مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا عاجل الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة عاجل : الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات أول اعتراف رسمي بعلم الثورة السورية في محفل عالمي كبير (صورة) تفاصيل لقاء وزير الدفاع بالملحق العسكري بالسفارة الامريكية في الرياض
جون ذو الأربعين عاماً . . لا يجلس مع أحد ، ولا يتكلم مع أحد إلا وهو يفكر كيف يحتال عليه فيسرقه . . يسرق أيَّ شيء يراه سهل المنال .
جون لصّ أمريكي محترف . . سنوات عديدة وهو يحترف هذه المهنة . . والتي لا تكلّف اللّص سوى بعض من الوقت يستغرقه في التفكير من أجل الاحتيال على الضحية الذي يقع بين يديه ، وسوى جرأة وإقدام .
وجون لا يهمّه إن كُشف سرّه وافتَضح أمرُه ، لا يهمّه إن وقع في أيدي الشرطة والمباحث ، وقد وقع مراراً . . لا يخاف من السجـن أو العقوبة ، وقد سجن وعوقب مراراً . .
لا ينام ولا ترتاح نفسُه إلا وقد سرق هذا واحتال على ذاك . . فإن لم يجد في يومه وليلته من يسرقه وما يسرقه . . فإنه لا يستطيع أن ينام إلا وقد خطّط لغدٍ أفضل وسرقة جديدة ! !
هذه المرة كان الضحية الجديدة صديقٌ له قديمٌ كان نصرانياً مثله . . لكنه أسلم بعد أن تعرّف إلى الإسلام . . كان يقود سيّارته في أحد شوارع (نيويورك) المكتظة بالناس من كل أرجاء المعمورة ، أشار إليه بعد أن رآه أنْ تعال اركب معي . .
لكن جون لم يعرفه إلا حين ناداه باسمه : جون . . جون ، اركب اركب . .
ركب جون في المقعد الخلفي . .
قال له صديقه تعال هنا بجانبي .
لكنه لم يكترث لدعوته وظل في مكانه .
أعاد طلبه من جديد ، فأصرّ على الجلوس في المقعد الخلفي . . لم يكن جون يعلم أن صديقه القديم ريتشارد قد أسلم . . ولا يهمه ذلك . كل ما يشغله هو أن يجد شيئاً في السيارة تلمحه عيناه فيأخذه .
كان سريع النظرات في زوايا السيارة . . كرّر ذلك . . ينقّل نظراته إلى المقاعد ، وإلى الأمام والخلف ، وصاحبه يسأله عن حاله . . لكنه شارد الذهن . . يردّ بإجابات مقتضبة على مضض منه . .
ولمّا لم يجد شيئاً ذا قيمة في السيارة خطف كتاباً صغيراً كان بجواره ، ووضعه في جيبه دون أن يشعر به صديقه . . آملاً أن يكون في هذا الكتاب أيُّ شيء له قيمة ولو بسيطة . . فهو مصرٌّ على أن يسرق أي شيء.
قال جون : سأنزل هنا . . لكن ريتشارد أراد أن يستضيفه في منزله حتى يعرّفه بالإسلام . . فلعل الله يهدي قلبه للهدى بعد الضلال ، ويشرح صدره بنور الإسلام ، كما هداه هو وشرح صدره . . لكنّ جون أصرّ على النزول ، فلا فائدة في الركوب !
ها هو جون يعود لمنزله كما يعود كل يوم . . وهذه المرة عاد صفر اليدين إلا من كتاب صغير لا يشبع نهمه ، ولا يقضي حاجته منه . .
لم يكن جون يعلم أن هذا الكتاب كبير في قيمته . . غالٍ ثمنُه إلى حد لا يتصوّره . .
أخذ الكتاب يقلّبُ أوراقه لعلّه يجد بين أوراقه ورقة نقدية حتى ولو دولاراً واحداً . . لكنه لم يجد شيئاً مذكورا . . ووجد الله عنده . . أمعن نظره في بعض السطور . . أخذ يقلّب صفحاته ، صفحةً تلو أخرى . . قرأه مرةً ومرتين ، بل ثلاث . . بدأت ملامح وجهه تتغير ، وأساريره تتضح بعد طول غبش . . وأمامه وخلفه ومن حوله علامات استفهام وتساؤلات عديدة !!!
نظر في غلاف الكتاب من جديد وما زال سارحاً بذهنه . . تأوّهَ بحرقة وهزّ رأسه يمنةً ويسرة . . يا له من كتاب ! ! أعظم كتاب وقع في يده منذ نعومة أظافره . . بل أغلى وأثمن كتاب سرقه !
قال في نفسه : ليتني سرقته منذ زمن طويل طويل!
يا الله! ! . . أيّ كتاب هذا يتمنى سرقته لصّ محترف كجون ؟! . . .
إنه القرآن الكريم . . نسخةٌ مترجمةٌ معانيه إلى اللغة الإنجليزية . .
انتفض من مكانه جون خارج منزله يبحث عن أقرب مسجد في المدينة فيه مكتبة . . قرأ بعض المطويات التعريفية بالإسلام . . التقى ببعض المسلمين وتعرّف إليهم معرفة من نوع آخر .
بكى جـون بكاءً حـارّا لم يبك مثله من قبل أبداً . . بكاءً اختلطت فيه دموع الفرح والحزن لأول مرّة منذ أربعين عاماً . . ثم ما لبث أن أشهر إسلامه وصار داعية !َ