اللواء الأحمر قائد شجاع يعترف بأخطائه ومستعد للمحاكمة
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و شهر
الجمعة 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 08:13 ص

ألقى اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والجيش الوطني المؤيد للثورة خطابا بمناسبة عيد الأضحى المبارك وجه فيه التحية لأبناء الشعب اليمني عامة وأبناء القوات المسلحة والجيش المؤيد للثورة وشباب الثورة المرابطون في ساحات الحرية والتغيير بصفة خاصة. 

وقد تناول كلمته الهامة بعض الكتاب والمحللين والمهتمين بالشأن السياسي اليمني بقراءات وتحليلات وتعليقات مختلفة ذهبت بين الإشادة والنقد والشتم والتخوين ولم أنوي الكتابة حول خطاب اللواء الأحمر فالخطاب واضح وشامل لولا أن وجدت بعض المتصيدين في الماء العكر قد حولوا من هذا الخطاب إلى مهرجان للخيال وذهبوا به بعيدا عن مقاصده وأهدافه فقررت أن أدلو بوجهة نظري والتي أرى أنها صحيحة ومقتنع بها وأدعو من خالفني الرأي إلى نقاش هادئ بعيدا عن الاتهامات والشتائم.

وكعادته جدد اللواء الأحمر في خطابه على التأكيد مكايد صالح وعائلته ومناوراتهم منذ اندلاع الثورة الشعبية السلمية واستخدامهم القوة المفرطة والخطف والتنكيل والترويع والقتل والعقاب الجماعي بافتعال الأزمات والتضليل الإعلامي المشجع على العنف والكراهية.

وأكد اللواء الأحمر أن صالح متورط بجريمة مذبحة جمعة الكرامة تخطيطا وتنفيذا ومن وجهة نظري فما قاله اللواء الأحمر يقوله معظم أبناء الشعب اليمني فتلك الجريمة الشنعاء والتي أسفر عنها استشهاد أكثر من 50 شهيدا وأكثر من 600 جريح ودفعت أصحاب الضمائر الحية للتخلي عن نظام صالح فسقط أخلاقيا ومعنويا وانتهى سياسيا وقد شكل لجنة للتحقيق كعادته في قتل أي قضية بمعنى أن لجنة التحقيق ليست شفافة ولا محايدة وستقتل الحقيقة إلى الأبد وقد كان.

إحساس بمعاناة أبناء تعز

وتطرق اللواء الأحمر من واقع إدراكه لما يجري في اليمن وإحساس العميق بمعاناة الناس تطرق لما يجري في تعز من جرائم يترفع عنها صهاينة تل أبيب فتعز هي مدينة الثقافة والفكر والأكثر استهدافا من قبل قوات صالح وبلاطجته مما ينبئ عن حقدهم الدفين على هذا المدينة التي أنجبت وأخرجت صفوة أبناء اليمن من النخبة الفاعلة في البلد ناهيك عن أن هذه المدينة التي أكرمته طيلة حكمه هاهو يرد لها الجميل بالقذائف والصورايخ والطائرات وبالقتل والتمثيل الوحشي لأبنائها خصوصا في هذه الأيام المباركة دون مراعاة لحرمة أيام العيد المبارك وهذا من وجهة نظري دليل على انحطاط هذه عصابة عائلة صالح في تعز من أمثال العوبلي وقيران المطلوب للعدالة والذي سيحاكمون يوما وسيكون مصيرهم أبشع من مصير القذافي والأيام بيننا...

كما تطرق اللواء الأحمر لمعاناة سكان أرحب الصامدة ونهم المجاهدة وغيرها من مناطق اليمن الذي تصب فيها عصابات ومليشيات صالح حقدها الأسود الدفين ..

صالح يراهن على العنف

يرى اللواء علي محسن الأحمر أن صالح يراهن على كتائبه المسلحة لا على القبول الشعبي وهي حقيقة فلا يوجد لهذا الرجل القاتل الدموي والموغل في الإجرام والعنف أدنى قبول شعبي وإن أوهمه المحيطون به بذلك واللواء علي محسن الأحمر عندما يقول هذا يقوله وهو المطلع على ما يجري والراصد لتفاصيل المشهد يدرك ان صالح وعصابته يخططون للعنف ويسعون للانتقام ليل نهار وهاهي صفقات الأسلحة القادمة تبدد آمال المتفائلين بتسليم هذه العصابة للسلطة طوعا وإن كنت شخصيا لدي أمل كبير بالله سبحانه وتعالى أن يجنب أبناء هذا البلد الصابر كل شر ومكروه ..

