ماذا يجري .. حضرموت لا تحتاج لمُشرف حوثي يا باعَوْم
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 11 يوماً
الخميس 01 يونيو-حزيران 2023 05:59 م
 

. كما في جلسات إخراج الأرواح الشريرة واستنطاق المعالجين للجن المتلبس في جسم المريض..

نطق الرجل، ولكن طواعية بنفسه دون أن يقرأ أحد عليه الفاتحة ولا المعَوَّذات ولا باقي سِوَر وآيات إِبطال أعمال السحر والمس والشعوذة..ولا بالأستفراغ.

بدأ موجة المناورات والدجل الجديدة بعد عودته قبل أسابيع من رحلة خليجية بوابل كبير من المغالطات لإخفاء ما يخطط له وما يضمر، وطبيعة الدور المطلوب.

والحقيقة أنه بعد رفض الرئيس رشاد العليمي قبل ذلك طلبه الخاص بإخضاع سلطات وصلاحيات محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي لوصايته ظهرت تسريبات حول تجميد البحسني لعضويته في مجلس الرئاسة كمقدمة لإخلاء مسؤوليته عن شراكة تدبير تحركات فوضى داخلية قادمة في حضرموت كما ظهر من خطابات فادي باعوم لاحقاً. زعم فرج سالمين البحسني بعدها أنه ناقش في الخارج(؟)

ملفات كبيرة جداً جداً، بصفته(؟) ليوحي للآخرين بأهميته الشخصية(كمدعوم ومسنود) وكمنقذ لحضرموت والجنوب واليمن كلها(ملفات مهمة لمستقبل حضرموت والجنوب والوطن كله ؟؟).

قبلها تحدث عن نفسه بلسانه وتجربته السياسية الكبيرة؟؟،

وأنه لابد أن يكون أمثاله في مستوى لائق بماضيهم. وفعلاً تحققت نبؤته سريعاً خلال أيام بإعلان انضمامه لمشروع مجلس الإنتقالي كملف مهم جداً للإستقواء على الآخرين. واضح أن أحدهم زَين له تلك الوَسْوَسة والزهو والأنتفاخ. ليس في عودة البحسني إلى المكلا ما ينفع حضرموت التي وقف ضد إرادة وخيارات أهلها(كصاحب تجربة)..

وليس للجنوب الذي زعم أنه يحمل ملفات ماء الحياة لإنعاشه من غيبوبة واهتراء أحوال الناس فائدة تذكر غير صعود الرجل على مصفحة جديدة تحمل رمزية الخوف والتلويح بالأسوأ للمعارضين والرافضين، تماماً مثل شخصية الرجل المتأرجحة الذي لم يقِس المسافة بين التجربة المتميزة التي وصف نفسه بها، وبين حالة الغباء الذهني قبل السياسي، وأنه بدا في وضع إعياء وارتباك حد الهذيان؟؟

يتحرك ويتحدث بغييوبة كمسلوب الوعي والقدرةعلى التمييز. أما ما ذكره في فيديو اعترافه المجاني عن ((الوطن بشكل عام)) الذي حاول إظهار التزامه فيه ضمناً ب(الجمهورية اليمنية) في مرواغة لفظية مفضوحة، يفسر إخلاصه الإنتهازي المعروف عنه بإبقاء رِجْل هنا وأخرى هناك، وأنه(لا يمكن ومستحيل أن نتوحد مع مليشيات الحوثي) وهذا جيد لكنها ليست ذريعة لمن لديه قضية مصيرية وليس مطامع خاصة تقترب من تمزيق وحدة البلاد والعباد والتماهي مع الحوثي باستكمال مخطط التمزيق..

وتفتيت وحدة وتضامن أبناء حضرموت قبل غيرهم، أولًا بمخالفة إرادة استقلال الناس بالضَّم والألحاق بمشاريع مرفوضة من زمان، وتكررت على الملأ بالأسوأ.

أما استعداده لما قال أنه( سوف نساعد أخوتنا في الشمال من القوى الوطنية لمواجهة الحوثي) فلا يقصد به الرجل (الداهية) سوى ابتزاز الرئيس رشاد العليمي والضغط عليه مجدداً بسرعة انسحاب باقي قوات وجيش الجمهورية اليمنية من سيئون ووادي وصحراء حضرموت لمواجهة الحوثي في الشمال(كذريعة) ليقال إن الرئيس أجهز بنفسه على آخر رمزية لوجود الجمهورية اليمنية بصرف النظر إن كانت اتفاقية الرياض تتحدث عن إخراج القوات والمعسكرات أولًا من عدن وأبين وغيرها، ودمج المليشيات في وزاراتي الدفاع والأمن وليس العكس، والتحالف رسمياً هو من يدير ويقرر توقيت ونوع المعركة مع الحوثي أولًا وليس الباحثين عن ثغرة لطعن ما تبقى لليمن لجيوبهم.

