وزير الدفاع اليمني: المؤسسة العسكرية دفعت ثمن أخطاء السياسيين
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 22 مايو 2013 05:51 م
 

محددات واضحة وجلية للبناء العسكري النوعي للمؤسسة الدفاعية.. تلك ابرز عناوين هيكلة القوات المسلحة وتطويرها.. التي تتواكب مع احتفال شعبنا بالعيد الوطني ال23 للجمهورية اليمنية هذه كانت إحدى منطلقات الحوار الذي اجرته «26سبتمبر» مع اللواء الركن محمد ناصر احمد- وزير الدفاع.. الذي تحدث حول مجمل القضايا التي تهتم وتعنى ببناء القوات المسلحة وتطويرها ومقدرتها على الخروج من براثن الازمة وتحقيق منجزات المؤسسة في بناء قوات دفاعية محترفة عسكرياً
حاوره عقيد: محمد عبدالعزيز
> كيف تقرأ دلالات المستقبل لمعطيات 23 عاماً من عمر وحدة البلاد.. ال 22 من مايو؟
>> هي مناسبة غاية في الأهمية، مناسبة تاريخية ستبقى ماثلة تتحدث عن تجربة تعايش القدرات الوطنية شمالاً وجنوباً وأثارت اهتماماً عربياً وإقليمياً ودولياً.. وهي فترة من أغنى وأهم الفترات التاريخية التي تحمل سمات فاعليها ومعاصرها والمساهمين في بناء مكوناتها وأحداثها سواء كانت هذه المساهمات والمشاركات بنسب عالية ومرتفعة أو بنسب محدودة.. لكنها تاريخنا وعنوان مرحلة مهمة.
وما يميز هذه المرحلة التاريخية من عمر وحدة البلاد.. ووحدة الوطن والشعب.. أننا اليوم نقف بصدق مع النفس، ومتفقون على إعادة قراءة معطيات الوحدة اليمنية بروح جديدة، وباعتراف حقيقي بحقائق المعضلات الكبيرة التي تواجه اليمن، ونقف أمام مكوناتها الاجتماعية والسياسية والعسكرية.. وهذه أولى الخطوات الأساسية التي تضمن لشعبنا وقواته المسلحة الخلاص من تراكمات واسعة وعديدة وثقيلة مثلت أعباء مرهقة على كاهل الجميع.. وان كان في فترات مضت بدت مناوأة الحقيقة والهروب من الاعتراف بحقائق المشاكل التي قادت الى ما قادت إليه من نتائج مدمرة للقدرات والموارد.
> وزير الدفاع.. دعنا نمسك طرف هذا الخيط الذي أشرت إليه.. ونسأل.. ما الدلالة للاحتفال بالعيد 23 للوحدة في ظل مؤتمر الحوار الوطني.. لاحتواء هذه النتائج التي أشرت إليها؟
>> بكل تأكيد الحوار الوطني الشامل.. يعتبر محطة غاية في الأهمية.. لكل المساقات، ولكل الاتجاهات التي عاشت بداية صراعات شديدة الحدة، وشديدة الانعطاف.. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى، أولاً وبفضل القيادة المرنة والذكية والحكيمة للرئيس عبدربه منصور هادي.. تحركت قاطرة اليمن باتجاه الحلول، والتوافق الوطني على أية حلول يمكن التوصل إليها والاتفاق عليها..
وللأمانة التاريخية.. يجب أن نعترف أن قيادة الرئيس هادي كانت الحاضن والحامل للمشروع الوطني الذي تسير عليه البلد اليوم وهذا ليس رأيي الشخصي، بل رأي كل القيادات والمسؤولين في الأمم المتحدة وفي المجتمع الدولي والإقليمي والعربي الذين دعموا وما زالوا يدعمون الرئيس هادي ويدعمون مسيرة التسوية السياسية في اليمن.
> الأخ الوزير.. ماذا تعني هذه الوقفة التاريخية للمؤسسة الدفاعية التي تديرون شؤونها؟
>> أريد ان اؤكد هنا في البدء على مسألة أساسية.. هي أن القوات المسلحة ورجالاتها وقياداتها، لا يتحملون وزر الأوضاع التي كانت عليها.. لأنهم رجال صادقون مؤمنون بالدور الوطني الذي يجب أن تكون عليه هذه المؤسسة الوطنية الرائدة.. لكن تكالبت الأخطاء - أخطاء السياسيين على مؤسسة القوات المسلحة.. كبلتها بإجراءات وبتصرفات هي بريئة منها..
