آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا - عاجل طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية مؤسس الجيش الحر يكشف السر الحقيقي وراء إنهيار وهزيمة جبش بشار خلال معركة خاطفه أول بيان للمخلوع بشار الأسد بعد هروبه الى روسيا.. ماذا قال؟

القميري العظيم
بقلم/ محمد العبسي
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 26 يوماً
الإثنين 19 سبتمبر-أيلول 2011 08:16 م

أرغب في البكاء. أرغب في ركل الحجارة ولطم أعمدة الإنارة. بودي أن أصيح، لا بل أن أصرخ في الشوارع. أن أبصق في وجه مخترع المسدس ومستخدمه. البندقية وحاملها. وآلة القتل هذه المسلطة على حياة اليمنيين

لطالما خبرت مشاعر الإنسان عندما يموت شخص نحبه: أمي وأختي وأخي الوحيد عادل. وذات المشاعر التي راودتني عند وفاتهم راودتني اليوم بقوة. اللعنة!

الساعة الآن السابعة مساء. ضاقت بي صنعاء ولم أعد قادر على التنفس. أين أذهب؟ بي رغبة في الذهاب إلى مقبرة جارالله في شارع العدل كي أمتد على قبر أمي الترابي. منذ زمن لم أتفقدها وأطمئن على أحوالها وسائر إخوتي. ولا شيء أجمل من رؤية السماء وأنت ممدود على ظهرك داخل مقبرة.

البارحة أصيب الأستاذ احمد القميري، عضو الهيئة العليا للإصلاح، برصاصة غادرة استقرت في العظام الواقع بين الصدر والرقبة. أنا حزين وموجوع على كل الأطهار الذين سقطوا أو جرحوا في مسيرة يوم أمس غير إن حزني على هذا الرجل الذي أحبه لا يوصف. كأنه من زمن آخر. بسمته تسبق صوته، وبساطته أدل على عظمته. حين تلقاه، بالفوطة والكمر، يضمك بحنان أب وطيبة جد. لم يكن يوماً أداة لمراكز القوى والمشائخ في السلطة ولا المعارضة ولا ميكرفونا يتحدث بلسانهم ولا خرقة تلمعهم في القنوات والصحف. لم يقد مع أنه أهل للقيادة وحقيق بها. فضّل السير في مظاهرة البارحة، وفي الصفوف الأولى، مع الشباب الثائر الضابح على الجلوس فوق كراسي المجلس الوطني واللجنة التحضيرية وبقية المسميات الخردة الهزيلة. لأنه صادق. لأنه أعظم وأصدق وأنبل من في حزب الإصلاح. إنه أكبر من أن يتبجح بقيادته لثورة الشباب ومن أن يظهر كطابور الانتهازيين الذين يريدون قطف ثمار ثورة الشباب وسرقتها كثورة سبتمبر، قبل ان تنجح. فيه فائض حب وحنان للغريب فكيف وللقريب. لا أدري لماذا أشم فيه رائحة جدي العزيزة.

كنا سوياً يوم أمس حتى الساعة الرابعة إلا ربع في مقر صحيفة الاهالي. ربما كان هو سبباً في ذوبان جليد جفوة طويلة بيني وبين الزميل علي الجرادي في الأشهر الماضية. تحدثنا عن القوى التقليدية والقبلية، تحدثنا عن الانتهازيين الذين يريدون سرقة الثورة. تحدثنا عمن انضموا للثورة لا حباً فيها وإنما لمصالح فقدت، أو يخشى على فقدانها في المستقبل، ولم يفاجئني رده فأنا أعرفه جيدا. قال "يا شباب في نفسي مثل ما في نفوسكم ولن نسمح لأحد بأن يسرق الثورة". كثيرون يقولون ذلك ليّاً بألسنتهم، لكن لا أحد يقولها بذات الصدق الذي في صوته.

كان مستاء من حملات التخوين والاتهام التي طالت عددا كبيرا من الزملاء الصحفيين، أصحاب الرأي المستقل والشجاع، خلال الفترة الماضية وبخاصة نبيل ونايف. شعرت بالصدق في نبرات صوته، ورأيت في عينيه رجلا لا تعرف الكراهية حيلة للوصول إلى قلبه. إنه جوهرة. هذا الرجل الستينيّ أكثر حيوية وشباباً من الكثير من الشباب والصحفيين المتنطعين باسم الثورة من عينة منير الماوري الذي بلغت به السفاهة ان يقول، تملقاً، انه يشم المال الحرام في كتابات نبيل سبيع!!

غادرت المقيل في الرابعة إلا ربع. وبعد نصف ساعة تقريباً غادر هو ولم يخبر أحداً بحقيقة وجهته. قال لهم "لدي موعد خاص". وحين علم الزميل علي الجرادي انه ذاهب للمشاركة في المظاهرة لحقه هو والزميل عبدالباسط القاعدي إلى جولة عشرين. حاولا جاهدين منعه دون جدوى. يجعلك حميد الاحمر، وبعض القيادات، تهرب من حزب الإصلاح مئة قدم، بل مئة ميل. ويجعلك هذا الرجل الصادق ترتمي في أحضان الإصلاح وتفخر به.

ذات يوم قال لي نريدك في الإصلاح، بلا لحية وبالجينز، فقلت له "قد كنتُ ولم أكن". قال لي هل تزوجت؟ فكان الرد أيضاً "قد كنت ولم أكن" عقدت ولم يوفق الله. حدثني عن الإعبوس ونساءها ونصحني بالزواج منها. ويوم أمس عند مغادرتي قال ممازحا: "قلي الصدق باتتزوج وإذا في خلل فني عليا العلاج" هههههههه ترى من مِن قيادات الإصلاح العليا بهذه الروح المرحة السمحة؟

أمس الاول كنت في منزل الصديق ماجد المذحجي. شاهدنا فيلما رائعاً xman وفي النهاية يصاب أروع شخصية في الفيلم. لم استطع الانتظار. سألت ماجد هل سيموت؟ فقال انه أصيب لكنه سيموت في الجزء القادم. أحس ماجد بالألم على وجهي فقال لي: في الأفلام كما في الثورات دائماً يموت الأشخاص الجيدون.

البارحة حين بلغني نبأ إصابة الأستاذ القميري تذكرت جملة ماجد هذه ورنت في رأسي طوال الطريق إلى الساحة. التقيت بالصدفة بالصديق احمد باخريبة وكان أحد الذين أسعفوه. وصف لي ملابسه وشكله ونظارته فهدأ من روعي. قال: الرصاصة ليست في الرقبة. لقد مرت بالعظم الفاصل بين الصدر والعنق ولكن كان قميصه ملطخاً بالدم فالتبس الأمر على من رأوه.

ما الذي يمكن عمله الآن سوى الدعاء. يا رب: إن كان الشعب اليمني وشباب الثورة الصادقين الطاهرين هم من سيبنون اليمن الجديد وهم من سيستلمون دولة ما بعد الثورة فرد أحمد القميري إلينا. وإن كان من سرقوا ثورة سبتمبر من قبل هم من سيستلمون دولة ما بعد الثورة فأكرمه وخذه إليك لكي لا يرى تضحيات اليمنيين ودمائهم تنهب مرتين من نفس القوى!

Absi456@gmail.com