أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب
مأرب برس ـ الحياة
تتجه الديبلوماسية والمخرجة اليمنية خديجة السلامي الى خوض تجربة السينما الروائية بعد نحو 20 فيلماً تسجيلياً ووثائقياً حققتها خلال فترة عملها في هذا المجال. وذكرت السلامي، التي منحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في أيار (مايو) الماضي، وسام جوقة الشرف تقديراً لدورها في تعزيز العلاقات اليمنية - الفرنسية، أن فيلمها الروائي الأول سيتناول قضايا من المجتمع اليمني من خلال قصة طفل.
وقالت لـ «الحياة» إنها تلقت عروضاً من منتجين أجانب لكنهم يشترطون إشراك ممثلين مشهورين بينما ترغب هي أن يكون فريق الفيلم، الذي كتبت له السيناريو، من اليمنيين، لافتة إلى أنها تواجه مشكلة في إيجاد ممثلات يمنيات في المستوى المطلوب. «فكرت في الاستعانة بممثلات لبنانيات ومصريات لكنني سأواجه مشكلة في إتقانهن اللهجة اليمنية» قالت سلامي لـ «الحياة». أضافت: «هناك ممثلات يمنيات لكنهن لا يملكن المستوى الفني الذي يسمح بالاختيار وفقاً للمواصفات التي أريدها».
وعبرت السلامي عن خشيتها من أن يلقى فيلمها الروائي الأول ما أسمته «الإخفاق نفسه» الذي ترى أن فيلم «يوم جديد في صنعاء القديمة» للبريطاني من أصل يمني بدر بن الحرسي قد لقيه. مشيرة إلى أن الفيلم «لم يقدم في صالات العرض وأعتقد انه حقق خسارة كبيرة واخشى أن أقع في المطب نفسه».
وقللت السلامي من إمكان الحديث عن سينما يمنية على المدى القريب موضحة أنه «وعلى رغم ما يتمتع به اليمن من مميزات طبيعية ومعمارية تجعله أشبه بأستوديو طبيعي»، إلا أن مقومات صناعة السينما ما زالت مفقودة إذ «لا يوجد في اليمن من يهتم بالاستثمار في هذا المجال لأن صناعة السينما غير معروفة كمجال استثماري». لافتة إلى أن النظرة مازالت قاصرة إزاء هذا النوع من الصناعة.»السينما لم تترسخ بعد في ثقافتنا». لكنها استدركت قائلة «ليس مستحيلاً أن توجد سينما يمنية شريطة أن تتوافر الظروف التي تساعد على ذلك. ونصحت من يرغب خوض العمل في مجال السينما «التحلي بحب عمله وقوة التحدي». مشددة على ضرورة وجود توجه رسمي لإيجاد مؤسسات للسينما ودعمها ومن ذلك تأهيل كوادر سينمائية. منوهة أن المال ما انفك يشكل عقبة رئيسة في صناعة السينما.
وفي شأن جمعها بين العمل الإعلامي كمستشارة إعلامية في سفارة اليمن في باريس والعمل في السينما قالت «يوماً ما لا بد من أن أقرر وحتما سأختار السينما لأنها مستقبلي».
وكانت السلامي فازت ببعض الجوائز من مهرجانات عدة إلا أنها قالت أنها لم تعط السينما بعد الجهد الكافي. موضحة بأنها أنجزت معظم أفلامها بفعل الصدفة ومن غير تخطيط مسبق «لم اختر موضوعات أفلامي بل هي اختارتني». مؤكدة أنها من النوع الذي لا يرضى بأفلامه حتى تلك التي حصلت على جوائز.
وكشفت سلامي عن تعلقها ببعض شخصيات أفلامها مثل البنت الصغيرة نجمية في «الغريبة في مدينتها» كذلك السجينة أمينة. «اشعر أنهم جزء من أهلي».
وتعود علاقة خديجة السلامي بالتلفزيون إلى سن الثانية عشرة حيث شاركت في عدد من برامج الأطفال. وفي سن الرابعة عشرة التحقت للعمل في التلفزيون كمقدمة برامج أطفال ثم مذيعة ربط كما قدمت برامج منوعات «وفي الوقت نفسه كنت أواصل دراستي الثانوية». ثم سافرت في منحة دراسية إلى الولايات المتحدة، وهي كانت تنوي الالتحاق بكلية الهندسة لكنها سرعان ما وجدت نفسها تميل الى دراسة الإخراج السينمائي والتلفزيوني «تجربة عملي في التلفزيون ربما ساهمت في اختياري هذا التخصص».
وذكرت أنها خلال دراستها الجامعية، نفذت عدداً من الأفلام الوثائقية ضمن متطلبات الدراسة. وقالت: «في الجامعة أيضاً كانت القضايا الاجتماعية محط اهتمامي حيث أنجزت أشرطة عن المشردين ممن لا يملكون سكناً ويعيشون في الشوارع. كما تناولت جماعات مناهضة لسياسة الحكومة الأميركية وأنجزت شريطاً حول امرأة أمريكية كانت حينها تعتصم أمام البيت الأبيض حاملة لافتات مناوئة لسياسة الإدارة الأميركية» .
واستبعدت السلامي أن يكون اشتغالها على موضوع المقهورين نتيجة انتماء سياسي أوفكري معين «بل من إحساس بقي يلازمني نحو المظلومين والضعفاء. لقد عشت وضع المظلومين والفقراء، لهذا أسعى دوما إلى إيصال صوتهم. أشعر بسعادة لقيامي بمثل هذا العمل».