ولذلك ظل الخطاب السياسي المعلن موجهاً نحو القوات المسلحة، خطاب لا غبار عليه، وكم قيل عن بنائها العسكري النوعي والاحترافي وكم قيل عن مسألة النأي بها عن الولاءات السياسية والشخصية.. لكن في الواقع مارسوا عليها وفرضوا عليها كل ألوان الولاءات التي قادت في خاتمة المطاف الى ما شهدته العاصمة صنعاء، ومدينة تعز، وصعدة وغيرها من المناطق من مواجهات مؤلمة ومؤسفة، لا يقبل بها أي وطني يحب وطنه وشعبه.
> اسمح لي الأخ الوزير.. نحن نود ان تحدثنا عن الدلالة التاريخية للوقفة التقييمية لمعالجة اشكاليات المؤسسة الدفاعية.. عقب الصراع والأزمة والثورة الشبابية؟
>> كنت سآتي للحديث عن هذا الموضوع.. ولكني فقط احببت أن أعطي صورة مقربة من حقائق عشناها وكان لها اثرها على بنى ومقدرات وإمكانيات وهوية ووظيفة القوات المسلحة في فترة سابقة.. الذي استدعى أن تجري أكبر عملية اصلاحات ضرورية في هذه المؤسسة الدفاعية المفترى عليها التي دفعت وما تزال تدفع ثمناً باهظاً لأخطاء السياسيين وتدخلاتهم وعبثهم بمكوناتها.. من أجل ان يتبين الجميع الصعوبة الكبيرة التي تواجه عملية الاصلاحات العسكرية والأمنية الجذرية..
وبالطبع وعودة الى السؤال .. لا يخفى على احد الأثر الكبير والفاعل الذي تركته قرارات الرئيس هادي التي أحدثت متغيرات ايجابية ملموسة، ليس فقط على بنية القوات المسلحة وعلى مفصلياتها كاملة.. بل على القناعات السياسية وعلى مستوى منطقة الإقليم.. وعلى المستوى الدولي.. إذا كان العالم يضمن إن إحداث متغيرات إبجابية من أوساط مؤسسة عسكرية تم تطويقها لخدمة ولاءات معروفة.. ولكن كما سبق وأن أوضحت.. هذه المؤسسة أصيلة ورجالاتها ومنتسبوها يكبر ويسمو لديهم الوطن والشعب، ولذلك حدثت تحولات جذرية، وهي اليوم رغم ما يسمع من البعض استثنائية، بدءاً من التصدي للاعمال الارهابية والإجرامية والتخريبية على طول البلاد وعرضها.. وهي متماسكة وثابتة، وتتحمل أعباء كبيرة من التضحيات الجسيمة.
وأنا أقول هنا.. جد لي مؤسسة عسكرية تواجه كل هذا الضغط، وتعاني من حالات تدخلات واستقطابات قوى سياسية واجتماعية، وتقوم بمهامها وتؤدي واجباتها العسكرية والأمنية بمقدرة عالية.. وفي ذات الوقت تلتزم بكافة إجراءات الاصلاحات العسكرية.. وتحقق انتقالاً سلساً ومتواصلاً لعملية الاصلاحات..
وبالطبع القرارات الجمهورية التي صدرت مثلت مرجعية قانونية وتشريعية، وفي ذات الوقت مثلت سنداً سياسياً أحيطت بدعم إقليمي ودولي وأممي.. أي أصبحت تمتلك غطاءً وطنياً، وغطاءً دولياً.. وأصبح لزاماً أن يجري تفعيلها وتطبيقها في مختلف مفصليات المؤسسة الدفاعية وهذه تعتبر سابقة يجب أن يستوعبها الجميع بحيث لا يزايد أيّ كان على الخطوات التي تتخذ، لأنها في الأخير تصب لصالح الشعب اليمني الذي يسعى إلى تحقيق طموحاته، ويتخلص من مشكلات دفع إليها.. دون رغبة او قناعة منه..
