عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
استطاعت الثورة التونسية التي أشعلها البائع المتجول البوعزعزي إن تحقق الكثير من أهدافها, وأهم هدف هو سقوط الديكتاتور زين العابدين بن علي ونظامه وخلال فترة لم تتعدى الشهر الواحد وسقط فيها اقل من مائة قتيل منذُ انطلاقها، وفي مصر أكبر دولة عربية من حيث التعداد السكاني وخلال أيام استطاع الشعب المصري ورغم كل المعوقات وقوات الأمن المركزي والبلاطجة والتعتيم الإعلامي أستطاع تحقيق الكثير من أهدافه ،هذه الثورات حصلت على دعم إعلامي عربي ودولي كبير وواسع وهو ما ساعد في إنجاحها أضف إلى ذلك إن ثورة تونس ومصر ثورات شعبيه لا توجد لها قيادة موحدة ولم تستعين بالطغاة أو بعض منهم بل اعتمدت على الشعب وخصوصا فئة الشباب " الجيل الجديد" وهو ما زادها قوة وزخم وأصبح الشباب يقودون أحزاب المعارضة وليس العكس وبالتالي حققت نجاح أحترمه الجميع بل أصبح ما حصل في تونس ومصر نموذج تتمنى الكثير من الشعوب تطبيقه.
الحراك الجنوبي كان سباقاً وخرج بمسيرات في معظم المحافظات الجنوبية منذُ ما يزيد عن أربع سنوات لكن لم يحصل على اهتمام عربي ودولي سوء إعلاميا أو سياسيا ومن وجهة نظري أن هناك أسباب رئيسية سأحاول ذكرها في هذا المقال وأتمنى من قيادات الحراك وأنصاره أخذها بعين الاعتبار.
الحراك الجنوبي انطلق منذً ما يزيد عن أربع سنوات في البداية كانت هبة شعبيه قوية جداً تعاطف معها الإعلام العربي والعالمي والكثير من السياسيين والحقوقيين في الداخل والخارج واستمرت بهذه الوتيرة فترة من الزمن لكن سرعان ما بداء البعض يريد إن يحقق مكاسب شخصية أو فئوية أو حزبيه أو مناطقية على حساب ثورة أبناء الجنوب وكان نتيجة ذلك ظهور قيادات غير مؤهله وغير كفوه لقيادة الحراك الجنوبي إلى بر الأمان بل ساعدت هذه القيادات في نشوب خلافات كبيرة فيما بينها وبداء التركيز على أهداف ثانوية وخلق صراعات وهمية من شأنها إضعاف الحراك الجنوبي وهو ما أوجد حالة من التخبط بين صفوف الحراك قيادات وجماهير حيث أصبحت جماهير الحراك وإعلامه تصنع قيادات وترفعها عالياً وبعد فترة من الزمن تتفاجأ الجماهير بأن هذه القيادات هي قيادات من ورق أو تريد تحقق مصالح وأهداف شخصية معينه وهو ما ساعد في خلق حالة من الارتباك في صفوف الحراك الجنوبي والمتابعين لمسيرته.
وتعدد القيادات وهيئات ومكونات الحراك كان له دور سلبي جداً في مسيرة الحراك الجنوبي مع أن جميع المكونات كان هدفها الاستراتيجي واحد وهو "فك الارتباط" لكن لا توجد لهم خطط أو تكتيك قصير ألأمد للوصول إلى الهدف الاستراتيجي وكما نعلم انه في علم الإدارة عند الرغبة في الوصول إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي لابد من عمل خطط قصيرة ومتوسطة الأمد تساهم في الوصول إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي ، لكن لم نرى أيا من مكونات الحراك الحالية تمتلك خطط تستطيع إن تحقق بها هدفها الاستراتيجي، وهو ما أوجد حالة من الإرباك وعدم وضوح الأهداف للغير بما فيهم المتابعين للشأن اليمني وخصوصا الإعلام العربي والعالمي فلم يعد يعلم ماذا يريد الحراك الجنوبي ومن يمثله ومن هو ناطقه الرسمي وما هو الموقع الالكتروني الرسمي للحراك الجنوبي ومثال على ذلك ما أقدم عليه احد قيادات الحراك البارزين عند انضمامه إلى الحراك الجنوبي برفع علم أمريكا وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة وصور علي سالم البيض عالياً واليوم يقوم بحرقها كلها أمام الملأ وهذا نموذج لقيادات الحراك الحالية التي كان يعول عليها الكثير من أنصار الحراك والتي كانت محل متابعة لمختلف الأطراف العربية والدولية.
