مدير عام مكتب السياحة بحجة:المواقع السياحية في حجة يسيطر عليها العسكر
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الأحد 26 مايو 2013 01:14 ص

في اليمن، يعرف الجميع هذه العبارة دائمة التردد: "إن السياحة في اليمن تعد إحدى أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة" غير أن لا شيء تغير على مستوى الواقع. وفقاً للمتابعين.

في محافظة حجة مثلاً، ثمة قطاع سياحي متفرد عن ما يتواجد في بعض محافظات الجمهورية غير أنه هناك من يؤكد عدم الاستفادة من هذه الإمكانات الطبيعية المتوفرة والمتاحة، وتسخيرها للإسهام في رفد الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل لكثير من العاطلين عن العمل.

"مأرب برس" التقت مدير عام مكتب السياحة بمحافظة حجة وحاورته حول هذا القطاع الواعد، وطموحاته وإشكالاته، وكيف يمكن استغلاله لرفد الاقتصاد الوطني المحلي. فإلى نص الحوار:

حوار/ علي حسن

*- بداية هل لك أن تحدثنا عن واقع السياحة في المحافظة؟

- مما لا شك فيه أن السياحة تعتبر من أهم مصادر الدخل في كثير من بلدان العالم فهي صناعة، والمحافظة تختلف عن أي محافظة أخرى في الجمهورية اليمنية فهي تتمتع بمميزات سياحية كثيرة ومتنوعة وهامة والتي منها (شاطئ ساحلي –جزر – سهل تهامة – مرتفعات جبلية – مدرجات – قلاع أثرية ) وكل واحد من هذا التنوع يتميز بمقومات جذب سياحي مميز به، الساحل والجزر والأحياء البحرية والغوص إلى جانب سهل تهامة وأسواقها الشعبية الأسبوعية والصناعات الحرفية والعادات اليمنية الأصيلة، الجبال وما تحتويه من مناظر ساحة ومدرجات زراعية وقرى سياحية كل هذه عوامل جذب سياحية رائعة لكن أين الاهتمام بكل ذلك.

في البلدان الأخرى تجد نهضة قوية فيها بسبب استغلال السياحة الاستغلال الصحيح ونحن في اليمن عامة وحجة خاصة إذا كان لدينا توجه في هذا المجال فستنهض السياحة وينهض معه دخل البلد وإيراداتها، يا أخي محافظة حجة لا زالت محافظة بكراً في الكثير من المجالات وأهمها الجانب السياحي، والمحافظة صالحة لإقامة مشاريع سياحية كالفنادق – والقرى السياحية – ومراكز الغوص – ومراكز طيران شراعي – واستراحات سياحية – مطاعم – متنزهات – مدرجات سياحية في الجبال – وغيرها من المشاريع السياحية الأخرى التي من شأنه تحسن جودة السياحة وتعود على المستثمرين بالفائدة الكبيرة .

وبما ان السياحة في حجة تخطو خطواتها الاولى نحو ترسيخ مفهوم الخدمة السياحية الممتازة.

*- ما أبرز المواقع السياحية التي تتمتع بها محافظة حجة؟

- القلاع والحصون... مثل قلعة القاهرة التاريخية بمدينة حجة – وحصن كحلان عفار – وحصن الناصرة والظفير في مبين – ومدينة المحابشة – وكذلك الشريط الساحلي الذي يمتد من بداية جزيرة الدويمة إلى منطقة اللحية بالحديدة، إضافة إلى المدرجات الزراعية والمناطق الجبلية والقرى المتناثرة على قمم الجبال كأنها حبات للؤلؤ.

وتمتلك المحافظة ثروة سياحية بحرية في جزيرة «ذو حراب» و(جزيرة بكلان) وباقي الجزر التابعة لمديرية ميدي، ويوجد بالمحافظة عدد كبير من الحمامات الاستشفائية الساخنة والشلالات والمناظر الطبيعية الخلابة وهناك العديد من المقومات التي جعلت من حجة محافظة سياحية من الدرجة الأولى.