> عملية الهيكلة التي تسير في القوات المسلحة.. هل يجري تقييمها بحسب خطواتها؟
>> هيكلة وتنظيم وتحديث القوات المسلحة بمختلف وحداتها وتشكيلاتها العسكرية.. هي عملية ديناميكية لها سمة الاستمرار وليست عملية منقطعة، وهي في ذات الوقت مبرأة من الأغراض السياسية والحسابات التي يريد لها البعض ان تحشر في هذه الزاوية.. أي انها عملية خاضعة للدراسة الدقيقة، والبحث والتقصي، وإعداد قراءات عسكرية معمقة عن كل خطوة تتخذ أو برامج يجري الإعداد لها..
نريد أن ننبه هنا إلى إشكالية الاجتهاد الشخصي من سياسيين، ومن رجال اعلام وصحافة يحاولون أن يوصلوا ما يرونه صحيحاً.. ونحن ممتنون لكل جهد، لأننا نتوسم فيهم جميعاً روح الحب والولاء لهذا الوطن واحترام وتقدير المؤسسة الدفاعية..
> الأخ وزير الدفاع.. اسمح لي.. أريد أن أصل إلى ان ما تم تحقيقه هل سيكون خاضعاً لإعادة قراءة لتطويره وتجديده؟
>> ما تم تحقيقه ليس سهلاً، وهو نتاج جهود عشرات ان لم يكن مئات الكفاءات والقدرات العسكرية المتخصصة والمستوعبة لطبيعة الإجراءات وموجبات التحديث والتطوير والهيكلة لمؤسسة دفاعية.. يتوجب أن نضمن لها أعلى مستويات الاحتراف والمهنية العسكرية.. ومع ذلك نحن نخضع كل خطوة لإعادة قراءتها واستبيان تطورها المستقبلي ودورها ووظيفتها العسكرية الدفاعية التي ينبغي ان يتم الالتزام بها..
> هل يعني ذلك ان عملية الهيكلة هي تطوير وإعادة تطوير لما هو قائم؟
>> نحن من خلال فريق الهيكلة.. وفريق التنظيم والتقييم والفرق المساعدة.. ومن خلال الندوة العسكرية العلمية الاولى قد حددنا الاسس الرئيسية لعملية الهيكلة واعادة تنظيم وتطوير المؤسسة الدفاعية كمنظومة متكاملة..
ثم جاءت عملية الاستعانة والاستفادة من الخبرات العسكرية العالية الاردنية والامريكية بمعنى لم تترك المسألة للاجتهادات الشخصية او الارتجال.. العملية بكاملها خضعت لاسلوب علمي اختصاصي عسكري وعلى اساسها حددت عملية هيكلة تنظيم القوات المسلحة..
>ماذا تم بشأن التنفيذ الفعلي على ارض الواقع من محددات عملية الهيكلة ومن قررات الهيكلة؟
>> حققت القوات المسلحة انجازات عديدة ولا بأس بها وما حققت بكل المقاييس اعمال مهمة وإجراءات ايجابية وكبيرة.. ليس على مستوى القرارات والخطط والبرامج المنفذة وانما على مستوى التفكير والرؤية والتعامل الجديد والايجابي مع التطورات التي تشهدها القوات المسلحة في مختلف وحداتها وقواها تشكيلاتها وصنوفها..
> الا تعتقدون ان هناك مفاهيم سابقة تؤثر على فاعلية اداء هذه المؤسسة الدفاعية وماذا عملتم لتجاوزها.؟
>> ان كنت تقصد المفاهيم السابقة.. المحددات التي تعنى ببناء القوات المسلحة وتحديد اختصاصها.. فأود ان اوضح ان الكفاءات الشابة والكفاءات والخبرات المخضرمة من المؤسسة الدفاعية قد اعدت رؤية متكاملة لضمان تحقيق الانتقال من الانماط السابقة والاساليب التي ظل التعامل بها يلحق الضرر بهذه المؤسسة الوطنية السيادية..
وهذه الرؤية يمكن اعتبارها اتجاهات استراتيجية لبناء جيش حديث متطور يعتمد اعلى درجات المهنية والاحترافية العسكرية.. وهذه اولى الخطوات الضرورية المطلوبة من اجل خلاص الادارة العسكرية من الاشكاليات التي ظل يتخبط فيها الجيش بمختلف وحداته العسكرية.. وتسبب في وصول البلد الى ازمة العام 2011م التي خرج منها الشعب والجيش بعد ان كان الجميع على شفير الهاوية والاحتراب والاقتتال..
