الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
أصبحت أيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما معدودة، وخلال أسابيع قليلة سيغادر البيت الأبيض بعد أن تعرض على مدى ثماني سنوات للكثير من النقد والتجريح بسبب ما يصفه منتقدوه ضعفا وعجزا وترددا في اتخاذ القرارات الحاسمة، خاصة فيما يتعلق بالوضع العربي عمومًا والسوري خصوصًا. ولطالما سمعنا الكثيرين يصفون أوباما بأنه أضعف رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، لأنه رسم الكثير من الخطوط الحمراء، وعندما تجاوزها البعض اكتفى بالتهديدات والتصريحات الإعلامية. لا بل إنه لم يكن حازمًا أو جازمًا في أي قضية مرت عليه أثناء فترتيه الرئاسيتين. ولو سألت الكثيرين الآن كيف ينظرون إلى إدارة أوباما وقد أوشك الرئيس على الخروج من البيت الأبيض، لأجابوك فورًا بأنه رئيس فاشل وبلا حول ولا قوة، وأعطى صورة سيئة للغاية عن أمريكا وجعلها أضحوكة في أعين العالم.
هل كان أوباما فاشلًا وضعيفًا فعلًا، أم إنه واحد من أخطر وأنجح الرؤساء الذين حكموا أمريكا؟ من السخف أن يقوم البعض بتقييم الرئيس أوباما بناء على موقفه أو قراراته إزاء بعض القضايا العربية، والسورية خاصة، فهو ليس رئيسًا عربيًا، وبالتالي لا بد أن نحاكمه على ما قدمه لأمريكا على مدى حوالي عقد من الزمان. هل كان الرئيس جورج بوش الابن الذي حل محله أوباما أفضل؟ أم كانت إدارته متهورة على اعتبار أن الرئيس في أمريكا ليس حاكمًا بأمره، بل جزء من مؤسسة كبرى؟ ماذا أنجر جورج بوش وماذا أنجز أوباما للأمريكيين؟ لا شك أن التاريخ الأمريكي، كما يرى منتقدو بوش، سيكتب تاريخ فترة بوش بأحرف من الدم والدمار والخسران الذي جلبه لأمريكا على مدى رئاسته. هل تعلمون أن الغزو الأمريكي للعراق مثلًا كلف الخزينة الأمريكية أكثر من ترليون دولار بالإضافة طبعًا للخسائر البشرية في صفوف الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان.
صحيح أن الرئيس بوش أنجز الكثير، ومهد الطريق لأوباما كي ينفذ مشاريع الفترة الجمهورية براحته، وصحيح أنه أسقط واحدة من أهم الدول العربية ألا وهي العراق لصالح أمريكا وإسرائيل، وأحكم قبضة أمريكا على منطقة الخليج المهمة نفطيًا وإستراتيجيًا على مستوى العالم، ووضع الأسس لتحقيق مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي بشرتنا به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في عهده، إلا أن بوش ألحق خسائر كبرى بأمريكا اقتصاديًا وعسكريًا، بينما نجح أوباما في تفجير الدول العربية من الداخل، وجعلها تحرق نفسها بنفسها دون أن يخسر عليها رصاصة أو سنتًا واحدًا. بعبارة أخرى، فإن الفوضى الهلاكة المنشودة أمريكيًا في منطقتنا تحققت في عهد أوباما "ببلاش". صحيح أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ترسم خططًا بعيدة المدى، بحيث يذهب رئيس، ثم يأتي آخر ليكمل المشروع الذي بدأه سلفه، ولا ينقلب عليه. وصحيح أن الأمريكيين لا يفكرون على مدى سنوات، بل على مدى عقود وربما أطول، وبالتالي فإن ما زرعه بوش حصده أوباما بهدوء، إلا أن ذلك يُحسب تاريخيًا لفترة أوباما الذي لم يكلف الأمريكيين دولارًا ولا حتى جنديًا واحدًا خارج حدود أمريكا؟
يكفي أن الرئيس المنصرف حقق مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي بدأه بوش بأقل التكاليف، فبينما خسرت أمريكا المليارات على غزواتها الخارجية في عهد بوش، ودفعت أثمانًا كبرى لقاء تحقيق مشاريعها الخارجية، اتبع أوباما سياسة هادئة جدًا، ولم يندفع خارج حدود بلاده على الطريقة البوشية، لكنه حقق إنجازات تفوق إنجازات بوش بالمفهوم الأمريكي بمرات ومرات. فبينما تولت أمريكا قيادة التخريب والتغيير في العالم العربي بنفسها في عهد بوش، أوكل أوباما المهمة لجهات خارجية لتحقيق المشروع الأمريكي في سوريا وليبيا وبلدان أخرى. لقد اتبعت أمريكا في فترة أوباما سياسة القيادة من الخلف دون أن تتكلف شيئًا ماديًا أو عسكريًا.
انظر إلى كمية الصراعات والنزاعات التي ظهرت في فترة أوباما، خاصة الصراع السني الشيعي على مستوى العالم الإسلامي والعالم أجمع. ألا يُحسب هذا لإدارة أوباما إذا ما علمنا أن أمريكا واقتصادها يعيش على الحروب والنزاعات وبيع السلاح؟ لم يكن أوباما ضعيفًا أو فاشلًا عندما ترك بؤر الصراع تنفجر هنا وهناك، بل كان مطلوبًا منه فقط أن يصمت، وينظر إليها وهي تحرق الأخضر واليابس خدمة للمصالح الأمريكية. ألم يتفاخر الأمريكيون بالفوضى الخلاقة بربكم؟ أليس إنجاز الفوضى أهم منجزات إدارة أوباما وبأقل التكاليف؟ إدارة أوباما لم تكن عاجزة ولا ضعيفة، ومن السخف أن يصب البعض جام غضبه على شخصية الرئيس أوباما وأن يحملها تبعات السياسة الأمريكية، فكلنا يعلم أن الإدارة الأمريكية أكبر بكثير من شخص الرئيس، ومهما كان قويًا أو ضعيفًا على المستوى الشخصي، يبقى مجرد منفذ للسياسات الكبرى الأمريكية وليس صانعًا لها. بعبارة أخرى، فإن سياسة اللامبالاة التي أبداها أوباما على مدى ثماني سنوا كانت سياسة مدروسة، ولم تكن سياسة ضعف وعجز كما يجادل بعض الساذجين العرب.
هل تعلمون أن الرئيس الأمريكي أوباما الذي يعتبره البعض ضعيفًا ومترددًا باع أسلحة للشرق الأوسط أكثر من كل رؤساء أمريكا «الحازمين»؟ لقد حصدت أمريكا خلال فترة حكم أوباما فواتير قيمتها 48.7 مليار دولار للسعودية فقط، أي أن أمريكا باعت للسعودية أسلحة خلال فترة حكم أوباما أكثر من أي رئيس أمريكي سابق؟ هل تستطيعون بعد كل ذلك أن تتهموا أوباما بالفشل والعجز والضعف إذا ما علمنا أن أمريكا تقيس نجاحاتها دائمًا بالدولار والمكاسب المادية أولًا وأخيرًا؟