مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية يناقش ذاكرة الإعلام الوطني وزير المالية السوري يزف البشرى للشعب السوري بخصوص موعد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400% عاجل السعودية تكلف وفدا بالنزول الميداني في دمشق لتقييم الاحتياجات السورية براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟ وزير الخارجية السوري يحط رحاله في ثاني عاصمة خليجية وينشر بشائر المستقبل إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات تقرير بريطاني: إيران زودت الحوثيين بالأسلحة بعد انهيار وكلائها لمواصلة حربها لسنوات ولديهم ورش لتجميع الطائرات المسيرة بخبرات إيرانية تحذير أممي بخصوص تدهور الأمن الغذائي في اليمن متفجرات تخرج أحد مصانع الحديد والصلب بحضرموت عن الخدمة جرائم القتل اليومية تنتعش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .. مقتل مواطن وإصابة أخرين بينهم إمرأة
لحظات رهيبة، نعيشها كل يوم، إذ نعرف أننا مجبرون على مشاهدة أفظع ما يمكن أن يعمله إنسان.
مذاق الدم يترجم إحساسنا بالخوف مما يحدث على أرض سوريا، وقناة الجزيرة أكبر من كونها قناة، ونشراتها القادمة ستحمل لنا الأسوأ الذي لا نريد أن نتخيله ، لولا أن وراء ذلك فجر جديد، لا زئير فيه للأسود التي تقتات على لحوم أبنائها.
ألم يسمع أحدكم " محمود درويش " يصرخ في وجوههم :( أيها المارون بين الكلمات العابرة إحملوا أسماءكم وانصرفوا )
، ثمة مشهد هائل حملته تلك القصيدة، لن يستوعب ضخامته من يتعمد القفز بين السطور محاولا الإفلات من عذاب الضمير،
لأن من يقرأون الفنجان بين يدي " بشار" لن يدركوا مغزى قول "درويش" وهو يخاطبهم بأوصافهم:
( اسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء ).
صدق "درويش" وكذب "بشار الأسد" الذي ينبغي له أن يعرف أنه لن يعرف أن حجرا من أرض الشام، سيبنى سقف السماء.
ولعلي أكون قد استطردت محاولا الكشف عن روعة الكلمات حينما تسكن الحرية قلوب قائليها، ليدرك من لا يزال يهتف باسم "بشار" انتصارا لقضية خاسرة، أن الله يقذف بالحق على لسان عبادة، ليقيم الحجة عليهم، وما الإنسان إلا محصلة أقواله وأفعاله، وعلى هذا مدار الإيمان.
ولا يفت في عضد الأحرار شيءٌ مثل الذي يصنعه الحمقى بعقولهم، ولن يكون التغابي إلا مقدمة للبلاهة ولن تكون البلاهة إلا الإصرار على إزاحة العقل عن النظر فوق خارطة سوريا بعين الإنصاف في محاولة لاستعمال منطق الضمير الإنساني بوصفه أحد فروع الفلسفة التي هي أهم مرتكزات العقل السليم.
لكن وراء "كلماتي العابرة" لحظات شؤم، تقتضيها طبيعة الحال لدى كل من يجتزأ من أقوال الفقهاء ما يستدل به على طهارة ثوب أحد القتلة في مدينة "حمص"، ولقد قيل قديما، أنه ( إذا أراد الله بقوم فتنة سلب أهل العقول عقولهم ).
ولعل الأخطر من كل ما ذكرته أن من يؤيدون النظام السوري، أسرى لمعادلة فيزيائية خاطئة، اقتضتها طبيعة الزمان ونوعية المكان، فكان الحق بعيداً عن تلك المعادلة، لأن الحق لا يقترن إلا بالحق، والنتيجة متعذرة الحدوث في قضية منطقية يشترك فيها الحق مع الباطل، كما هو حاصل الآن مع من يهتف بين يدي "بشار" استكثارا في القتل والدماء.
فمن أمثال تلك المعادلة الخاطئة لدى البعض أن النتيجة الحتمية لمن يحملون صفة التشيع وحب آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مضافاً إلى ذلك الارتهان لمواقف سياسية لدى حزب الله أو إيران، تساوي موالاة النظام السوري، وما علموا أن وراء هذا النوع من التفكير "خبط عشواء" و السير في مهلكة، وخير لنا جميعا أن نأخذ من التقوى ما يكفى لنحكم بالحق ولو على أنفسنا، وقد أمرنا الله عز وجل بذلك، ولن يكون تأييد " بشار " إلا تأييدا " للشبيحة " على القتل، والتدمير، ومن كان هذا حاله، فقد "هدم الكعبة حجرا حجرا ".