> منظومة القوانين والتشريعات واللوائح.. كيف تمكنت القوات المسلحة من تحديد متطلبات هذه المنظومة؟
>> هذه المنظومة هي جزء اصيل ومهم وضروري من مكونات ومحددات عملية الهيكلة.. ويعكف مختصون عسكريون وامنيون على دراستها دراسة معمقة وعلى تحليل كل اشكالية واجهت القوات المسلحة من جراء غياب او محدودية تواجد هذه المنظومة القانونية والتشريعية.. ونحن نضع في اعتبارنا وفي حساباتنا الاستفادة من كافة الخبرات القانونية والتشريعية سواءً محلياً على المستوى الوطني او من الخبرات الشقيقة والصديقة.. المهم الا نترك المسألة تسير في الفراغ كماكانت عليه الامور..بل لابدمن نظام قانوني ولوائحي وتشريعي يحدد المسؤوليات والاختصاصات والمهام وادارة المهام بصورة دقيقة ومنضبطة.. لن نسمح بان تدار هذه المؤسسة الدفاعية بارتجالية.. ويجب ان نتجاوز المفاهيم السابقة بما فيها من سلبيات..
> هل تعتقدون ان المرحلة الزمنية.. كافية لانجاز هذه البرامج المرحلية التحديثية للمؤسسة الدفاعية؟
>> العمل يسير بصورة جيدة ونحن نكثف من جهودنا في مختلف اتجاهات عملية هيكلة وتطوير المؤسسة الدفاعية.. وواثقون باذن الله ان ننجز الكثير وان نحقق المكونات الرئيسية للهيكلة..
ومن يقف اليوم ويرى ما تحقق بالتأكيد سيستشعر ويدرك ان ما انجز مهم وأساسي ويمثل قفزة نوعية كبيرة بمختلف المعايير والمقاييس.. وبحسب البرنامج والرؤية التي حددتها لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الامن والاستقرار فإن البرنامج الزمني المحدد الذي يمتد حتى العام 2014م.. يسير وفق ما تم التخطيط له وقد لمس الجميع حجم الاعمال التي نفذت والبرامج التي جرى انجازها بصورة طيبة.. والاهم من ذلك كله التفاعل الايجابي والتنفيذ الخلاق الذي قام به قادة القوات المسلحة وخاصة في ظل ظروف شديدة التعقيد والصعوبة.. لعلها لا تغيب ولم تغب عن بال ورؤية الكثيرين من القيادات الوطنية التي تدرك ان عملاً كبيراً انجز وبشكل محفز ومشجع..
> دعنا.. نلج الى موضوع ذي صلة بالهيكلة والتحديث.. وتحديداً الى فريق بناء اسس الجيش والامن في مؤتمر الحوار الوطني.. كيف سيتم التوافق بين عملهم وعمل فريق الهيكلة للقوات المسلحة؟
>> هذه الاشارة مهمة.. ومطلوب الاشارة اليها وإعطاء صورة واضحة عنها.. فريق بناء الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني.. فريق معني بأهم مكون عملي اختصاصي.. وقد بدأ عمله بشكل طيب.. وفيه كفاءات وطنية مشهود لها وقد حدد لنفسه برنامجاً واضحاً.. وأنا حضرت مع هذا الفريق وشاركت في عملهم وتناقشنا باستفاضة.. وتوصلنا الى اسس لشراكة عملنا في الوقت الراهن وفي الفترة المرحلية المنظورة.. والعمل يسير بشكل طيب وبما يخدم بناء جيش وطني وبهوية وطنية واسعة تخدم اليمن بشكل عام.
> اسمح لي الاخ الوزير.. الا يوجد هناك تعارض بين مهام فريق بناء الجيش والأمن وبين مهام فريق هيكلة القوات المسلحة؟
>> لا.. لا.. لا توجد اية تعارضات نحن في القوات المسلحة وفي قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة نرى ان عمل فريق بناء اسس الجيش والأمن عمل مهم ويصب في خدمة البناء العسكري النوعي هم داعمون لنا ونحن داعمون لعملهم ومهامهم بل اننا نرى في عمل فريق بناء الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني الداعم السياسي والاجتماعي.. ونجدهم حريصين على ان يتم تجاوز كافة السلبيات التي لا يزال بعضها عالقاً في بعض مفصليات المكون العسكري.. ونحن لا نفشي سراً عندما نشير الى اية سلبيات لان الاعتراف بها هو اول الطريق لايجاد حلول مناسبة لها..
