الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا
استاذ بورجي، لقد جمعك بصديق لقاء حول التربية والتعليم والوطنية والولاء وقد جمعك بجمهور القراء مقالك الموسوم " اليمن أولا"ً المنشور على مارب برس في يوم الثلاثاء 15/12/2009، وتصفحت المقال وأعجبت بالطرح والفكرة والمحتوى، بدءاً بعمومياته وشمولية الفكرة وانتهاءً بسرد مآثر اليمنيين من قبل الإسلام إلى ما بعد الوحدة. مع ذلك، قد يبدو للقارئ غير المتخصص وكأنك توجه اتهامات غير معلنه بأن الشعب فقد صوابه وإن ما تمر به البلاد هو نتيجة لسوء التربية وضعف الوطنية وانعدام الولاء الوطني، كما لو أن مسئولينا عن كل هذا براء. بالمقابل حملتم اللوم (أنت وزميلك) على وزارة التربية والتعليم علماً بأنكما لم تأتيا بجديد، وعليه أتوجه إليك بهذا الرد نيابة عن القراء .
مقال رائع تستحق عليه الشكر ويدل على حبك للوطن وتعصبك لتاريخه واعتزازك بأبناء وطنك وهذا شي طيب، إنما لنا بعض الملاحظات التي لا يسكت عليها أمثالي وسنسردها في النقاط التالية:
أولاً يجب أن تعلم أن لا أحد يكره وطنه كما تدعي أنت وبعض الكتاب الذين يتهمون الشعب بكره الوطن، سواءً اؤلئك الكتاب الذين تمولهم الدولة أو من يقتاتون على هبات الخارج والأجنبي. طالما ونحن واقفون إلى جانب قيادتنا السياسية فهذا يدل على حبنا للوطن، طالما ونحن نقدم النقد الموضوعي وبكل جرأه فهذا يدل على غيرتنا على اليمن، طالما ونحن نسعى لمحاربة الفساد وتأمين الحقوق المغيبة فنحن نعمل على تأكيد التضامن الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية، طالما ونحن نعمل ونكتب ونمارس النشاط السياسي بتمويل ذاتي فلن نخاف على الوطن أو وحدته سوى من الانتهازيين والوصوليين، والدليل موقف شباب "الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء" في الحفاظ على هويتها اليمنية الموحدة ورفضهم التجزئة والعمل على أسس جهوية ومناطقية حيث لم ينساقوا وراء إغراءات الانشقاق وافشلوا مؤتمر تعز، ولجنة شؤون الأحزاب ستؤكد ما أقول. لا أخفيك بأني قد تحدثت في مواضيع سابقة عن "الهوية الوطنية في خطابات رئيس الجمهورية" منذ ثلاث سنوات ماضية، وقررت القيام ببحث عن ذلك الموضوع ونشره في كتيب وقد تم منعي من الدخول إلى التوجيه المعنوي بحجة أن لا أستاذ جامعي من مأرب ("ما بش باحث من مأرب"). بعد أن بدأت أثير القضية قام أحد ضباط الأمن السياسي بالاعتذار. حينها قبلت وسامحت لكني لم اكتب عن الهوية منذ ذلك التاريخ، إنما أكدنا على أن هناك هويات متباينة ستظهر على السطح طالما والتمييز المناطقي والطائفي والطفيلي وغيرها قائمة. كيف يعامل الآخرون على بوابات المؤسسات والوزارات؟ ألستم أنتم من يجبر الناس على التعصب؟ أرجو أن تعيد قراءتك لهذه الفقرة، وبهذه المناسبة نشكر الضباط الشرفاء في الأمن السياسي والحرس الجمهوري، وليذهب كل حاقد ومتكبر إلى الجحيم.
ثانياً: تكلمت عن الهوية في عمومياتها وكأنك تتكلم عن محتوى المناهج وأنا أدرك أنك لا تمتلك الآلية لتحقيق ذلك ولا ألومك لأنك لست متخصصاً وهذا من شأننا كأكاديميين ومتخصصين، ما أستغربه هو أن تحبس أفكارك النيرة طوال هذه الفترة وحتى هذه اللحظة ("حسوك جذر العقبة"). يجب أن لا ينصب اللوم فقط على التربية والتعليم وإنما هناك شقيقاتها وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، فأدوارهما في هذا الشأن لا تقل أهمية وخطورة عن المناهج والمدرسة لكنهما تفتقران إلى البرامج الإستراتيجية الشاملة لبناء الهوية الوطنية وتأصيل شخصية الثقافة اليمنية في إطارها العربي والإسلامي العام. وأعتقد أن القائمين على النشاط الإعلامي لم يميزوا بين مكانتهم المرموقة وأدوارهم الحيوية. هناك العشرات الذين تسببوا في إثارة الجدل الدائر على صفحات الصحافة الجادة والشعبية وعلى صفحات الشبكات الالكترونية والمنتديات والمدونات.
إن تجربة ما نتعرض له نحن اليمنيين في كافة المحافظات من تمييز هو نتيجة لنوعية التربية "العملية" التي نتلقاها على الواقع المعاش. القضية قضية سلوك وأخلاق.
ثالثا: يشعر المواطنون كما لو كانت المؤسسة العسكرية منفصلة من النسيج الاجتماعي اليمني الكبير، فما هو دوركم في صياغة هوية أفراد القوات المسلحة وولائهم لله والوطن والقانون ومحاربة الفساد والعطف على إخوانهم المدنيين؟ هذا من اختصاصكم ونجاحه مرهون بالنوايا الصادقة والعمل المخلص ويقابله أيضاً تأكيد الصرامة والجدية في صحف المعارضة والارتقاء بنوعية الصحافة ومادتها الإعلامية ومحتواها الثقافي والاهتمام باللغة العربية كمدخل أساسي للهوية.