أضف إلى ذلك إن إعلام الحراك الجنوبي دوره ضعيف جداً في نقل ما يدور على الساحة وأصبح الإعلام الجنوبي يخاطب نفسه وأنصاره فقط ولم يستطيع الوصول إلى الغير وهذه أكبر معضلة واجهت الحراك الجنوبي وأعتقد إن إعلام الحراك الجنوبي ما هو إلا صورة طبق الأصل من قيادات الحراك، وبما إن القيادة ضعيفة وتهتم بخلافاتها الداخلية كذلك هو أعلام الحراك الجنوبي أصبح يهتم بخلافات الحراك ويخاطب نفسه فقط ولم يستطيع إن يوصل الرسالة إلى الآخرين كذلك هو حال المواقع والمنتديات الالكترونية التابعة للحراك حيث انطوت على نفسها وضلت تخاطب نفسها وكانت حريصة على عدم تقبل الرأي الآخر وضل أنصار الحراك يدخلون هذه المنتديات ونسوا المواقع الاجتماعية والمنتديات العربية ذات الشهرة الواسعة والتي لها مردود كبير في إشهار قضيتهم.
أمر آخر ومهم إن القيادات التي حاولت تظهر نفسها هي قيادات كان لها دور كبير في الظلم والضيم الذي لحق بالجنوبيين منذُ ما بعد خروج الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن أي إنها قيادات مجربة ولا خير فيها كونها سبب رئيسي فيما وصل إليه حال الجنوب اليوم والكثير من الجنوبيين لا يثق بها وأصبح الانقسام بين أنصار الحراك اليوم بين مؤيد لظهور هذه القيادات وان يكون لها دور وبين معارض لذلك.
وأيضاً تشدد بعض مكونات الحراك وحشر نفسها في زاوية ضيقه لا تقبل بالحور مع باقي مكونات الحراك الجنوبي و مكونات المعارضة داخل اليمن وكأنها بمعزل عن المتغيرات الداخلية والخارجية وتطالب بمشاريع لا يمكن قبولها داخلياً وخارجياً في الوقت الحالي ومع ذلك لا يوجد لها رؤية أو إستراتجية واضحة لقيادة الحراك الجنوبي وفق خطط معقولة ومقبولة من قبل الأطراف المعنية.
كل ما ذكرته سابقاً من أزمة قيادة يعاني منها الحراك الجنوبي عدم وضوح بالأهداف القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى وكذلك ضعف إعلام الحراك الجنوبي وعدم قدرته على إيصال رسالته إلى العالم عدم وجود مفكرين وسياسيين عباقرة يستطيعون صنع الخطط وتوجيه مسيرة الحراك إلى بر الأمان ، مع وجود أزمة ثقة بين القيادات التاريخية وبعض القيادات الشابة وعدم التعاون مع باقي المعارضين في الداخل وصنع أعداء وهمين داخل الحراك والتشدد والانغلاق الذي تبديه بعض المكونات كل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في عدم الاهتمام بما يحصل في جنوب اليمن.
قد يقول البعض إن السلطة تعمل على اختراق الحراك الجنوبي وحجب الحقائق عن وسائل الإعلام في الجنوب وتعمل على قمع المسيرات والتحركات كل هذه الأمور نعرفها جيداً ومن حق السلطة والنظام القيام بذلك كونهم يريدون البقاء لأكثر فترة زمنية ممكنه لكن قيادات الحراك ماذا فعلت لمواجهة كل ذلك؟.
اعتقد أن كل ما ذكرناه سابقاً هي الأسباب الرئيسية لعدم تناول الإعلام العربي والعالمي لفعاليات وأنشطة الحراك الجنوبي؛ لأنه وباختصار "من لم يحترم نفسه لا يحترمه الغير" فهل تحترم قيادات الحراك نفسها حتى يحترمها الغير؟
فعلى الشباب الأخذ بزمام المبادرة بعيداً عن التكتلات الحزبية والهيئات والمسميات والخلافات والصراعات الداخلية؛ فالشباب هم عماد الثورات ووقودها, وهم من يصنع التغيير.