آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

أديروا وجوه ضحايا رداع نحو السماء
بقلم/ محمد العبسي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 26 يوماً
الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2012 03:26 م

كأنه يتحدث عن إصبع جُرحت عند فتح علبة السردين أو خدش موس أثناء الحلاقة. هكذا يبدو الأمر بالنسبة لوزارة الدفاع اليمنية. كفوا عن التذمر. إنه خطأ عارض. وشعرت وأنا أقرأ تصريح المصدر العسكري (مساء 3 سبتمبر) أن الضحية مذنب، وأن الملام سائق السيارة المتفحمة، وأن أولئك الـ14 مسافراً على طريق رداع هم من اعترضوا الغارة الجوية متسببين في نجاة إرهابي القاعدة والموت نيابة عنهم.

اقرؤوا الجملة التالية: "كان القصف الجوي يستهدف تنظيم القاعدة غير أنه أصاب سيارة تقل مواطنين أبرياء"! هكذا قالت وزارة الدفاع وكأن الجاني "غير إنه" الواردة في تصريحها!

ولم ترد كلمة أسف أو اعتذار، ولا أي من اشتقاقاتهما اللغوية، في تصريح المصدر العسكري وكأنه يقول تلميحاً فيما لم يقله تصريحاً: ليست غلطتنا. إنه خطأ السائق الذي ربما كان عليه تفحص السيارات المسافرة لمعرفة أيها تقل مدنيين وأيها تقل أعضاء القاعدة!

وكان الحسن البصري يقول: "ما سمعت الحجاج بن يوسف يخطب على المنبر إلا وظننت أن أهل العراق يظلمونه".

غضب الله على المصدر العسكري واللجنة العسكرية ووزارة الدفاع. حتى سطر تعزية لأسر الضحايا الأبرياء تظنون به عليهم! هذا كثير. ماذا سينقص من وزارة الدفاع لو عزت أسر الضحايا وجبرت خواطرهم ولو تصنعاً. الاعتراف بالخطأ لا يحط هيبتها ولا يقلل قدرها وإنما الانحطاط كله في تنصلها من المسئولية الأخلاقية على ذلك النحو!

عزاء أسر الضحايا الوحيد أن ذويهم قتلوا بطائرة يمنية (من البلااااااد!) وليست طائرة أمريكية من دون طيار وكأن القتلى كانوا مهتمين بالتحقق من هوية عزرائيل ما إن كان أمريكياً أم يمنياً. من الفرنجة أم من المسلمين.

أسخف من تصريح وزارة الدفاع قرار مجلس النواب استدعاء وزير الداخلية. ما هذا العبط؟ ما علاقة الداخلية باختصاص الدفاع؟ إنها نفس حيل النظام السابق. بدلاً من استدعاء وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن القومي الذي لم يطأ يوماً قاعة البرلمان يُستدعى الوزير العاجز عن حماية مقر وزارته وكرسي مكتبه! سأنبئكم بما سيكون بعد أيام: سيقف الوزير أمام البرلمان كوقفة وزير الداخلية السابق رشاد العليمي قبله وسيتبيّن لنا جميعاً أن حزبا المؤتمر والإصلاح لم يتبادلا حقيبة وزارة الداخلية فحسب بل ربما يتبادلان الكذبة نفسها أيضاً: كذبة العليمي بشأن ضحايا المعجلة ديسمبر 2009 وكذبة قحطان بشأن ضحايا رداع سبتمبر 2012 إن هو قال إن الغارة شنها الطيران اليمني وليس طائرة البريداتور الأمريكية!

حدقوا ملياً في صور أكياس الجثث في وسائل الإعلام ثم حاولوا بعدها تناول العشاء. ذكرتني صور ضحايا غارة رداع بصورة مؤثرة من تفجير تنظيم القاعدة الإرهابي في ميدان السبعين في 21 مايو. كان جنديا أمن مركزي مرميان على الأرض كما لو أن قوة ضغط الهواء، أو أحد الملائكة، مدد أحدهما فوق صدر الآخر بتلك الوضعية الآسرة. كان في تعابير وجهيهما وابتسامتهما ما يقول أنهما أكثر بكثير من رفقة تجنيد عابرين وأن اسميهما مكتوبان جنباً إلى جانب، كنوع من الذكريات، على أحد جدران عنابر الأمن المركزي.

وأنا أرى صور ضحايا غارة رداع ممددين على بطونهم فوق صندوق سيارة هايلوكس وددت لو أن بوسعي أن أعدل وجوههم وأديرها باتجاه السماء. كان روبرت فيسك قد رأى رأس رجل ألباني ملقى على عشب حقل في كوسوفو ثم عرف من سيدة التقى بها بعد برهة أنها قامت بتعديل وضعية رأسه على العشب لاعتقادها أن ذلك سيعطي الرجل المقتول كرامة أكثر إذا كان وجه الرأس قادراً على النظر إلى السماء".

أديروا وجوه قتلى غارة رداع نحو السماء.

Absi456@gmail.com

مشاهدة المزيد