ولقد وجهت اللجنة العسكرية التي انا عضو فيها فريق هيكلة القوات المسلحة بالاجتماع بفريق بناء الجيش والامن بمؤتمر الحوار الوطي والاسترشاد بآرائهم وتوجهاتهم.. واخذ ملاحظاتهم في الاعتبار، بل العمل على اتخاذ كافة الاجراءات المطلوبة.. لان غايتنا جميعاً تطوير وتحديث القوات المسلحة وخلاصها من كافة الشوائب التي تعيق سيرها نحو الاحترافية العسكرية العالية والحيادية عن كافة الصراعات التي ابتليت بها في الفترات السابق..
> ترى ما ابرز ما طرحه الفريق لبناء الجيش والأمن بمؤتمر الحوار.. في لقاءاتكم به؟
>> هم.. لديهم رؤية وبرنامج يسيرون عليه..وقد التقوا بفريق الهيكلة وفريق التنظيم والتقييم باللجنة العسكرية.. كما انهم زاروا دوائر عسكرية ووحدات عسكرية واطلعوا على واقع الحال لهذه الوحدات والتقوا بقياداتها وضباطها.. وطرحت قضايا عديدة بل انهم تبنوا افكاراً يستشف منها رغبة فريق بناء الجيش والأمن في المساعدة الاكيدة لبناء قوات مسلحة حديثة وخلاصها من كل المحبطات والأساليب التي تعيقها من اداء دورها العسكري الاحترافي المحايد..
> قضية الحيادية الايجابية الفعالة للمؤسسة الدفاعية.. هل نوقشت في لقاءات فريق بناء الجيش والامن بمؤتمر الحوار مع قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة واللجنة العسكرية؟
>> هذه المعطيات المهمة كانت واحدة من محاور عديدة.. والكل مجمع على ان تبقى المؤسسة الدفاعية بعيدة عن اية استقطابات حزبية والكل مجمع على ان سبب انقسام الجيش واقتتال بعض وحداته العسكرية سببها الولاءات السياسية والولاءات الشخصية ولذاتم التأكيد على ضرورة الحياد التام والحازم للقوات المسلحة وضباطها وأفرادها من مثل هذه التجاذبات السياسية والشخصية..
ونحن نرى هذه المهمة مهمة تاريخية بل وجوهرية.. وقد بدأنا ومن وقت مبكر برامج وخطوات وإجراءات ضامنة لإبعاد القوات المسلحة عن هذه الولاءات الشخصية والسياسية..
> معروف ان مثل هذه الاجراءات تتطلب عملاً توجيهياً مكثفاً ومتواصلاً.. ماذا عملتم بهذا الشأن؟
>> بالطبع.. نحن في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الاركان العامة اسندنا هذه المسؤولية والمهمة الى دائرة التوجيه المعنوي.. وهم بكل امانة تحملونها بجدارة ولديهم برامج توعوية وارشادية ورؤية اعلامية عسكرية نشطة.. وقد تواصلت نشاطاتهم لتشمل مختلف الوحدات والمحاور والمناطق العسكرية بل انهم تبنوا توجهاً فاعلاً ببناء شراكات مع وزارة الاوقاف والارشاد وكذا مع وزارة الاعلام وكان توجهاً مثمراً وبناءً وايجابياً حرصت على متابعته.. وحقيقة نعبر عن تقديرنا الكبير لما تقوم به قيادة وكوادر دائرة التوجيه المعنوي.. ونشد على ايديهم لمواصلة جهودهم..