 كما أن تضاريس محافظة حجة تختلف من مديرية إلى أخرى وهذا أدى إلى تنوع المناخ ومن هنا تأتي السياحة المناخية فمحافظة حجة تنقسم قطاعين وهما سلسلة المناطق الجبلية والمناطق التهامية فخلال أيام الصيف تكثر السياحة الداخلية في المناطق الجبلية وخاصة عاصمة المحافظة حيث يكون جوها جميل وخلاب ويتمتع الجميع بالمناطق الخضراء الرائعة الجمال.. والزائر لمحافظة حجة في الصيف يجد بها مالا يجده في أي مكان آخر من طبيعة جميلة وجو عليل، أما في الشتاء فتكون المناطق التهامية هي المؤهلة للسياحة.

*- برايك لماذا كل هذه المقومات السياحية ولم يتم استغلالها؟

- لأن معظم المواقع السياحية في المحافظة والتي تنسب إلى السياحة اسما فقط وهي في الأصل مواقع تابعة للقوات المسلحة والأمن وأكبر دليل على ذلك قلعة القاهرة الشهيرة المدنية تابعة للقوات المسلحة التي تتمركز فيها، وكذلك حصن نعمان الشهير بتأريخه أيضا تابع لقوات الامن المركزي وقس على ذلك وبالتالي لا تستطيع ان تنهض بالسياحة في ظل واقع كهذا كون هذه المواقع من أهم المواقع السياحية الهامة في المحافظة، وهذا سبب عدم النهوض بالواقع السياحي في المحافظة.

وبالتالي على الجهات المختصة وقيادة المحافظة الاهتمام بمثل هذه القلاع السياحية المتميزة وإخلاء ها من الجيش وإخضاعها للسياحة لكي يتم الاهتمام بها وفتحها أمام الزوار من المحافظات الأخرى ومن الزوار الأجانب.

أضف إلى ذلك عدم وجود مستثمرين في الجانب السياحي سواء محليين أو أجنبيين نظرا لعدم وجود أراض تابعة لأملاك الدولة للاستثمار عليها وتشجيع الاستثمار، وكذا عزوف المجالس المحلية في تنشيط الاستثمار السياحي بحيث يكون البدء في إقامة مشاريع سياحية من قبل المجالس المحلية لتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار.

ومن هنا فإننا نوجه دعوة عبر صحيفتكم لكافة المستثمرين للاستثمار في الجانب السياحي لإقامة مطاعم واستراحات وفنادق بمواصفات سياحية تلبي حاجية السوق السياحية.

*- من السبب في عدم النهوض بالسياحة في محافظة حجة؟

- أعتقد أنه من المفروض ان يوجه هذا السؤال غلى السلطة المحلية بالمحافظة لأن السياحة ،لأن السياحة تعتبر صناعة فلا بد لها من إمكانيات للنهوض.

 ومحافظة حجة غنية بمقومات الجذب السياحي ولكنها بحاجة إلى الخدمات السياحية المصاحبة (فندقة – استراحات- متنزهات – حدائق – متاحف- سواحل ) وغيرها من الخدمات السياحية التي تتميز بها محافظة حجة عن غيرها من المحافظات الأخرى.

إن مكتب السياحة يتركز دوره في الإشراف والمتابعة على المنشئات السياحية العاملة مع تقديم خطط ورؤى عن كيف يتم استغلال كل موقع سياحي على حسب تكوينه ومكانته السياحية والأثرية، وقد قدمنا العديد من خطط والمقترحات في تطوير صناعة السياحة بالمحافظة ولكن لم يتم من ذلك شيء.

*- أين السياحة في عاصمة المحافظة؟

- أولاً كما هو معروف أن السياحة الخارجية كانت تلعب دورًا مهمًا في الحركة السياحية في المحافظة ولكن للآسف الأحداث التي مرت بها البلاد وعدم توفر الاستقرار الأمني أدى إلى انقطاع كامل للسياحة الخارجية، وكذا اثر تأثيرا كبيرا على السياحة الداخلية مما أدى ذلك إلى تخوف الكثير من أصحاب رؤوس الأموال عن العزوف عن الاستثمار في هذا المجال مما غيب السياحة في هذه الفترة، ولكن إنشاء الله نأمل في المستقبل القريب عودة الحركة السياحية الخارجية أكثر مما كانت قل الأحداث الماضية، وسوف تكون داعم أساسي لجذب الاستثمار في السياحة.

