تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا عاجل الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة عاجل : الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات أول اعتراف رسمي بعلم الثورة السورية في محفل عالمي كبير (صورة) تفاصيل لقاء وزير الدفاع بالملحق العسكري بالسفارة الامريكية في الرياض استئناف 8 دول عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق وأول تعليق يصدر للحكومة الإنقاذ السورية ماذا طلبت الحكومة اليمنية أمام مجلس الأمن وما الدعوة التي خاطبت بها إيران؟
.
تعاسة الإنسان، ونكباته، وهزائمه، وشقائه، وضنكه،فرداً ومجتمعاً وأمة، جميعها تنتج عن سببين الأول:الخروج والإعراض عن منهج الله، وهجره ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا وَنَحۡشُرُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ أَعۡمَىٰ﴾ [طه ١٢٤]، ﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ یَـٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِی ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورࣰا﴾ [الفرقان ٣٠].
الثاني: إتباع خطوات ومنهج الشيطان، الذي هو عدو الإنسان المبين، والذي حذرنا الله منه، في العديد من الآيات، قال تعالى ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُوا۟ مِمَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ حَلَـٰلࣰا طَیِّبࣰا وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینٌ﴾ [البقرة ١٦٨] فالمنهج الإبليسي حين يتبعه الإنسان يقوده إلى سعير الدنيا وسعير الأخرة، قال تعالى ﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦].
وتوجيه الله للناس، للعيش بتعارف بقوله سبحانه ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات ١٣]،والعيش بسلام، بقوله سبحانه ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ﴾ [البقرة ٢٠٨]، والعيش بأُخوة إيمانية بقوله سبحانه ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الحجرات ١٠]، والعيش بأُخوة إنسانية بقوله سبحانه ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰحِدَةࣲ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالࣰا كَثِیرࣰا وَنِسَاۤءࣰۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِی تَسَاۤءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَیۡكُمۡ رَقِیبࣰا﴾ [النساء ١] ، والمنهج الرحماني يرتكز على ركيزتين الأولى: اتباع منهج الله الذي حفظه وبيّنه وفصّله في كتاب وحيه، والثانية: اتخاذ الشيطان عدواً، وعدم اتباع خطواته ومنهجه.
لكن ما نمارسه اليوم، هو العكس تماماً، فنحن هجرنا منهج الله في وحي كتابه، وأعرضنا عن ذكره، واتخذنا أقوال الناس الضنية ديناً، بديلاً عن قول دين الله الحقّ واليقيني، يقول سبحانه:
﴿وَمَا یَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا یُغۡنِی مِنَ ٱلۡحَقِّ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا یَفۡعَلُونَ﴾ [يونس ٣٦].
﴿إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلۡجَحِیمِ﴾ [البقرة ١١٩].
﴿ذَ ٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ لَفِی شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ﴾ [البقرة ١٧٦]
وفرقنا ديننا شيعاً وأحزاباً يقول تعالى:
﴿مِنَ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [الروم ٣٢].
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِی شَیۡءٍۚ إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام ١٥٩].
ولهذا اتبعنا منهج ابليس في قراءة الواقع، واتخاذ القرارات، فحاقت بنا النكبات والمآسي والحروب، والعداء والبغضاء، على كل المستويات، سواء على مستوى الفرد، أو الأسرة، أو المجتمع، أو الشعب، أو الدولة.
فمنهج إبليس في القراءة الخاطئة للواقع، نجده في موقفه من السجود لآدم، بيّنه الله لنا نموذج للقراءة الخاطئة، وعدم قراءة المشهد من كل جوانبه وزواياه، وهو المنهج الذي قاده إلى قراره الخطيئة، بعدم السجود، ورفضه أمر الله، فخرج ملعونا من رحمة الله.
قراءة ابليس الخاطئة للحدث ،جعلها الله درساً وعبرة لنا تُتْلَى في كتابه، وهي قراءة تأسست، على نظرة ذاتية أحادية، بعيدة عن الموضوعية، وترى من زاوية واحدة ، ومصلحة واحدة، هي ذاتية ابليس، وعنصره الناري، ووضعه وموضوعه الذي يراه، والذي قارنه بالعنصر الطيني لآدم، فاتخذ قراره الخطيئة يقول سبحانه ﴿قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ﴾ [ص ٧٦].
لقد أعمته ذاتيته، وعنصريته، وعصبيته، عن رؤية وقراءة المشهد، بصورته الكاملة، فأغفل معطيات مهمة، حاضرة ومكونة للصورة الكاملة للمشهد.
١-أغفل تكريم الله واصطفائه لآدم وتفضيله يقول سبحانه، ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا﴾ [الإسراء ٧٠].
٢-أغفل جعل الله الإنسان خليفة يقول سبحانه ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٣٠].
٣- أغفل التسوية، ونفخة الروح، وأمر السجود يقول سبحانه ﴿فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ﴾ [الحجر ٢٩].
٤- أغفل تعليم الله لآدم يقول سبحانه ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة ٣١].
لقد منعت إبليس، عنصريته، وذاتيته وتعصبه، عن رؤية الحقائق العديدة والواضحة المكونة للمشهد، وهي " التكريم، الاصطفاء، التفضيل، الاستخلاف، التسوية، نفخة الروح، أمر السجود، تعليم الأسماء" ثماني حقائق، عمي عنها إبليس، في قراءته، فكان قراره الخطيئة بعدم السجود.
ونحن اليوم نمارس هذا المنهج في القراءة الخاطئة لواقعنا، حيث تعمينا ذاتيتنا، ومصالحنا الخاصة، وعنصريتنا، وعصبياتنا "المذهبية، والحزبية، والقبلية، والمناطقية" فنتخذ قرارات الخطيئة، التي تدمرنا أفراداً، ومجتمعاً، وشعباً، ودولةً.
وهذا حصاد القراءة الخاطئة، وقرارات الخطيئة، تشهده وتحصده اليمن، دولة ووطناً وشعباً وأرض، منذ هيمن المنهج الإبليسي -على العقل الجمعي للأمة- في قراءة الواقع.
جمعتكم قراءة قرآنية رحمانية للواقع، بعيداً عن المصلحة والعنصرية والعصبية، لكي نتخذ قرارات صائبة، تخرجنا من الحصاد الكارثي، لخطايانا وجرائمنا، في حق أنفسنا، وشعبنا، ووطننا، ودولتنا.