أنت الذي أهنتنا!!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الأحد 10 إبريل-نيسان 2011 04:10 م

ـعجيب أمر رئيس اليمن المهزوز عقلاً وحكمةً ودولة .. عجيب أمره حينما يخرج علينا فيتفوه بما لا يليق ولا يصح حتى أن المستمع الذي يدعي ولاءً له لا يقتنع بحرف واحد مما يقول

قال : إنه يستمد شرعيته من الشعب .. والشعب في مفهومه هو تلك الآلاف التي تتجمع له سويعات من يوم الجمعة ونسي أن الشعب هو الملايين التي تتجمع في اعتصامات على طول 15 محافظة .. هذا هو الشعب الحقيقي الذي ينزع يده من يدك ولا يمنحك شرعية حكمه بعد اليوم .. وقال : إن دولة قطر أهانتنا حينما أرادت مشكورةً أن تخلص شعب اليمن المسكين من حاكمه الطاغية وتجعله يخرج بماء الوجه دون محاكمة ولا مسألة , ونقول له: قطر لم تهنا أنت الذي أهنتنا وجرحت كبريائنا !.

-أهنتنا يوم أظهرت شجاعة غير معهودة فيك وطلبت قمة عربية لنصرة غزة المحاصرة ثمّ تخلفت عنها استجابة لأسيادك .. لقد أهنتنا يومها أيما إهانة .. فإن كنت حقاً تملك إرادة كما تقول فمن أخذها منك وأملى عليك عدم الذهاب .. يومها تمنينا أن يبدلنا الله خيرا منك لترتفع هاماتنا بدونك عزا وفخرا

-أهنتنا يوم أحلت على التقاعد كوادر الوطن وخيرة أبناءه وذهبت تضع أبناءك وأقاربك وزبانيتك في أماكن مرموقة وحساسة في بناء الدولة وهم أساساً لا يصلحون بوابين في مبناها.

-أهنتنا يوم نسيت الملايين في 15 محافظة وجعلتهم لا شيء أمام الآلاف التي احتشدت بثمن مدفوع لتردده على مسامعك ما يرضي غرورك ويعزز جبروتك

-أهنتنا ما زلت تهيننا كل يوم بالكذب والخداع والدجل والتضليل, ألم تقل يوماً : إن عام 2007 و 2008م سيشهد نهاية الفقر والبطالة في اليمن .. ألم تعدنا بحياة رغيدة سوية وكهرباء نووية وأمن وأمان .. ثم ذهبت تجرعنا شتى ألوان القهر والغلاء .. وتزرع فينا الفرقة والشتات

-أهنتنا حينما أقنعتنا أنك زاهد في السلطة ولا تريدها وأنها مغرم وليست مغنم ثم سفكت دمنا من أجلها ونحن عزل مسالمون .. لم تفرق بين طفل ورجل .. وبين مسلح وأعزل .. كم سيكفيك من لحمنا طعاما .. ومن دمائنا شرابا .. حتى تكف يدك عنا وترحل من وطننا ..

-أهنتنا يوم فتحت سماء بلادنا لطائرات أمريكة قتلت أطفالنا وأهلكت رجالنا ثمّ تدعي أنك تملك إرادة .. تتناقض في كلامك عشرات المرات .. تتخبط .. ترتجل .. تهذي .. لقد جن رئيس اليمن أبو إرادة من عجين وقطن

-أهنتنا يوم طلبت من قطر احترام مشاعر الآلاف من المطبلين لك ولم تراعي مشاعر الملايين التي تصرخ كل يوم وليلة ارحل .. والغريب أن المبادرة تحقق مطالبك في تسليم السلطة سلميا وتمنع محاكمتك !!

-أهنتنا والملايين منا تعيش ذليلة في الغربة يرزحون تحت رحمة الكفالات ومزاج الكفيل ولا يجدون فيك إنصافاً وإعزازاً لهم .. رحم الله الإمام فقد أعزنا وجعلنا متساوين معهم في أوطانهم ..

-أهنتنا حين أقنعتنا أننا دولة فقيرة في الوقت الذي يؤكد الخبراء أن لدينا خيرات وثروات قادرة على أن تعيشنا بكرامة وعزة وفي خير وأمان .. ولكنها ثروات ذهبت إلى غير مستحقيها .. ذهبت للأبناء والبطانة الفاسدة فأصابت خزائنهم التخمة من سبائك الذهب وورق البنكنوت .. ولو انفق احدهم جزءا منها لكفت البلاد وأغنت العباد .. فمن ذا الذي أهاننا بالله عليك .. اخجل قليلا وارحل إلى مأواك أو مثواك

-أهنتنا يوم استبدلت دولة النظام والقانون بدولة الفوضى والفساد ويوم أرسلت حيواناتك البشرية تنهش في لحم الوطن نهبا من أرضها وسطوا على ثرواتها وإقصاء لخيرة رجالها ناهيك عن القتل والتنكيل

-أهنتنا يوم جعلت اليمن مفلسة من الرجال الشرفاء الأمينة الذين لا ترى فيهم أهلية لحكم البلاد .. لسبب بسيط وهو أن الأمن و الأمانة في مفهومك تعني الفساد والنهب والظلم ومن هذا الباب فلك حق أن لا تراهم مؤهلين لحكم البلاد .. فلا أحد غيرك وسحرتك يملك هذه الصفات العصرية للأمن والأمانة

-أهنتنا حينما غرست أسباب الكراهية والفرقة فيما بيننا .. شتت الوطن ودمرته ورعيت أطراف النزاع فيه .. ثارات .. تقطعات .. حراك .. حوثية .. قاعدة .. شمال .. جنوب .. وما خفي عنا كان أعظم ..

-أهنتنا ولم يهنا سواك .. فمساوئك عديدة وأعمالك غير رشيدة وأقوالك ليست سديدة .. فارحل عنا إلى حيث لا يصل إلينا ذكرك وتنعم أعيننا بعدم رؤيتك .. كفانا إهانات فارحل سريعا بلا وداع ولا مجاملات