اللواء الأحمر ونقد الذات

كشف اللواء علي محسن الأحمر عن نقد جريء للذات واعتراف واعي بالأخطاء وهذه طبيعة العظماء .. يقول اللواء الأحمر : ومن باب الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير أتحمل أنا شخصيا ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدرا كبيرا من المسؤولية لأننا سكتنا عن الخطيئة وقبلنا أن نكون جزء من النظام واليوم نشعر بعذاب الضمير ونحن نرى دماء جيل الشباب الأعزل تراق في مسيراتهم السلمية وأرواحهم تحصد برصاص كتائب عديم الحكمة الذي ساهمنا في صناعته..

استعداد الأحمر لتقديم نفسه لقضاء الثورة العادل

ولم يقف اللواء الأحمر عند هذا الحد بل وأعلن عن استعداد النفسي والمعنوي للمثول أمام قضاء الثورة العادل في حال طلب منه ذلك كشاهد أو تحت طائلة القانون، وهذا عهد منا لأبنائنا الشباب ولجماهير شعبنا ولكل من طالته مظالم نظام علي عبد الله صالح في المحافظات الجنوبية والشمالية.

لقد ندم اللواء الأحمر عن عمل كهذا وأثمر ندمه بموقفه التاريخي حين اعن تأييده لثورة الشباب السلمية وللمطالب المشروعة للشباب وجماهير شعبنا ودعمها ومساندتها ماديا ومعنويا حتى تحقق أهدافها..

ثورة لا أزمة

وصف اللواء علي محسن الأحمر الوضع الراهن في اليمن بثورة حقيقة تطالب بإسقاط نظام انقلابي على ثورتي سبتمبر وأكتوبر يستعص إصلاحه عن طريق التسويات والمساومات وهذا ليس جديدا لكن اللواء الأحمر في هذا المقام يستنكر ما تروج له وسائل إعلام صالح وبعض الوسائل الأخرى من أن ما يجري في اليمن أزمة سياسية بين أطراف سياسية تستدعي تسوية وتوافق ومفاوضات وهو بهذه الرؤية ينحاز لشباب الثورة ويجدد العهد على دعمها ومساندتها بكل الوسائل المشروعة

 رسائل للجيران والعالم

وجه اللواء الأحمر في خطابه بمناسبة عيد الأضحى رسائل للجيران وللعالم فتقدم بالشكر للأشقاء في الخليج على مواقفهم الداعمة لليمن وعلى ما قدموا من خلال أنظمتهم السياسية نموذجا يفتخر به في التنمية والبناء والأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات وهو هنا يقول لهم : كل ما يريده الشعب اليمني من ثورته السلمية المباركة هو أن يحتذي بكم في بناء دولة التنمية والمؤسسات والنظام والقانون فلماذا يستكثر عليه البعض ذلك ؟!!

كما قدم شكره لدول الاتحاد الأوروبي لمواقفهم الإنسانية مع ثورتنا السلمية هذه الدول التي هي اليوم منارات للحرية والديمقراطية والتقدم والرقي من خلال ما قدمته كنماذج للأنظمة السياسية الديمقراطية الرائعة واحترام حقوق الإنسان والحقيقة أن موقف دول الإتحاد الأوربي من الثورة اليمنية موقف متقدم جدا فهاهي فرنسا تطرح بقوة قضية تجميد أرصدة صالح وعائلته وهذا موقف متقدم جدا مقارنته ببعض الدول الشقيقة التي ما زالت تدعم هذه العصابة الموغلة في الإجرام والإرهاب أما الموقف الأمريكي من الثورة اليمنية فلم يصل بتقدمه لمستوى الموقف الأوربي وما يزال ضبابيا وإن اتسم بتصريحات لبعض المسئولين .