*- هل لدى المكتب توجه للاهتمام بالجانب السياحي في حجة؟

- لا شك أن الاهتمام الأول بمكتب السياحة هو النهوض بصناعة السياحة في المحافظة من خلال ما يقدم المكتب من رؤى ومقترحات تؤدي للنهوض بصناعة السياحة إذا تم دعم المكتب ماديًا وفنيًا وذلك:

- لإقامة المعرض السياحي الثاني للصور الفوتوغرافية وعقد ندوات وورش عمل في مجال السياحة .

- الموافقة على إجراء مسح للأراضي التابعة للدولة وخاصة على الشريط الساحلي والجزر لإقامة مشاريع سياحية بها وجعلها صالحة للاستثمار السياحي وتكوين خارطة استثمارية للمحافظة .

-    دعم مكتب السياحة في تطبيق اللوائح المنظمة لعمل المنشئات السياحية القائمة حتى يتم مراقبة تحسين جودة الخدمات السياحية .

-   تسليم مبنى المنصورة القديم في مدينة حجة حتى نتمكن من تحويله إلى متحف سياحي في المحافظة، وقد تم المطالبة لإقامة مهرجان سياحي سنوي بالمحافظة ولم يتم رصد أي مبلغ له في موازنة السلطة المحلية ولا ندري ما هي الأسباب.

*- الترويج السياحي – المتنزهات السياحية – والمواقع لا زالت غائبة هل آن الأوان لإبرازها واستغلالها لصالح التنمية المحلية؟

- لا شك أن الترويج السياحي يقوم به مجلس الترويج السياحي في وزارة السياحة في الجمهورية اليمنية في كافة المعارض السياحية الدولية، ومن ضمنها محافظة حجة بما فيها من مواقع سياحية وأثرية، وترصد لها مبالغ طائلة من قبل مجلس الترويج السياحي، وإذا أردنا الترويج السياحي للمحافظة فلا بد من توفر الإمكانات المادية الكافية لمواجهة ذلك، ونحن لا تتوفر لدينا تلك الإمكانيات، ولكن عند توفرها فإن المكتب يقوم بعملية الترويج السياحي في المحافظة من خلال اللقاءات التلفزيونية والصحفية والإذاعية.

وقد تم عمل عدة حلقات عن مدينة حجة وحصن كحلان عفار ومبين والظفير ومدينة ميدي للتعريف بهذه المناطق ، وكذا عمل لوحات إرشادية في حوالي 9مواقع سياحية في المحافظة على الطرقات الرئيسية، وطبع خارطة سياحية للمحافظة، وكذا إقامة المعرض السياحي الأول للصور السياحية في المحافظة، وسوف يتم إنشاء الله من في خلال الإجازة الصيفية القادمة إقامة المعرض الثاني للصور وسوف يتخلله عدد من الندوات التوعوية السياحية للتعريف بالمحافظة ومواقعها السياحية وفرص الاستثمار السياحي فيها .

وأوكد أنه لا بد من التوجه من قبل السلطة المحلية في المحافظة للنهوض بالجانب السياحي لرفد خزينة الدولة واستغلال تلك المواقع بما يعود بالخير لصالح المحافظة والبلد عموما، مالم فسيظل الوضع على ما هو عليه.

وأدعو وزير السياحة وقيادة الوزارة إلى الاهتمام بالسياحة في محافظة حجة كونها تتميز بمواقع سياحية خلابة ولديها شريط ساحلي كبير.

*- ما أبرز المعوقات أمام النهوض بالجانب السياحي ؟

- قلة الإمكانات المادية والفنية والتي لا تكاد تذكر .

- استيلاء الجيش والأمن على أهم المواقع السياحية والأثرية.

- عدم الاهتمام بالسياحة كمصدر مهم من مصادر الدخل القومي واعتبارها عنصر ثانوي لا يستحق الاهتمام .