ألربيع الإيراني يقبل الخريف ألإخواني في اليمن
بقلم/ د.عبدالكريم القدسي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
الثلاثاء 20 مارس - آذار 2012 05:10 م

لكم غردت الألسن وهتفت ،وبحت الحناجر بأصوات تعالت إلى عنان السماء،لترسم ملامح الألق الربيعي العربي الأكثر طهراً في مسار الحرية،وكان لبدايات الربيع أجمل القبلات على ثغري ثورتي تونس- وأم الدنيا(مصر)، وتألقت تلك الثورات بحجم هام أبو عزيزي صانع الربيع العربي الثوري، لكم كان عظيماً ذاك الرجل أنه كبريا الربيع وهام الإباء تخليداً وذكرى، انه ضمير البسطاء ممن نقشوا كبريائهم على هام الذرى، انه من يستحق فعلاً أن ينصب باسمه تمثال الربيع العربي، لكم عشقنا حال النقاء وطهر الأكف التي هتفت في ثورتي تونس -ومصر، لتصنع تلك الأكف والهتافات مجد التغيير على خيلاء الربيع، ولم يلبث الربيع على حال النقاء في خطواته التالية المتنقلة بين ليبيا واليمن وسوريا، بل كان لحال المشاريع الانتهازية الداخلية والإقليمية والدولية رهان آخر، جعل الربيع خريفاً صراعياً وانتهازياً، حمل مشاريع وأحلام أعداء الأوطان والشعوب، ليجعل من تلك الأوطان لوحات شطرنجية لتصفية الحسابات، على حساب الأرض والدم العربي، وكان لليبيا نصيباً كبيرا من نزيف الدماء، ما جعل الاستعمار أكثر تطاولاً ،وهو يعيد ماضيه بصورة ثورية جديدة، بل ورسم نطاق تواجده على رحى الأرض اللبيبة، مهيمناً على ثرواته وبحاره وسماه، أما في سورية فلا زالت انهار الدماء ومذابح القتل والتنكيل ماثلة للعيان، نتيجة حال التصلب الداخلي ألصراعي، بين المشروع الإيراني السوري- والمشروع ألإخواني الخليجي الأمريكي، وحجة الأول الدفاع عن وجود إيران ومشروعها داخل العمق السوري العربي، وحجة الثاني التغيير تحت أهداف الغرب السرية (حماية أمن إسرائيل)،، أما في اليمن الأمر يختلف من حيث السيناريو والإخراج والصورة التحليلية للمشهد السياسي، أي أن كل من مشروع الإخوان ألتغييري والمشروع الإيراني حالة واحديه الهدف والخطى، وحجتهم التغيير واجتثاث الفساد و وتحسين أحوال الناس والعباد، رغم خروجهم عن النص في الانتخابات الراسية (أي ثوار إيران في اليمن) ليظهر الإخوان بوطنيتهم وحبهم للوطن على عكس طواويس المشروع الإيراني، بعد أن تكشفت أهدافه الانتهازية في رحلة ما يسمى سنة أولى ثورة، لقد تسلل هؤلاء الى علو هرم الثورية بزيف مشاعرهم وملازمة إنجاح أهدافهم بدعم دولاري وإعلامي فاق التوقعات، وهذا كله على حساب عاشقي حرية التعبير ورؤى التغيير ، ممن يحملون قلوبهم على الأكف ليسمو حال انتصار قيم الحرية و العدالة وسيادة القانون، وتلك الأحلام التي راودت هاجس الصفوة من الشرفاء والخيرون في ساحات الوطن كافة، ولم يكن هؤلاء على قدر عالي من الادارك الحسي بخطورة المشروع الإيراني الباحث عن خصوصية الأهداف في الساحة اليمنية والعربية برمتها، لم يقف هؤلاء العاشقون بسمو حال الوطن، على مبدأ حسابات الربحية والخسارة قدر عشقهم للهتافات الثورية التي لم يألفوها من قبل، لكم هم على عمى البصر والبصيرة بنظرهم الشيخوخي إلى مادون أقدامهم، ، ولم يكتشفوا حال الزيف الثوري وأهدافه وخفاياه كي لا تنتصر المشاريع الخاصة على المسار الوطني ووهج الخير الملازم لتلك الأصوات التي أرادت الانتصار لتلك القيم، ليغدو الثعلب الإيراني الرابح الأكبر تحالفات المشروع الإيراني (الحوثيون- الحراكيون- ألقاعدة،حزب الأمة-الحزب الديمقراطي اليمني،،،،،الخ) ،والذي ساعد تواجده في الساحات لنشر أفكاره وحال كسب رصيد جديد إلى رصيده السياسي،بالإضافة إلى ذلك تم توسعة مناطق تواجده الجغرافي العسكري تحت مبررات التغيير، على حساب غفلة وحرارة التصفيق والهتاف الثوري للأحزاب الأخرى الحليفة لهم فيما يسمى بــ اللقاء المشترك، بل ورحل الوضع إلى ابعد من ذلك بإعلان تشكيلات حزبية جديدة لصالح المشروع الإيراني، وعمل المشروع الإيراني في الساحات على اجتذاب الشباب من خلال استغلال حاجة المستقلون وبعض شباب الأحزاب التي لا تملك تمويلات، وتتميز بهشاشة ارتباط