ما لا يعرفه الجيل الجديد ..هل ستتم محاكمة هؤلاء
بقلم/ عبدالله صالح سرور
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 23 مارس - آذار 2012 02:07 م

الانتفاضة الحمراء 17نوفمبر أنموذجا..

قبل 38 عام شهدت مدن حضرموت وشبوة واحور والغيضه وحوف وغيرها أسوء أيامها وهي التي عاشت أياماً منذ الأزل ساهمت في صنع التاريخ ، إلى أن جاء ذلك اليوم المشئوم الذي صنعت أفكاره شله من الحاقدين ينا صرهم قله من المتطرفين جمعهم مفهوم الطبقية والنقل الآلي للشعارات اللاواقعية التي لطخت شوارع شبام والقطن وعتق وحبان وارض العوالق وباكازم والمهرة وغيرها

تحديدا مثل (الانتفاضة عنف منظم) ،( صراع طبقي أقوى صراع).

هكذا كتبوا بالطلاء الأحمر وداهم أولئك بغوغائية القرى والمدن وبالفؤوس والبنادق ليلا واقتادوا الرجال وصيحات (( النصر ))البذيئة يطلقونها(( لا إقطاعي بعد اليوم )). (( لا كهنوت بعد اليوم))

الم نقل إنهم متطرفون ، متعصبون يجهلون ما يقولون ... كانت هذه العمليات من اعتقالات وتدمير منازل واختطاف علماء الدين ورجالات القبائل والشباب المتنور من مختلف فئات المجتمع بدأت من نهاية عامي 71و 72 ، وحتى عام 73 ، بطرق إرهابيه وتنكيل لم تطبقه حتى الصين الشيوعية على إقطاعييها ولم تنفذ إلا بعضا منه الثورة البلشفية الروسية ولم يقم حتى اليهود بهذا ..

أما في حضرموت فكانت أسوء الأمور ، إذ تعدت الجماعات والمليشيات الفلاحية بأوامر من الزعامات المحلية لتنظيم الجبهة القومية _ الجناح اليساري ، المؤمن بالاشتراكية العلمية ، تعدت وتجاوزت كل القيم الإنسانية وتحدوا الأصوات المعتدلة التي رفضت القيام بمثل هذه الأفعال .

إن ما ذكرناه ربما شهدته مناطق الجنوب في ذلك الحين .. كشبوة وأبين وعدن ، إلا أن ما وقع في حضرموت فاق ما يتوقعه الإنسان ضد أخيه الإنسان ، إذ كانت حضرموت مسرحا للإعمال الإرهابية .. مما يثير سؤالا لماذا حضرموت بالذات ؟؟؟ الذي لم يجد إجابة شامله حتى الآن ، وكذلك لماذا جعل أولئك من مدينة شبام مثالا سيئا لعقدهم ومعتقداتهم ؟ مع العلم أنهم _ أي المخططون والمنفذون البرابرة _ ليسوا من أبناء المدينة ، بل من المناطق المجاورة شرقا وغربا .

إن ما حصل هو الإرهاب بعينه و (( العنف المنظم )) الذي لم تصدر به قوانين (( كقانون التأميم )) بل شيئا اسمه(الانتفاضة الحمراء) كيف بدأت , ومن المستهدف , ومن قادها, وأين نفذت وطرق وأساليب تنفيذها ؟؟؟

أضحت علامة سوداء لم تمح ، ووصمة عار ولعنه تلاحق مؤيديها ومنفذيها خصوصا المشهد الدموي ، وهو الفصل البشع لهذه (( الانتفاضة )) الذي نفذ بمدينة شبام حيث سحل ستة رجال من ابرز وجهاء مركز شبام ، فبعد أن قضى بعضهم أشهرا ومنهم أكثر من العام في سجون ، غير إنسانية وتنقلوا بين شبام والحوطه وسيئون والقطن ومورست أبشع أنواع التعذيب ضدهم دون محاكمات ،اخرجوا من السجون وأمام منزل كل واحد منهم تجمعت عناصر المليشيا والقوات الشعبية وانهالوا عليهم ضربا ، ثم ربط كل واحد منهم بسيارة من الخلف وسحبوا على الطرقات المرصوفة بالحجارة حتى خلعت ثيابهم بعد أن تقطعت نتيجة هذا السحل ، وبدأت الأشلاء تتقطع والدماء تسيل ، وأمام هذا المشهد المروع كان يردد الفاعلون (( أهازيج الانتفاضة الثورية في سحق العملاء الرجعيين حسب زعمهم الحاقد))).

ستة رجال انتهكت كرامتهم وسحلوا على الطرقات وهم :، بن سند ، العيدروس ، بن طالب و بن عبدات .و. بن سعيد والحامد ماذا فعلوا ؟؟ حتى يسحلوا ثم ترمى جثثهم وسط لهيب مسيال شبام الرملي ،بعدها تبدأ الخطب ويزعق المنتفضون بشعار يرددونه (( يوم السابع عشر من نوفمبر سحلت قواتنا كل إقطاعي ))

انه مشهد مريع ، لقد خطب هؤلاء على الجثث التي وصلت ناقصة من طريقة الموت البشعة ((( السحـل)))، بعدها رفعت الجثث ونقلت إلى مقبرة شبام وحفرت حفرة واحده للستة .

