صحيفة أميركية تقول أن حماس وافق لأول مرة على مطلبين لإسرائيل جولة ساخنة في أبطال أوروبا.. برشلونة يقترب من التأهل وسقوط جديد لمان سيتي أردوغان ينجح في التوسط والوصول لاتفاق تاريخي بين دولتين الأول بالتاريخ... فوز ترمب يساعد ماسك على تحقيق ثروة تتخطى 400 مليار دولار دعوات دولية لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تصاعد الأزمة قرار بغالبية ساحقة.. الجمعية العامة تدعو لوقف فوري للنار بغزة بوتين يعلن إطلاق تحالف دولي في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دول مجموعة بريكس إسرائيل تضرب مواقع عسكرية سورية في اللاذقية وطرطوس لليوم الرابع على التوالي من مرسى نيوم إلى حديقة الملك سلمان... مناطق مشجعين خيالية إردوغان يعلن عن اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات
مثّلت زيارة المنسق الأممي للشؤون الإنسانية "وليام ديفيد" برفقة قيادات حوثية إلى مديرية العبدية بعد دخول مليشيات الحوثي الانقلابية' بعد تجويع ومحاصرة أبناء المديرية لمدة شهر أمراً صادماً لجميع ابناء اليمن، لاسيما أنها جاءت متزامنة مع قصف مليشيات الحوثي الاجرامية بالصواريخ الباليستية ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة على القرى الآهلة بالسكان دون أي مراعاة أو أخلاق للقيم الأخلاقية والإنسانية.
خلال اليومين الماضيين، أرسلت مليشيات الارهاب الحوثية عشرات المقذوفات على قرية "الجرشة"، والذي نتج عنها تدمير أربعة منازل ومسجد، وقتلت الأطفال والنساء والمدنيين، وقصفت منزل الشيخ عبداللطيف القبلي بالصواريخ الباليستية الذي يتواجد فيه النساء والأطفال والمدنيين ليرتفع عدد الشهداء بحسب آخر إحصائية إلى 13 شهيد والعدد مرشح للارتفاع، وهجرت قسرياً بحسب السلطة المحلية عشرة آلاف أسرة خلال الايام الماضية.
لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً في الوقت الذي كانت تحاصر فيه مديرية العبدية وتمارس ضدها أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات، وتجاهل جميع الدعوات والنداءات، توفي ثلاثة من المرضى بسبب عدم تمكن أقاربهم من توفير الدواء لهم ونقلهم إلى اقرب مستشفى في المديريات المجاورة بسبب الحصار، قتل اربعة من الشباب بالألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على أطراف المديرية والتي تقدر بأربعة آلاف لغم، نفذت المواد الغذائية والعلاجات والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال، توقفت المدارس والتعليم والكهرباء وتوقفت الحياة، سوى صواريخ ومقذوفات الحوثي التي تتساقط ليل نهار على المدنيين في المديرية.
لم تتوقف المآسي والمعاناة، بعد انسحاب المقاتلين لأسباب لوجستية، واستطاعت المليشيات الحوثية السيطرة على المديرية، ارتكبت الجرائم والانتهاكات على أوسع نطاق، مارست مليشيات الحوثية أعمال القتل والاختطاف والاختفاء القسري بصورة انتقامية، داهمت المنازل اقتحمت المحال التجارية، نهبت الأموال والممتلكات، أمعنت المليشيات في جميع أنواع الجرائم، ووصل الأمر إلى ترهيب النساء والتحقيق مع الأطفال في وحشية مفرطة لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلاً. بعد كل هذه الجرائم، وبدلاً من أن يتوارى المسؤول الأممي "ديفيد" بسبب الخذلان والصمت المخزي الذي صاحب كل تلك الانتهاكات، ذهب ديفيد ليلتقط الصور التذكارية إلى المديرية التي لم تجف من الدماء، وصل ديفيد إلى البقعة المباركة التي صمدت في وجه السلالة الكهنوتية بترسانتهم العسكرية لشهر كامل، وصل ديفيد مع القيادات الحوثية المتورطة في سفك دماء الأطفال والنساء والأبرياء، وصل المسؤول الأممي وهو يقهقه ليؤكد دعمه ويمنح جماعة القتل الإرهابية صكاً مفتوحاً بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد أبناء اليمن الأحرار. زيارة المسؤول الأممي في هذا التوقيت
زيارة غير برئية، بل تأكيداً للمؤكد بتورط المنظمات الدولية وشراكتها في المعاناة الانسانية ودعم انشطة وفعاليات الحوثيين، واستمرار الحرب في اليمن، ولم تكن الزيارة سوى وضع مساحيق التجميل وتحسين للصورة المشوهة لمليشيات إجرامية ارهابية نكلت بالشعب اليمني قتلاً وتخويفاً ونهباً وقمعاً، وتعد إشارة واضحة على إقامة شراكات وعلاقات مشبوهة والتلاعب بالمساعدات الممنوحة للشعب اليمني والعبث بها.
تعمل المنظمات الدولية العاملة في صنعاء كأمين صندوق لجماعة الحوثي، وهو ما أثبتته العديد من الكثير من الوقائع، مثل دعم طباعة المنهج المدرسي المحرف والذي تم تغييره والعبث به بما يخدم معتقدات وافكار الجماعة التي تدعو للتطرف والتحريض وتمزيق المجتمع، بالرغم من التحذيرات والمناشدات المجتمعية لهذه المنظمات، ويتذكر أبناء اليمن جيداً تلك الأنشطة الثقافية السلالية التابعة لجماعة الحوثي ضمن سلسلة أنشطتها الطائفية والتي وثقتها الكاميرات وهي تحمل شعارات منظمات أممية وأوروبية. ماتزال سيارات الإسعاف التي منحتها المنظمات الأممية لجماعة الحوثي تترد حتى اليوم على جبهات القتال، وسيارات نزع الألغام التي استلمتها الجماعة وهي الطرف الوحيد والحصري في زراعة الألغام تقوم بدور كبير في نقل مسلحي الحوثي لزراعة الألغام في مختلف مناطق اليمن، تحاول المنظمات التابعة للأمم المتحدة لعب دور المحايد والحريص على الشعب اليمني، لكن افعالها على الأرض تثبت كل يوم انحيازها الكلي لجماعة تمارس صنوف الإرهاب ضد اليمنيين. مثل هذه المواقف الفاضحة تدعونا كمنظمات مجتمع مدني وناشطين وحقوقيين وإعلاميين ومؤسسات مهتمة، التحرك الجاد لمحاسبة هذه المواقف الداعمة للحوثيين
، وفرض مبدأ الشفافية والمحاسبة والمراجعة دقيقة للأموال والمصروفات، كما نتمنى من الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً اتخاذ مواقف أكثر حزماً أمام هذه الممارسات، والضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها التوقف عن التراخي والتعاطف المتناهي مع مليشيات الحوثي الإرهابية. *مدير مكتب حقوق الانسان بأمانة العاصمة*