وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ عاجل: قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري
اطلاق قناة الجزيرة الدولية ظهر هذا اليوم هو نقطة تحول تاريخية في مسيرة الاعلام العالمي، فهذه هي المرة الاولي التي يتم فيها كسر الاحتكار الانكلو سكسوني للتغطية الاخبارية للاحداث العالمية بطريقة مهنية وموضوعية.
مئات وربما آلاف الدراسات الاعلامية التي كتبها باحثون عرب ومسلمون وافارقة واسيويون وامريكيون جنوبيون طالبت بكسر الاحتكار الغربي للأخبار ومراكز المعلومات. واطلاق محطات تلفزيونية اخبارية تخاطب العالم الغربي بلغته لايصال الحقائق المجردة لمواجهة عمليات التضليل التي تمارسها حكومات ادمنت الاستغلال والحروب.
ولعل العرب كانوا، وما زالوا، اكثر شعوب الكرة الارضية معاناة من هيمنة الدول الغربية علي الاعلام، وتوظيفه لتحقيق اهداف تتناقض مع الحلول العادلة لقضاياهم، وخاصة القضية الفلسطينية، والحصارات المفروضة علي اكثر من دولة، مثل العراق قبل الغزو. ولذلك هم بحاجة ماسة الي قناة اخبارية عصرية حديثة تخاطب الرأي العام في العالم بأسره، وليس في الغرب فقط، وتقدم وجهة النظر الاخري بعيدا عن المبالغات الدعائية، ومن هنا تكمن اهمية اطلاق قناة الجزيرة الدولية .
والامر المؤكد ان الادارة الامريكية الحالية التي تكن عداء سافرا للعرب والمسلمين، وتخوض حربين علي ارضهم (افغانستان والعراق) وتدعم ثالثة في فلسطين، وتحضّر لرابعة ضد ايران، وخامسة في السودان (دارفور) لن تكون مسرورة من اطلاق قناة الجزيرة الدولية باللغة الانكليزية، فاذا كانت قد فكرت فعلا في قصف مقر شقيقتها العربية في الدوحة، بعد ان قصفت مكاتبها في كابول والعراق، فانه لن يكون غريبا عليها اذا ما عملت علي وضع العقبات في طريق وصولها الي اوسع جمهور ممكن من الرأي العام الامريكي، من خلال منع شبكات الكيبل الرئيسية من التعاقد معها وضمها الي باقة قنواتها الاخري.
فرص نجاح الجزيرة الدولية اكبر بكثير من فرص فشلها. فهناك نصف مليار شخص في العالم يتحدثون اللغة الانكليزية كلغة اولي، وما يعادل هذا الرقم كلغة ثانية. وهؤلاء ملّوا من الاعتماد علي محطات بريطانية وامريكية مثل سكاي نيوز او بي بي سي او سي ان ان كمصدر للأخبار، خاصة ان معظم هذه القنوات، ان لم يكن كلها، قد سقطت في فخ الوطنية، وابتعدت كليا عن الموضوعية، والحد الادني من المهنية اثناء تغطيتها للعدوان الامريكي علي العراق.
لا شك ان هناك مشككين في فرص النجاح هذه، ويركزون علي امتلاك دولة قطر للقناة الجديدة، اي انها ليست مشروعا تجاريا خاصا يعتمد علي الدخل الاعلاني. ويقولون انها لا تنتقد الحكومة القطرية بسبب مسألة الدعم هذه. وينسي هؤلاء ان قطر ليست دولة عظمي، وليس فيها البيت الابيض او الكرملين او تن داوننغ ستريت ، او الاليزيه ولا تخوض حروبا في العراق وافغانستان.
ومع هذا فان احتمالات الفشل واردة ايضا، لان من يسيطرون علي الجوانب العملية في القناة، ويضعون خطط برامجها، وسبل التغطية والسياسة التحريرية جاءوا في الاساس من قنوات غربية، امريكية او بريطانية، ومعظمهم ما زالوا متأثرين بخلفياتهم السياسية والثقافية وطبيعة خبراتهم السابقة. والخطر ان يحاول هؤلاء، بقصد او بدونه، تقديم نسخة اخري من القنوات الاخبارية البريطانية والامريكية، ويفرضون اجندات سياسية ومهنية مطابقة لاجنداتها.
الجزيرة العربية نجحت لانها رفعت سقف الحرية، وكسرت كل الخطوط الحمراء التي وضعتها الانظمة لاستمرار الوضع السياسي الراكد، حيث تغيب الحريات والقضاء المستقل والمؤسسات الديمقراطية، ويستفحل الفساد، ولذلك اصبحت واحدة من اهم خمس علامات تجارية في العالم بأسره.
الجزيرة الدولية يجب ان تكسر المحرمات الغربية، وتخرق كل خطوط الانحياز للعدوان والدكتاتورية، وتنحاز للحقيقة، ولا نريد غير الحقيقة، فان فعلت فانها ستخدم اكثر من ثلاثة مليارات انسان، يعانون من الهيمنة والظلم الامريكيين، مثلما ستفتح اعين الشعوب الغربية علي السياسات الخارجية العدوانية التي تعرض حياتهم ومصالحهم للخطر، وتصب في مصلحة تشجيع التطرف والعنف والارهاب.