تلك الأعضاء بأحزابهم ، كحال الإخوة في الأحزاب الآتية ( التنظيم الناصري- حزب البعث- والمهمشين من الأعضاء من قبل أحزابهم في كل الأحزاب الأخرى)، إذا ما استثنينا الإصلاح فهم على قدر من رسوخ المبادئ التنظيمية التي تشربوها من بداية استقطابهم ممن سبقوهم الانضمام لهذا الحزب، ليصبحوا حال كسب وتنظير للنشء الجديد من المدارس الابتدائية والتعليم الأساسي ، وهم أكثر تركيز على هذا الجيل للوصول بهم الى حال الوعي ومراحل الشباب والأعمار الفوقية، وظهر طواويس المشروع الإيراني متصلباً على نحو الارتهان لأراء طهران ، في الساحات، ليتضح موقفهم جلياً من خلال رفض المشاركة في الانتخابات الراسية التي جرت، لتستمر حكايتهم في اجتذاب الشباب المستقل تحت مبرر خيانة الأحزاب الأخرى لخطى النهج الثوري ، وهاهم يلوحون من جديد بعودة تلازم المسار هم وشركائهم الأخوان، بعدم المضي في تطبيق بنود المصالحة الوطنية، كما نصت عليها المبادرة الخليجية، لكم هي عتمة الانتهازية القاتلة للحال ولمسار التغيير، والتي أتت على حال التوافق الجاذب للمال الداخلي والخارجي ونفعنه الارتهان وراء المصالح الخاصة ، على حساب القضايا الوطنية وشر عنة القتل ونزيف الدم اليمني ،بغية الكسب المادي داخليا وخارجياً ، أي دين أو ملة أو شرائع سماوية، التي تمنحكم أحقية التباهي بقتل أبناء الوطن في أبين وحجة وصعده والجوف،،،الخ، ،، فكم من دماء سالت وكنت أنا من بين العوام أتساءل إخواننا في العقيدة والدم والشراكة الوطنية، أين حال التسامح؟؟!!، أين حال التنديد بأعمال القتل الجماعي في وطني؟؟!!، بل إنكم لم تخسروا حال صحافتكم ومواقعكم الالكترونية حتى لمجرد النقد والتنديد بما حدث ويحدث من قتل للبسطاء، واغتيال الخدمات العامة، ولا زمتم الصمت عما يحدث من حالة القتل الجماعي في وطننا،،،،،،،،

أقول لأخواني الأعزاء سواء في حزب الإصلاح- أو إخواني في حزب الحق،، وكل الأحزاب ذات المسميات الدينية والعلمانية في تكتل اللقاء المشترك، أن كل من يدفع باتجاه عدم المشاركة في الحوار الوطني، هو من يساهم في نزيف دماء أبنا اليمن ولا فرق بينكم وبين فعل القتل الذي يحدث في أبين، وأقول لأخواني من أحزاب التحالف الثعلبي وعلى رأسهم حزب المؤتمر الشعبي العام، أن الوطن لا يحتمل مزيداً من الاحتقان السياسي ومزيداً من التأزم ورمي الأخطاء على الآخر، وانتم الخطيئة الكبرى في هذا الوطن، نحن بحاجة إلى سلوك ديمقراطي، ولسنا بحاجة إلى تراشق إعلامي وصراعات فلسفية تبيح النفعنة وصلف البقاء ألصراعي ، بغية الاستقواء والاستعراض ، ليتضح حالكم والتغريد تجاه ذهاب الوطن إلى منحدر الفعل والفعل المضاد، وأقول لكم: لا تنصل عن دوركم الوطني وتحميل الآخر إخفاقات المواقف، لغرض الإثارة الإعلامية والانتهازية الجوفاء، التي تجعل الوطن أكثر عرضة للمتاهة والضياع، وأنا علي يقين أنكم اليوم تراهنون على إيصال حالكم إلى الشعب بنسخة جديدة من التشفي والتباكي مثلكم مثل إخوانكم في اللقاء المشترك، كي لا يستطيع الوطن وشعبه التفريق بين حالكم وحال المعارضة التي تقف على واجهة الندية الصراعية، وخلق بؤر صراع جديدة سواء في مؤسسات الدولة، أو خارجها على رحى الأرض اليمنية، بل وتسعون جميعاً للتنصل عما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، ولن تجدي هذه المواقف البلهاء الثعلبية، بكون الوطن والشعب أكثر وعيا فيما مضى من تجاربه معكم، ومن خلال استخلاصنا لمسار التحدي الذي يواجه الوطن،نراكم جميعا على رغبة ونهم في الانتصار على وطنكم وشعبكم واغتيال حلم التغيير الهادف نحو البناء وإرساء قيم العدالة والحرية وسيادة القانون، حتما سينتصر حال حلم التغيير على ضوء المبادئ السابقة، بفضل الشرفاء والنخب المستقلة والشباب، ولا رجعة فيه قيد أنملة عن هذا الخيار الوطني ،،،وسينتصر وطننا اليمني على خيارات النفعنة وحب الذات عاجلا أم اجل،، وستموت أحلام ألبلها ء وعابدي الدولار مهما كان حال تطاولهم على شعبنا ووطننا،،، دمت أيها الوطن شامخا شموخ عيبان وشمسان،،،وحماك الله يايمن،،،،،