كما وقع التنكيل على رجالات من مركز شبام سجنوا وعذبوا وأطلق سراحهم بعد زمن ومنهم بعض من آل عبد العزيز وبعض من آل سعيد ومن آل عبدات ومن آل طالب والعديد من أبناء المنطقة ، وفي القطن كانت تقطع الرؤوس في (( بئر طريفة))((وعذب الرجال مثلما حصل للفـضـلي في بـاشـداد و الــعوبـثانـي وربــيـع بـن عــيـشان والـحكم عـلـي بـن صالح وغيرهم ))، ومصير كثيرين إلى اليوم مجهولا ومنهم بـاسواد ورجالات باكازم أبين الذين قتلوا ونتهبوا أموالهم وستقاوا مواشيهم وتشريد الحاج المرحوم عوض سرور وحسين عشال إلى السعودية وقتل علي باصم وقتل الخطيب في حوف والتنكيل بال حفيظ في المهرة

وفي تريم ما حصل للعلماء وأبرزهم بــن حـفـيظ والـشاطـري وغيرهم الكثير لن نذكرهم لأسباب يعرفها الرفاق الحراكيون نهيك عن الاف المفقودين ومايقارب ثلث سكان الجنوب في المنفى والمهجر ...

فـمـن الـــمــسـئـول عـمــا جـــرى؟؟ولـماذا جـرى كل هـذا ؟؟

ومن أعطى الأوامر وأين هـؤلاء الــقيـــادات الــيوم ؟؟وهل هـم مـا زالـوا يــؤمـنون!!

(( بـديمقراطية العنف!! )) أو أنهم غيروا رداءهم الأحمر ويزعمون الديمقراطية اليوم ... ..... ....

إنهم موجودين اليوم وليسوا بغائبين بن دغر ومقبل وطبق وبرك ناصر وجاعم ناصر والسييلي وعلي البيض وصالع عبيد و..... وغيرهم

اليوم وبعد ثمان وثلاثين سنة تعود تلك الوجوه بشعارات مقززة ومناطقية وفي ضنهم أن ما فعلوه قد انتسى يخسئون وتخسي أمنياتهم الحاقدة والتاريخ لن يعيد نفسه مرة أخرى

فالأحداث لا ينساها التاريخ فما بالك بذلك الحدث الرهيب الذي سيبقى وصمت عار في جبين كل ماركسي من اليمن الجنوبي وأولهم البيض و..و.. أنهم لايستحوون ... ويعيدون اليوم صبغت رداءهم الأحمر بمسوح الصفويين الشيعة أصحاب الدسائس .. إننا نعرفهم ويجهلهم شبابنا في الجنوب .. إن هولاء الديناصورات التي لم تنقرض بعد لأتعرف للقيم أي معنى غير مصالحهم ونزواتهم التي يستحي عاقل من الخوض فيها وإلا لفتحت ملفات سوداء يندى منها جبين التاريخ ولتوارت صفحاته خجلا من أفعال من نصبوا أنفسهم أوصياء على الجنوب المطحون طيلة أربعون عاما والعجيب أنهم يعودون ليتحدثوا باسمنا وكأنهم قدرا لله في الأرض ويسوقون مشاريع فيها من المغالطات والمتناقضات مايضحك ويبكي فهم يتبرؤون من جرمهم السابق وينكرونه دونما كياسة ويرفعون لنا نفس العلم (ابونجمة حمراء) الذي سحق كل إقطاعي وكهنوتي ورجعي حسب زعمهم ويمارسون اليوم أبشع صور الانتهازية حتى على شركاءهم (اللقاء المشترك) إن العقلاء والأحرار والشرفاء يرفضون وصاية هولاء فالقضية الجنوبية ليست البيض ولا العطاس ولاباعوم ! وان كانوا صادقين مع أنفسهم ومع ضحاياهم ( ولو مره واحدة )لاعتذروا اعتذارا تاريخيا مكتوبا بدل إقامة مهرجانات الزيف وأنفسهم مليئة بالحقد على أبناء الجنوب أو بعض محافظاته ويدعون من خلال مهرجانات التصالح والتصادم إلى الكراهية المناطقية ..من المسئول عن ضحايا الصراعات الرعناء لهولاء المعربدين طيلة أربعون عاما

أتحداهم إن ينكروا أنهم يوما لم ينتهكوا عرضا ،أتحداهم إن ينكروا أنهم يوما لم يغتصبوا مالا ،أتحداهم إن ينكروا أنهم يوما لم يقتلوا نفسا ..أتحداهم إن ينكروا أنهم يوما لم يقتلوا العقل ...أتحداهم إن ينكروا أنهم يوما لم يحاربوا المساجد ،أتحداهم إن ينكروا أنهم يوما صنعوا أحقادا لم ولن تزول وهم على قيد الحياة وتحت قيادتهم . حرمونا من أرضية للسكن 20*20 لم يكن احدنا يمتلك بقا لتين أو مزرعة حرمونا نسيم الحرية وعشنا تحت تحت تحت حتى تنكرت لنا أدميتنا وكانت عيوننا زائغة وقلوبنا واجفة نعيش مع الرعب كل ليلة ..فهل ستتم محاكمة هولا إنصافا للضحايا والتاريخ .. أم أنهم سيظلون ورقة ضغط على أبناء الجنوب كلما تململوا من الواقع المحبط