وقفات مع ا لفكر الحوثي 7
بقلم/ د.عوض محمد يعيش
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 16 يوماً
الثلاثاء 03 مايو 2016 12:01 م

لم يقتصر الحوثي الاب بحشو عقل وفكر ولده عبد الملك بتلك المؤلفات بالغة الصعوبة التي ألفها عدد من الأئمة والكتاب التقليديون وأشرت اليها في الوقفة السابقة!!

 ؛ فللحوثي الأب نفسه اكثر من عشرون كتاب ورسالة وقد حرص على تدريس عبد الملك أهمها من وجهة نظره كفقيه زيدي "جارودي"!!

 مثل "من هم الرافضة؛" !!

"من هم الوهابية "!!

، "المطرفية "،!

"المجموعة الوافية في الفئة الباغية "!!

،"احاديث مختاره في فضائل اهل البيت عليهم السلام " ،!!

"آل محمد ليسوا كل الأمة"،!!

" الفرق بين السب والقول الحق"!!

، "النصيحة المفيدة"!!

" ارشاد الطالب الى احسن المذاهب" !!!

وكما يقال ( الكتاب يقرء من عنوانه) فمن عناوين تلك الكتب التي انتقاها الحوثي الاب من غير مؤلفاته ومن خلال ايضاً كتب ورسائل الحوثي الاب نفسه بالذات يستطيع الانسان العادي ان يستشف فحواها وان يقرء من خلالهاطبيعة الفكر الذي شُحن به عقل عبد الملك الحوثي إبتداءً !!

ومع ذلك اعرض هنا لفقرات من بعض هذه المؤلفات كنموذج لبيان محتوى كتب ورسائل الحوثي الاب وفكره وليكون مؤلفه " ارشاد الطالب الى احسن المذاهب" !!

وفيه ذكر حصر الإمامة في البطنين !!

وفيه اشار الى رفضه للديموقراطية بقوله: "والولاية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب عليه السلام بدليل حديث الغدير وحديث المنزلة وغيرهما ٠٠٠!!

ولم تصح ولاية المتقدمين عليه ابي بكر وعمر وعثمان ، ولم يصح اجماع الأمة عليهم !!

، بل اختلف الصحابه بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافاً محققاً، ولم يثبت بعده اجماع" ،!!

وفي موضع اخر قال:" !!

٠٠والولاية من بعده ( اي من بعد الإمام علي ) لأخيار اهل البيت الحسن والحسين وذريتهما الأخيار ، اهل الكمال منهم ٠٠٠والولاية لمن حكم الله لها له في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رضي الناس بذلك ام لم يرضوا٠٠٠"!!

الموضوع هنا في فكر الحوثي محسوم خلاااص فلا مجال للديموقراطية ولا لزوم لهاالبتة !!

،وما على عباد الله من غير نسل الحسنين الا ان يقبلوا العيش على كوكب الارض محكومين وحتى قيام الساعةشاءوا ام ابوا!!

دراسة عبد الملك لهذه العلوم  واستلهامه للمتون في سن مبكرة والتي كان واده يدرسهالمن قضوا معه في طلب العلم عقوداً من الزمن في الوقت الذي كان فيه ولده" عبد الملك" مفتقرا لمواد التعليم الاساسي من شأنه ان يلحق آثاراً سلبية على نفسيته !!

عقلية عبد الملك الحوثي تعرضت في وقت مبكّر لجناية الحشو بالعلوم التقليدية والتي خلت كليةً من علوم العصر كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والهندسة مثلاً!!

العقلية التقليدية يصعب ان لم نقل يستحيل عليها ان تهضم البرامج والمشاريع التنموية المعاصرة التي يتطلبها الوطن ويصعب على الغير في نفس الوقت ان لم نقل يستحيل عليه زحزحة ما تخزنه هذه العقلية من قناعات بشأن مسائل تشكل في حد ذاتها تحدياً كبيراًفي طريق المسارات التنمويةللبلاد!!

مجمل المدخلات العتيقة التي جُني بها على عقل وعقلية زعيم الحوثيين أسهمت في خلق فكر يؤمن بفكرة لإصطفاء الإلهي المزعومة!!!

فكرلا يجد حامله حرجاً اليوم في الدعوة لتابعية لأن يبتكرواشعاراً للبيعة بنص محدد هوا:

" اللهم انا نتولاك وتتولى رسولك وتتولى الامام علي وتتولى من أمرتنا لتوليه ؛سيدي ومولاي عبد ألمك بدر الدين الحوثي؛!!

اللهم انا نعادي من يعادك ونعادي من يعادي رسولك ونعادي من يعادي الامام علي ونعادي من يعادي من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي "!!!

وكأن في تسريب هذه البيعة بنصها هذا تأكيد على المُضي قٰدماً في تنفيذ محتوى (وثيقة الفكر والثقافة ) التي صادق عليها زعيم الحوثيين عام 2012 م  بشأن نشر وتعميم فكرة الاصطفاءوَمِمَّاجاء فيها:

"٠٠ونعتقد ان الله اصطفى اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب من بعد رسول الله الى ان تقوم الساعة٠٠ )!!!

فوق ذلك فعبد الملك شخصياً خضع منذ طفولته لأكثر من عملية فصل حالت دون اندماجه في مجتمع اكبر من مجتمعه الصغير المتمثل بأسرته !

أولها: عزله عن مجتمع المدرسة !

ثا نيها: ملازمة والدته له اثناء رعي الغنم !! وثالثها: استمرارملازمته لوالده !!

ويقرر علماء الإجتماع ان الشخصية التي تنشأمتأثرة بقيم الجماعة الصغيرة( الاسرة)- كما هوحال زعيم الحوثيين- تقل عندها مُكنة تبلور شخصية وطنية اجتماعياً !!

لذلك تعاني هذه الشخصية صعوبة في القدرة على التعامل العفوي مع منظومة القيم الأخلاقية على مستوى الوطن !!

والخلاصة فجوهر النوعية العلمية لمحتويات تلك المؤلفات العتيقة التي حشى بها الحوثي الاب عقلية ولده سوآء تلك التي لقدامى الأئمة والفقهاء او التي هي من نتاجه الفكري الشخصي للأب نفسه كلها تتعارض مع القيم السياسية التي يتطلع لها ويؤمن بها اليمنيون في العصر الحديث !!

كا المساواة !!

والعدالة !!

والديموقراطية !!

وتشكل عقبة كأداء في طريق تحديث التعليم وتطويره !!

و إلغاء كلي لفكرة التسامح المذهبي ايضاً !!!

إجمالاً فالغد الذي تجر البلاد اليه العقليات التي هكذا هي مدخلات مكونها يمثل ارتداداً بالوطن في كل شيء الى ماقبل قرن من الزمن !!!