> تعيينات قادة المناطق العسكرية.. وتجربة توسيع عدد المناطق العسكرية جاءت ملبية للبناء العسكري.. ماذا تودون الاشارة اليه في هذا الجانب؟
>> بكل امانة جاءت قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة هادفة وفعالة وعملت بصورة مكثفة على تجاوز القوات المسلحة كمؤسسة وطنية سيادية لمجمل التحديات التي كانت ماثلة امامها.. ولعل كثيرين تابعوا كل ذلك الكم من التكهنات ومن المخاوف بل ان بعضهم ذهبت به افكاره ورؤاه بعيداً.. قبل صدور تلك القرارات التاريخية الحاسمة.. وما ان صدرت القرارات وبدأ تنفيذها إلا واستعاد الوطن والشعب توازنهما وتراجعت المخاوف كثيراً.. وبدأت الثقة والطمأنينة تتسع لتشمل الجميع.. ولذلك كما اشرت في فترة سابقة الى ان القوات المسلحة هي المفصلية الرئيسية للمعالجة المتكاملة للاخلالات التي يسعى البعض الى جعلها حجر عثرة امام مسيرة التغيير الذي شرع به الشعب اليمني ولن يقبل ان تحبط آماله وطموحاته..
> لنعد الاخ الوزير الى عمل لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الامن والاستقرار.. الا تلاحظون ان نشاطها بدأ يشهد تباطؤاً؟
>> لا.. لا.. بالعكس عمل لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الامن والاستقرار متواصل بل انها الان تقوم بعمل مكثف ومتواصل.. لان عملها الان من خلال فريق الهيكلة وعمل فريق التنظيم والتقييم ومن خلال الفرق المساعدة يسير بوتيرة عالية والجهد متواصل..والبرامج مكثفة ويقوم به قيادات عسكرية وضباط اكفاء..وعملهم اختصاصي نرى عدم اثارته اعلامياً لكنه عمل جبار ومهم وعلى اساس هذا العمل سوف تتحدد الهوية الوطنية وكذا العقيدة العسكرية والسياسة الدفاعية للمؤسسة الدفاعية..
اما اذا كنت تعني مواجهة اعمال الاخلالات المستهدفة الامن والاستقرار.. فعملنا في اللجنة العسكرية متواصل بل اننا نتابع كل المجريات في هذا الشأن ونتخذ بشأنها الاجراءات المناسبة..
وما اود الاشارة اليه ان بعض الاعمال المخططة التي تستهدف الامن والاستقرار والتي تريد وتسعى ان تبقي البلد تحت طائلة الازمات.. من ضرب اعمدة نقل الطاقة الكهربائية.. او تفجير انابيب النفط والغاز.. او اثارة المشكلات المجتمعية وهي «اعمال» مخططة ومعروف من يقف خلفها او من يوعز بتنفيذها وهي ذات سمة سياسية.. ونحن في اللجنة العسكرية وفي قيادة وزارتي الدفاع والداخلية نتعامل معها بحذر شديد لان الغرض منها هو ان يتم دفع المؤسسة الدفاعية والأمنية الى اصطدام بالمجتمعات المحلية وبالتالي تستمر وتوظف سياسياً واعلامياً في محاولة لشق الالتحام والشراكة بين المؤسسة الدفاعية وبين مكونات المجتمع.. لكننا ازاء الاعمال التخريبية سنظل نتعامل بحزم لبسط هيبة النظام والقانون وبمسؤولية عالية..
لان التخريب عمل مجرم وفق القوانين والانظمة ونحن في القوات المسلحة ملزمون بتنفيذ القانون وتطبيقه حماية لمصالح ابناء الشعب ودفاعاً عن امنه واستقراره..
> كلمة اخيرة.. نختتم بها هذا الحوار؟
>> الجميع اليوم امام مرحلة تاريخية استثنائية توجب على كل ابناء الوطن.. وعلى نخبه السياسية والاجتماعية ان يكونوا سنداً قوياً للتوجهات التي يسير عليها شعبنا في معالجة معضلاته ومشاكله في مؤتمر الحوار الوطني.. ونحن في المؤسسة الدفاعية سنحرص كل الحرص على نجاح مؤتمر الحوار الوطني بتوفير المناخات الآمنة بإذن الله ولن يثنينا أي تخريب عن اداء واجبنا وتنفيذ مهامنا وفي مختلف الظروف..
ومجدداً اهنئ شعبنا واهنئ قيادتنا السياسية واهنئ كافة منتسبي القوات المسلحة بحلول العيد الوطني الثالث والعشرين للجمهورية اليمنية.