استغلال صالح للوحدة

يرى اللواء علي محسن الأحمر أن القيادة حينها لم تكن مؤهلة وجاهزة للديمقراطية وكانت تلك التجربة بحاجة إلى قائد وطني يرعاها ويحافظ عليها ويوفق بين أطرافها، وجاءت الوحدة وصالح في السلطة فحصل بذلك على مكانة لم يرق لمستواها وبدلا من بناء دولة موحدة نموذجية يقتدي بها الآخرون، عمد إلى بنا أسرة متسلطة وحكم المحافظات الشمالية بالاستبداد والمحافظات الجنوبية بالاستعمار أما الديمقراطية فقد ذهبت أدراج الرياح، وأما التداول السلمي للسلطة فهو أكذوبة كبرى واللواء الأحمر هنا يشخص الواقع بلغة صادقة وبجرأة معهودة وبحديث يتناغم مع ما يردده المواطن البسيط المتابع لما يجري على الساحة اليمنية منذ تحقق الوحدة حتى اليوم مما يكسب حديث اللواء الأحمر عمقا شعبيا كبيرا فضلا عن قرب الرجل حتى الأمس القريب من السلطة وإدراكه لما يجري خلف الكواليس ووراء الستار كما يؤكد اللواء الأحمر هنا على أن الوحدة لم تتحقق بفضل جهود صالح فهو وجد نفسه بلا مشروع ووجد رغبة شعبية عارمة في الوحدة في الشمال والجنوب فأستثمر هذه الرغبة في إكمال تحقيق منجز سيكسبه شعبية ويقوي رصيده ولذا واصل جهود من سبقه في هذا المجال حتى تمت الوحدة ولكن الرجل خربها في الواقع وجعل أبناء الجنوب الذين اندفعوا للوحدة بصدق وبراءة يكرهون اليوم الذي تحققت فيه الوحدة فعمق الانفصال في الواقع وبث الكراهية والفرقة والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد الذي كان متوحدا في الرؤى والمشاعر رغم وجود الحدود وبراميل التشطير واللواء الأحمر في خطابه يوجه تحية لجهود قادة وأبناء الجنوب الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحقيق الوحدة وتثبيت دعائمها ويقدم شهادة للتأريخ على استغلال صالح وعائلته للوحدة أسوء استغلال.

تأكيد على انتصار الثورة ونهجها السلمي

يرى اللواء علي محسن الأحمر في خطابه ومن الواقع الذي يعيشه ويدركه تماما أن صالح لم يعد يستطيع أن يحكم ولا أمل له في ذلك، وأضحى العالم كله يعرف اليوم هذه الحقيقة ويعبر عنها بطرق مختلفة، ولابد للثورة السلمية أن تنتصر ، والحمد لله قد انتصرت، وليس أمامها إلا أن تنتصر بسلميتها، وكلما ارتفعت فاتورة الانتصار سقطت الضمانات وارتفعت فاتورة هزيمة القتلة وهنا يراهن اللواء الأحمر الذي كان وما يزال عصي على الانجرار إلى العنف على سلمية الثورة كخيار استراتيجي فالثورة كسبت هذا التأييد العالمي والمحلي والنخبوي بسبب سلميتها وانجرار شبابها للعنف يحولها لفصيل مسلح وهذا ما يسعى له صالح وعائلته من اجل ضرب الثورة والانتقام من الشعب وفي مقدمتهم الثوار 

قرار دولي بلا حماية

أكد اللواء علي محسن الأحمر على الالتزام بالقرار 2014 الصادر من مجلس الأمن الدولي كخطوة أولى وإن لم تكن بالمستوى المطلوب شعبيا وجماهيريا ولكنه في الوقت نفسه انتقد هذا القرار وطالب المجتمع الدولي المجتمع الدولي بحماية قراره من خروقات وتجاوزات علي عبد الله صالح وكتائبه تشبيها له بالقذافي وكتائبه محذرا من انه إذا استمرت مماطلته وعدم التوقيع وتسليم السلطة فذلك أمر يهدد نسيج اليمن الاجتماعي والثقافي والسياسي والجغرافي ويعقد الأمور وعندها يصعب الحل سلميا.

رؤية لحماية الثورة

كما يجيب اللواء الأحمر على التساؤلات التي يثيرها إعلام صالح وبعض المحسوبين عليه وبعض الشباب حول سرقة السياسيين للثورة بعد سقوط نظام صالح وكأن نظام صالح كان يرعى الثورة ويحافظ عليها يقول اللواء الأحمر مخاطبا شباب الثورة والتغيير في عموم الساحات: هناك من يعتقد أن ثورتكم المباركة معرضة لاحتمالات السرقة بعد سقوط النظام، ومثل هذه المخاوف لا تنطلق من فراغ، فثورة سبتمبر سرقت وكذلك ثورة أكتوبر ووحدة 22 مايو السلمية سرقة أحلامها، وعلى ثورتكم السلمية الحالية أن تعيد كل هذه المسروقات إلى أبناء شبعنا وان تحصنها وتحصن نفسها من احتمالات السرقة في المستقبل.

