آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

دعوا الحمدي واحترموا سكونه
بقلم/ رانيا عبد الودود شمسان
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 28 يوماً
الأحد 17 أكتوبر-تشرين الأول 2010 11:49 ص

العرب – أعني قادتهم – عندما فشلوا - ويفشلون على الدوام - عن تحرير القدس، قامت الشعوب العربية تبكي صلاح الدين، فلما كثر البكاؤون على صلاح الدين، ولمَّا لم يجدي البكاء - على الرغم من تقادمه - ولم يصنع ولن يصنع رجالا مثل صلاح الدين، تحركت نخوة شاعر عربي ليردد قائلا:

دعوا صلاح الدين واحترموا سكونه ... فإنَّهُ لو قام حقا فيكم فسوف تقتلونه.

لأنه يعرف - تماما - أن الشعوب ما زالت عاجزة عن حماية صلاح الدين إذا ما قدر له وعاد من جديد وهي ما تزال تبكيه، مع الفارق الكبير - طبعا - بين الحمدي وصلاح الدين، - وبين مشرق ومغرب - إذ لا مجال للمقارنة، بيد أن ما جعلني استحضره هنا هو تشابه المواقف وتشابه البكائين؛ إذ الموقفان متشابهان ويتشابهان على الدوام ويضل الحال كما هو.

وقد طال بكاء الشعوب العربية وما زالت تبكي والقدس زالت أسيرة فلم يحررها البكاء، وما أعاد صلاح الدين إذ لا زال ساكنا في قبره. والباكاؤون على من يحسبونهم قادة ورجال. وقد كان صلاح الدين نعم الرجل ونعم القائد، ونعم المجاهد الذي حرر القدس من دنس الصليبيين، وما استطاع قادة العرب فُرادى ولا مجتمعين تحريرها من دنس اليهود وأنا لهم أن يجتمعوا وما اجتمعوا - يوما - إلا ليختلفوا ويتبادلون السباب بينهم؛ حتى أصبحت مثلا وحكمة تردد عبارة [اتفق العرب على ألا يتفقوا]

فما كان من شعوبهم إلا أن ضلوا يبكون صلاح الدين، وينتظرون تحرك سكونه، ويرقبون عودته؛ ليأتِ ويحرر الأقصى، ومثلهم - أي شعوب العرب - في ذلك مثل بعض إخواننا اليمنيين الذين في كل عام يعقدون مأتما؛ ليتباكوا فيه على (الحمدي الزعيم) (وما زلت أحتفظ بعدم جدوى المقارنة بين صلاح الدين والحمدي)، بيد أنني أقول بأن استمرار البكاء لا يجدي ولن يعيد القدس، ولن يصلح ما أفسد اليمن ويفسده على الدوام

وأقول للمتباكين على الحمدي، لم لا تكونوا مثله، فعيب أن نضل نبكي الرجال، ولا نفكر يوما أن نكون رجالا مثلهم، والحمدي قد كان رجلا عاديا مثله مثل من يبكي عليه (يوما) في كل سنة، بمعنى آخر: أن الحمدي لم ينزل من السماء، ولم يكن ملاكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، بل كان من عامة الشعب اليمني، بيد أنه صنع من نفسه قائدا؛ وللأسف كثير من الذكور صنعوا ويصنعون - على الدوام - من أنفسهم بكائين، وبمقدورهم أن يصيروا رجالا لو أرادوا- ليس أقل من الحمدي - بل أكثر منه عزما وإصرارا على تغير الوضع في الوطن نحو مستقبل أفضل.

أما أن تستمروا في بكائكم ونحيبكم على الحمدي كالنساء – مع احترامي للنساء أمثال كرمان إذ هي بآلاف من الذكور - فإن الحمدي إذا سمعكم تبكونه فإنه سليعنكم، وإذا ما افتراضنا وتحرك سكون الحمدي وعاد إلى الدنيا فإنكم ستقتلونه من جديد؛ إذ لن تنصرونه، فالبكاؤون – عمرهم ما صاروا ولن يصيروا رجالا، لأنهم يقلدون الإناث وعلى سننهن هم سائرون، إذ مرت سنون على رحيل الحمد وما خلص البكاء والنحيب، ثم اعلموا أن الحمدي لو خير أن يعود إليكم – وقد اقتضت سنة الله إلا يحصل هذا - فإنَّهُ لن يشرفه العودة إلى ساحة البكائين، إذ البكاء لا يصنع الرجال، واعلموا أنكم عندما تكونوا رجالا – على الأقل على طريقة توكل كرمان المرأة؛ فإنكم لا تحتاجوا إلى الحمدي ولا غيره من القادة الذين استطاعوا أن يحركوا تروس عجلة التغيير وأن يديروها بحكمة واقتدار.

وقفة مع الحمدي وبكائيه:

الحمدي أخطأ واستعجل، الحمدي لم يأخذ بسنة المرحلية في التغيير، وقد كان الوضع الاجتماعي في اليمن (نظام المشايخ) يتطلب منه ذلك وقد كان لزاما عليه التريث كثيرا والتأني أكثر، لكن أحيان الشعور بالعظمة، يذهب كثيرا من اللب، ومن تأمل الواقع بدقة، فمن الصعب – وأنت تريد معالجة شخص عنده ورم – أن تدوس على مكان الورم، وقد كان ينبغي عليك أن تتحسس جواره لتصل إليه بعد ذلك أما أن تضع يدك على مكان الجرح مباشرة فإن المريض سوف ينتفض وقد ينقض على الطبيب ويفتك به وبهذا لن يشفى الجسد العليل، وهذا – للأسف الشديد - ما ارتكبه الحمدي، جاء إلى مجتمع تلفه القبيلة والشيخ من كعبه إلى رأسه فأنزل حكما بالبتر، وحكما بأن الورم خبيثا لا حميدا وليس هناك خيار إلا استئصاله، وللأسف مات الطبيب وبقي الجسد مريضا من دون علاج وفشلت العملية برمتها. 

مشكلتنا أننا في اليمن – وقد كثرت أخطائنا الطبية – أننا إذا ما وجدنا ورما في جسد المريض/الوطن نحكم متسرعين وبعاطفة هوجاء بأنه ورم خبيث لا يمكن علاجه وعليه تبقى أفضل الطرق بتره ونغض عيوننا عن تلمس الدواء ووسائل العلاج، فلا نبحث إلا عن وسائل البتر والاستئصال، وقد قال الحكماء – وقد هجرنا الحكمة منذ زمن – (آخر العلاج الكي) نعم هكذا قالوا آخر العلاج الكي فما صدقنا وركبنا رؤوسنا فأبينا أن لا يكون الكي هو أول العلاج. للأسف هذا هو خطأ الحمدي - رضيتم أم أبيتم - وكوننا نبدأ العلاج بالكي أو البتر فإن ذلك خطأ جسيم قد يتسبب بقتل الطبيب وهذا ما حصل فكل ورم في الجسد لا يصح أن نحكم عليه بأنه خبيث ولا يقبل العلاج.

إلى المتحمسين والعاطفيين والبكائيين ما هكذا يكون الحماس وما هكذا تكون الذكرى ... تحاوروا - ولو قليلا - مع عقولكم !! وأرجوا أن تكون الفكرة وصلت .