وتشير السلامي إلى أن عملها في السينما أتاح لها التعرف على مناطق يمنية كثيرة «كنت أجهلها» كما مكنها من تعريف العالم الخارجي باليمن.
وكانت السلامي بدأت عملها السينمائي بأفلام سياحية ووثائقية تتعلق بتاريخ وطبيعة اليمن. وقالت: خلال تجوالي على عدد من المناطق اليمنية بدأ يبرز اهتمامي بالجوانب الاجتماعية لقد شغفت باكتشاف حياة الناس وعاداتهم وتقاليدهم».
ونفت خديجة السلامي، وهي من مواليد صنعاء القديمة، درست الإخراج في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس والجامعة الأمير كية في واشنطن، تحيزها للنساء: «لا أركز على المرأة فقط كما قد يبدو للبعض وإذا ما وجدت موضوعاً يتعلق بالرجال فسأتناوله». مشيرة إلى أن ما حققته حول المرأة لا يتجاوز ثلاثة أفلام من 20 فيلماً.
وكان فيلم «نساء اليمن» الذي أعدته للتخرج في سنة 1990، أول أعمالها وتناول قضايا المرأة اليمنية ثم تبعته بفيلم «الغريبة في مدينتها» (2005). ثم «السجينة أمينة» (2006). وهو شريط حصل على فضية مهرجان دبي السينمائي العام الفائت وأعطي المرتبة الثانية في تصويت الجمهور خلال مهرجان تورنتو للأفلام الوثائقية الذي عقد أواخر الشهر الماضي في مدينة تورنتو الكندية. كما نفذت السلامي عدداً من الأفلام التسجيلية أبرزها «أرض سبأ» (1997) و «اليمن ذو الألف وجه» (2000).
عين المخرج
وتفضل السلامي أن يتولى المخرج الوثائقي عملية التصوير بنفسه ذلك أن «عين المخرج قد تقع على ما لا يلتفت إليه المصور». مشددة على أهمية أن يقوم المخرج بجولة استطلاعية أولية للمكان الذي يعتزم التصوير فيه. وروت كيف أنها عندما وصلت إلى جزيرة سقطرى لتنفيذ شريط تسجيلي فوجئت بواقع آخر يختلف عما كان وصفه لها آخرون، منوهة أن عملها السينمائي أتاح لها التعرف على مناطق يمنية كثيرة كانت تجهلها ويجهلها يمنيون كثر. وقالت أن شهرتها المتحصلة من عملها السينمائي خدمت كثيراً عملها الديبلوماسي - الإعلامي، عندما أدعى للمشاركة في مهرجانات سينمائية أحرص على أن يترافق العرض مع تنظيم معرض للتعريف باليمن. إلا أنها ترى أن عملها الديبلوماسي يقيد كثيراً عملها السينمائي. معتبرة الأخير أكثر فعالية وانتشاراً من النشاط الإعلامي»هناك فرق كبير بين تنظيم إنتاج فيلم وتنظيم معرض أو أكثر. الفيلم يشاهده ملايين الناس في حين أن زوار المعرض أو الندوة لا يتعدون بضعة آلاف».
وكانت السلامي لفتت الأنظار عندما تدخل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لإيقاف حكم الإعدام في الفتاة أمينة التي كانت السلامي حققت فيلماً وثائقيا حولها. إذ تردد حينها أن قرار الرئيس إيقاف تنفيذ الإعدام جاء استجابة لطلب من خديجة السلامي أثناء زيارته فرنسا. إلا أن السلامي قللت من أن يكون لها تأثير على الرئيس «من أنا حتى يسمع لكلامي؟» موضحة أن الرئيس لم تكن لديه فكرة حول القضية إذ كان قيل له إن الفتاة فعلاً قاتلة وعندما وَضَحَت له ملابسات القضية طلب إجراء فحوصات فتبين أنها كانت تحت السن القانونية عندما اتهمت بالقتل. وعلى ضوء هذا أوقف تنفيذ الإعدام». ونفت السلامي أن يكون قرار إيقاف الإعدام في ذلك التوقيت قصد منه تلميع صورة النظام لا سيما ان مناشدات محلية ودولية للرئيس اليمني سبق وذكرت بأن أمينة حين اتهمت بالقتل كانت تحت السن وقالت السلامي «لم أكن أعلم ما الذي يدور في رؤوسهم».
وكشفت السلامي أن زملاء يمنيين لها في فرنسا حاولوا أن يثيروا ضجة عندما كانت في مرحلة المنتجة لفيلم السجينة أمينة. موضحة أن زملاءها هؤلاء قدموا معلومات لأجهزة أمنية يمنية بأن الفيلم سيؤدي إلى خلق سمعة سيئة لليمن.
وأشادت السلامي بما أسمته حريات ديموقراطية يتمتع بها اليمن. وقالت «لو كنت في بلد عربي آخر لكنت مسجونة إلى جوار أمينة ولو لم يكن الرئيس علي عبدالله صالح منفتحاً ولديه قابلية للانفتاح لما تم قبول أفلام كتلك التي نفذتها وهذه شهادة وليست مجاملة».
وذكرت السلامي أن الوسام الذي منحها اياه الرئيس الفرنسي جاك شيراك شكل مفاجأة لها. مستغربة أن يأتي تكريمها من الآخرين».