اليمن سينهض بكل أبناءه 

واللواء الأحمر بقدر تفهمه لهذه المخاوف يرمي بالكرة في مرمى شباب الثورة ويدعوهم لتحصين ثورتهم من السرقة ويعرض مساهمة منه ورؤية في حمايتها يقول: ((ومن باب المساهمة في تحصين الثورة قد اعددنا رؤية عملية واضحة لم نتحيز فيها لفئة أو جهة أو حزبا فاليمن كلها بلادنا ، واليمنيون هم عشيرة واحدة وجميعهم سيجدون أنفسهم إنشاء الله في هذه الرؤية بما في ذلك المرأة والمهمشون ، ونطالب كل مكونات الثورة الشبابية السلمية الشعبية المساهمة في إنضاج هذه الثورة ، فاليمن بيتنا جميعا وعلينا جميعا أن نشارك في ترتيب هذا البيت وليس أمامنا خيارا آخر ، وعلينا أن نقبل بعضنا البعض وان نساعد أنفسنا قبل أن نطلب مساعدة الآخرين ، فالمهم أولا إسقاط بقايا هذا النظام وهذا هو هدفنا وغايتنا جميعا)) وهو هنا بقدر ما يؤكد على أهمية تحصين الثورة من السرقة في المستقبل ويشدد على ضرورة التعاون بين الجميع يشدد أيضا على ضرورة إسقاط نظام صالح أولا كإدراك عميق لفقه الأولويات 

فبقدر ما ننظر للمستقبل ونستشرفه نبقى متيقظين مدركين للواقع وواجباته.

رسالة للحرس والأمن المركزي

وجه اللواء الأحمر رسالة حارة وصادقة للأحرار و الحرائر في المؤتمر الشعبي العام وأحرار القوات الخاصة والحرس الجمهوري والأمن المركزي وناشدهم بالله وناشد ضمائرهم أن يحكموا عقولهم ويقفوا مع مطالب أبناء شعبهم وإخوانهم في عموم وساحات الوطن وان لا ينجروا وراء رغبات الفرد المتسلط "صالح " والذي لا يزال حتى اللحظة يطالب بضمانات له ولأفراد استره وسيتركهم في نهاية المطاف ليواجهوا مظالم جرائمه ويتحملوا المسؤولية الجنائية والدينية والتاريخية عنه وهي حقيقة فصالح الآن لا يهمه لا حرس ولا أمن مركزي ولا قوات خاصة يهمه كيف يفلت من العقاب وينجو بجلدة والدليل على هذا تلك المكالمة التي التقطت له والتي حاول إعلامه أن يأتي بشخص يقلده للقول انه هو الذي اتصل ليغطي على الفضيحة ولكي "يمحي الظرط بالنحنحة" كما يقال فصالح قال لا يهمني لا حرس جمهوري ولا أمن مركزي ينزلوا يحرقوا في داهية ولو كان عفاش صادقا في حفاظه على الحرس والأمن المركزي لأرسل أولاده وأقاربه ليقودوا حرب الانتقام ضد أولاد الشيخ الأحمر الذي قصفهم ووفد الوساطة في بيتهم وهو عار الدهر وغدر الأبد ثم حاربهم ودمر بيوتهم انتقاما لانحيازهم للثورة وبينما يقاتل أولاد الشيخ الأحمر في الخنادق مع مسلحيهم دفاعا عن بيوتهم وممتلكاتهم يضحي صالح أبناء الناس ليقتلوا ويخبئ أولاده وهذا دليل على جبن الرجل وأقاربه وتضحيته في الآخرين في سبيل الانتقام من هؤلاء الناس وإشفاء غليله منهم فهل يقرأ أفراد الحرس والأمن المركزي والقوات الخاصة هذه الرسالة المشفقة على مصيرهم والتي ناشدتهم بالله أن يفكروا ويعملوا عقولهم؟!! فهل سيفكرون ؟!! هذا ما نتمناه ، أما اللواء الأحمر فقد أبرأ ذمته أمام الله ثم الناس..