رابعاً: هناك الكثير من الملاحظات التي لا أود سردها ونسعى لمحاربتها ولست هنا لتوثيقها، وسأقدم لك مثالاً لكي لا تعتبر المسألة شخصية، إنما هي رسالتي لكل مهتم بهذا الشأن وعبر شخصكم الكريم ولفت نظركم إلى ما تجهلون. على سبيل المثال عندما تقدم بعض البرامج الاجتماعية في الإذاعة العامة باللهجة الصنعانية نجد برنامجاً آخراً باللهجة العدنية وكأن الأولى تمثل الشمال وتلك تمثل الجنوب وتحت مبررات ومعايير واهية وعقيمة. من يا ترى يزرع الشقاق؟ وإذا غنى فيصل علوي في برنامج "ما يطلبه المستمعون" غنى فؤاد الكبسي في الطلب الذي يليه، وإذا أختطف عابر سبيل بدأ تلفزيون القناة الأولى بالحديث عن الإرهاب وأخطاره على السياحة والتنمية والأمن، وبعد أن يعود المخطوف إلى أهله سالماً غانماً يقفل البرنامج حتى اختطاف آخر.المراقب لإعلامنا يدل على أنه ردة فعل لأحداث آنية وعرضية وكأنه يعمل على إرضاء الغير أو الدفاع عن الذات أو تظليل المواطن ويفتقد للرؤية الواضحة في تثقيف المواطن وتعزيز الهوية والدفاع عن الحقوق ومحاربة الفساد. ألستم طرفاً في تكسير الهوية؟
خامساً: لم نر في مقالك غير المباشر في طرح القضية ذكرك لأساليب العلاج غير تغيير المناهج، وقد تطرقت للأسرة والإعلام والمجتمع بشكل عابر في آخر المقالة وهي عوامل أساسية لا تقل أهمية عن التربية في زرع الثقافة ومن ثم الهوية التي أرقت بسجالها الطويل الفلاسفة وعلماء الاجتماع وعلماء النفس وعلماء السياسة والتربويون المتخصصون في بناء الثقافات. هل العلاج في تغيير المناهج فقط بعد أن حملت اللوم غيرك؟ جميعنا شركاء في المسببات والعلاج ويجب أن نواجه التحديات. المناهج أمرها يسير إذا وجد من يفهم عمله في المكاتب التنفيذية والإدارات التابعة لها في المديريات وما إلى ذلك .
لكن هل تظن أن الحديث عن المآثر والأمجاد سيلبي للناس مطالبهم والجميع يشكون من الغلاء والفساد والاستبداد والإقصاء والاستبعاد الاجتماعي وإيجاد العزلة بين المواطن والقائد الرمز، خصوصاً بعد أن تولد لدى الناس الإحباط؟ مشاكل اليمن عديدة وما نحتاجه هو الصدق والإخلاص والجدية والصرامة. اليمنيون وطنيون ويحبون وطنهم وحريصون على وحدتهم لكن محاربة الفساد لن يسكت عليها. الشعب قد أختار قائدة المشير/ علي عبد الله صالح بمحبة وإخلاص وأمل لتخليص الشعب من آلامه، ونرجو من فخامته أن لا يثق بالوصوليين والانتهازيين فهم يتحولون إلى فسدة ومفسدين، ومن واجبك يا أستاذ برجي أن تصدق فخامته في هذا الخصوص فدورك لن يكون هيناً.
سادساً: كيف تفسر طوال خمسين عاماً من عمر الثورة أن لا وجود لمأربي في السلك الدبلوماسي ولا في منصب وزير ولا نائب وزير ولا وكيل وزارة مع وجود محافظ كل خمسة عشر عاما وقادة عسكريين من أسرة واحدة؟ سننتظر خمسة عشر عاماً لتختاروا أسوأنا!! الوطنية تأتي بالأفعال والشراكة وليس بسلوك وثقافة عسكر بوابة التوجيه المعنوي. أتحدث عن مأرب كوني أحد أبنائها وأعرف بواقعها ولست عنصرياً ولن نغفل حقوق بقية المحافظات: لا يعني إرضاء حفنة من الأوصياء إن مأرب أخذت حقوقها، وللتدليل إليك المثال التالي: تتقارب أبين ومأرب في المساحة، ويشكل سكان أبين ضعف سكان مأرب تقريباً، لكن هل تحظى مأرب وأهلها بنصف ما تحصده أبين وأهلها من التنمية والنفوذ؟ مأرب اكبر من إب ثلاث مرات وسكان إب عشرة أضعاف أبناء سبأ، لكن هل نحصل على ثلث ما تحصل عليه إب، وسبعة وزراء في تشكيلة حكومة واحدة؟ الإجابة في جميع الحالات "لا" الثقيلة المحزنة.
سابعاً: أستاذ بورجي، لا أعرفك ولا تعرفني، إنما أقوالك هي التي حركت حفيظتي وقد كتبت هذه المقالة على عجالة للتعليق عليها. ونقول للإخوة القراء يجب أن نفرق بين الانتماء والواجب، فانتمائي للمؤتمر لا يعني التنصل عن واجبي في قول كلمة الحق، ودعمنا للقيادة السياسية الدائم لا يعني سكوتنا عن حقوقنا في إطار القانون والمنطق. يجب أن نقتنع بأنها "اليمن أولا وأخيراً".