آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

سياسة صناعة الكراهية في اليمن(1)
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 11 مايو 2010 10:36 ص

أيقنت مؤخراً بأن هناك رغبة ملحة لدى بعض المتابعين في فهم كينونة ما يسمى بالحراك، ومعرفة بداياته وأساليبه ومكوناته.. وهذه الرغبة المعرفية، تهدف إلى إلغاء الضبابية في توجهات الحراك المتعددة بتعدد فصائله والشخصيات المؤثرة فيه، وإيضاح ألوانه المتغيرة أمام المتابع للشأن السياسي اليمني، والذي غالباً يتوه بين التعاطف مع الدوافع الحقوقية للحراك، وبين الرفض والمقت للتوجه العنصري فيه، والذي يُترّجم ـ قصداً ـ على الواقع ويزداد يوماً بعد يوم.

ولذلك سأحرص عبر مجموعة من المقالات المُتتالية، على التحدث عن أبجديات الحراك، سارداً بعض التفاصيل والملامح البسيطة التي توضح كيفية نشأته، وبعض الأساليب التكتيكية التي استخدمها ما يسمى بالحراك، والتي استسهل البعض وطأتها عندما تحدثنا عنها عام2006م مع بعض السياسيين، ولكنها في الواقع كانت شديدة التأثير، وسبباً رئيسياً من ضمن الأسباب التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه اليوم.

الحقيقة التي قد يستغرب منها الكثير، أن ما يسمى بالحراك بدأ عبر مواقع ومنتديات الانترنت، أو بمعنى أصح كان الانترنت الوسيلة الأولى التي استخدمها الانفصاليون في إثارة النعرة منذ نهاية 2004 تقريباً حتى اليوم، حتى أن بعض الحراكيين يصفون ما يحدث اليوم في بعض مناطق المحافظات الجنوبية بـ « ثورة الانترنت».. سخّرت حركة «موج» في لندن أو التي يطلق عليها حالياً «تاج» مجموعة من الأشخاص والذي يعتبر بعضهم اليوم قادة للحراك، بالقيام بعملية شحن وتغذية نفوس أبناء المُحافظات بالضغائن والكره ضد كل شيء قادم من المحافظات الشمالية ، ولأي شيء له علاقة بالوحدة اليمنية، وذلك عن طريق تأسيس مواقع إخبارية إلكترونية كانت تعمد على نشر الشائعات والأكاذيب، وانتشار أفراد ـ كانوا في البداية لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ـ عبر المنتديات اليمنية ينشرون هذه الأخبار التي يمكن من خلالها ترسيخ شعور الكراهية بين أبناء المُحافظات الشمالية والجنوبية.

فقد تعلّم الانفصاليون في الخارج من حرب صيف 1994م، حين قاتل أغلب أبناء المحافظات الجنوبية مع الوحدة ضد المشروع الانفصالي.. وأيقنوا بأن الإخوة لن يفترقوا إلا إذا كره كل واحد منهم الآخر، وأن زرع الكراهية في الشعب اليمني هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها فصل شمال اليمن عن جنوبه، وقد تم جعل هذه القناعة، بمثابة قاعدة ينطلقون منها.

وبالتالي استخدمت هذه الجماعة سياسة « صنع الكراهية» واعتمدت عدداً من الأساليب التي دأبت من خلالها إلى صنع حاجز ضخم من الكراهية بين أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية، على الأقل الذين يستخدمون الانترنت في تلك المرحلة. حيث سعت هذه السياسة إلى مُخاطبة الجانب النفسي في أبناء المُحافظات الجنوبية وإثارة الحمية والمشاعر الاحتجاجية ومن ثم الناقمة، والتي ترتكز وتعتمد على أخبار مفبركة، وأحيانا قد تكون الأخبار صحيحة إلا أنها تمثّل انحرافات سلوكية فردية، لكنهم دأبوا لتعميمها، وهذا ما يدعونا إلى القول إن الحراك ناتج عن تهييج نفسي بدرجة أولية، استهدف الجانب العاطفي الحساس لدى الإنسان اليمني، والذي بدوره ـ هذا التهييج النفسي المستند على أخبار مفبركة في الغالب ـ أثار النزعة والحمية كردة فعل طبيعية صنعت الحماس الناقم على الوحدة وعلى أبناء المُحافظات الشمالية في نفوس بعض الشباب في المُحافظات الجنوبية.. يجدر بنا القول هنا، بأن الجانب الحقوقي في المشكلة، كان مدخلاً مهماً لتهييج الشارع، ولكنه لم يكن السبب الرئيسي لظهور ما يسمى بالحراك، فمشروع الانفصال كان قائماً منذ 1993م، وما يحدث اليوم، ما هو إلا طريقة بديلة للمشروع الانفصالي، بعد فشل استخدام الدبابة والطائرة في السابق.. على الأقل يتواجد هذا المفهوم في أذهان قيادات الانفصال، في حين أنه غائب عن أذهان كثير من أهلنا المؤيدين لما يسمى بالحراك .. وتعزيزاً لقولنا، فحل قضية المتقاعدين الحقوقية الذين أظهروا المعضلة الجنوبية إلى السطح؛ لم تساعد في تقويض الحراك، وإنما اتسعت رقعتها بعد معالجة الحكومة اليمنية قضية المتقاعدين العسكريين.

في الجزء الثاني من المقال، سأحاول التعمق أكثر في تلك الوسائل التي استخدمها الانفصاليون الجدد في إثارة الفتنة عبر الانترنت ومن ثم انتقالها إلى الشارع بأيدي بعض الشباب في جنوب الفؤاد.

hamdan_alaly@hotmail.com