قتلوه عشية ذهابه إلى عدن
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 3 أيام
الأحد 11 أكتوبر-تشرين الأول 2020 05:31 م
  

في مثل هذه اليوم

قتلوه عشية ذهابه إلى عدن!

في مثل هذه اللحظة وقبل 43 عاماً

تم اغتيال إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية إثر دعوة غداءٍ غادرة ولم يكن قد تجاوز ال 35 من ربيع عمره الفَتِي

جلسوا يأكلون بينما كان القتلة يُجْهِزون على إبراهيم وأخيه في الغرفة المجاورة

كانوا يأكلون ولو أصاخوا السمع لسمعوا رصاصة الحقد أو نافورة الدم إثر الطعنة الغادرة!

كانوا ينتظرون صاحب البيت على الغداء

وكان صاحب البيت مشغولاً بقتل صديقه وضيفه في الغرفة المجاورة!

يارب السموات! هل هؤلاء بشر .. هل هؤلاء يمنيون!

ودخل صاحب البيت بعد أن أنجز المهمة!

دخل وجلس يأكل وكأن شيئا لم يكن!

ولك نفس! .. يالوضاعة الروح!

 

لماذا نتذكر إبراهيم الحمدي؟

نتذكره لأن الذين قتلوه وتآمروا عليه مايزالون يحكمون البلاد حتى اليوم!

حكموا ويريدون أن يحكموا!

ماتزال ظهيرة الدم والغدر تلك تحكم البلاد حتى اليوم أسباباً ونتائجا .. قتَلةً ومخططين!

لحظتنا الكئيبة اليوم هي بنت تلك الظهيرة الدامية!

ومن قتلوا إبراهيم هم سبب هذه اللحظة!

في تلك الظهيرة الغادرة لم يغتالوا إبراهيم الحمدي فحسب ، بل اغتالوا مستقبل البلاد معه! اغتالوا 50 سنةً قادمة!

اغتالوا مشروع الدولة اليمنية الحديثة!

نتذكر إبراهيم الحمدي لأننا لا نكاد نتذكر حاكماً آخر يستحق أن نتذكره منذ ألف سنة!

نتذكره لأننا لانريد لأجيالنا أن تصاب بالقنوط! ففيهم وبينهم ألف إبراهيم!

وما تزال البلاد ولاّدةً للرجال والأبطال

 

الأسباب التي قتلوا إبراهيم لأجلها عشية ذهابه إلى عدن هي نفس الأسباب التي يقتلون الشعب اليمني اليوم لوأهدها:

الجمهورية والوحدة والتنمية والدولة المدنية الحديثة!

مايزال القتلة هم القتلة وما تزال الأسباب هي الأسباب!

والمآدب مستمرة!

ولكن الشعب سينتصر

وإنّ غداً لناظره قريب!