقطع الشك باليقين حتى لا يكون شماعة لفشل الآخرين واليمن فيه ما يكفيه من والمشاكل ..وأحسمها وتوكل ولقد كان خروجك بطريقة مشرفة وبالطريقة التي طلبتها وكان خروجك أفضل الثلاثة الآخرين فمنهم من ذهب إلى القبر ومنهم من ذهب إلى السجن ومنهم من ذهب إل المنفى وذلك كان بأمر من الله فأحمد الله على ذلك والخروج من السلطة ليس نهاية الحياة وتستطيع العيش بكل راحة واطمئنان بعيداً عن الضجيج والدوشة والمشاكل.. ونرى أن نهاية المشهد من كل ذلك خروج علي عبدالله صالح .. وعلى البقية أن يتعايشوا ويتصالحوا في اليمن وأقصى ما يمكن هو التدوير الوظيفي .. وهذا مايحدث الآن.. والله من وراء القصد

* وكيل محافظة الحديدة المساعد