نصيحة محمد غالب أحمد

تناغمت مهمة فرج البحسني التاريخية المكلف بها مع مخرجات البيان الختامي اللاحق للجمعية العمومية للإنتقالي بالمكلا وتأكيدها بالنص على : إستكمال السيطرة على حضرموت وإخراج كل القوات اليمنية منها)؟؟.

وكما يتبرأ البعض من هويته الأم وأصله بالتنكر لانتمائه باعتباره(غير يمني) ولا حتى حضرمي-يمني يدرك أيضاً إن ضباط وأفراد قوات وادي وصحراء حضرموت وسيئون من مختلف مناطق الجنوب والشمال وليسوا محتلين. وقد اعتبر السياسي الجنوبي الفذ الأستاذ محمد غالب أحمد الشعيبي القيادي أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني ذلك السقوط المخزي تحريضاً مباشراً على استباحة دم قائد المنطقة الأولى الجنوبي من أبناء أبين اللواء صالح طيمس وكذلك أفراد القوات المشكلة من مناطق الجنوب وكل انحاء اليمن. واستهجن مهزلة جمعية الإنتقالي العمومية الأخيرة المتهورة وقراراتها الأنفرادية القاتلة في المكلا بالذات بالنص :(( كل هذا حصل في حضرموت بالذات وعاد الخطة في بدايتها لاستكمال السيطرة عليها، فماذا سيحدث أثناء استكمال السيطرة وما بعدها ؟

حيث إن موضوع السيطرة والعبارات الواردة فيه تتنافى كلياً مع اتفاق الرياض الذي وقعه الإنتقالي مع الحكومة الشرعية برعاية سعودية، ومع مخرجات التشاور والمصالحة لأول مرة، ورئيسها عضواً في الإنتقالي))إ.ه.

وليتابع الأستاذ العزيز محمد غالب أحمد هذه الأيام جولات ولقاءات فادي باعوم وأحمد بن بريك في مناطق حضرموت للتعرف على ما سوف يكون، كنسخة مما يعرفه هو أكثر عن مسلكية هؤلاء.

ويظهر أحمد بن بريك رئيس جمعية الإنتقالي الوطنية على قناة الغد المشرق بعد بضعة أيام فقط لتأكيد أنهم جزء من سلطة الشرعية اليمنية التي يسعون للأنقلاب على دولتها وسيفاوضون الحوثي باسمها، ويحرض على الهواء مباشرة بالحياة والموت والتضحية بمليون مواطن لإكمال السيطرة على حضرموت الممانعة، في اعتراف منه بصحة مخاوف المعترضين من عودة شبح مرحلة تصفيات العقود السابقة بمجيء هؤلاء ومواكبهم؟ فكيف يسيطرون عسكرياً على منطقة يطالبهم أهلها قبل كل شيئ بإخراج معسكراتهم المليشاوية منها، ووقف التحريض ضد المحافظ وقيادات السلطة المحلية وأمن واستقرار المنطقة ؟؟.

وهل انسحاب قوات رمزية للشرعية من حضرموت تمثل مختلف أبناء مناطق اليمن كافة، سوف يغير قناعات الناس ومواقفهم الممانعة إزاء من يحاولون فرض وصايتهم بالقوة والغَلَبة وانتقاص حقوق المواطنة المتساوية ومعايير بناء دولة نظام وقانون؟؟ أليس من حق الآخرين التعبير عن خياراتهم وقناعاتهم أيضاً كنتاج لأدمان المتسلطين خطاب وممارسة التفتيت العنصري الجهوي الأقصائي المتطرف.؟؟

هذا ما يوضحه أحد زعماء حضرموت عن الأستقلالية الشيخ صالح بن حريز المري قائد الهبة الحضرمية لدى لقائهم وفد بعثة الأتحاد الأوروبي إلى اليمن في الرياض أمس : ألقرار الحضرمي لن يكون إلا بيد ‎الحضارم ، وليس بيد الغير، اليوم نحن من نرسم ملامح ‎مستقبلنا ، اليوم ‎حضرموت تعانق ‎أوربا من ‎الرياض عاصمة العرب والمسلمين ولن تكون النهايه بل القادم أجمل يا ‎شعب حضرموت..((ألشيخ صالح بن حريز المري)).

ولا تختلف رؤية رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الأستاذ عمرو بن حبريش ووكيل أول محافظة حضرموت عن ذلك في رفض ما أسماه الضم والألحاق وفرض المشاريع الهامشية على الآخرين بأوهام الغلبة والأمر الواقع. 

* بن ماضي وفرج سالمين الفاضي*

 ليس لفرج البحسني أية صفة قانونية أو دستورية لفرض ما يريده على المحافظ الرسمي والشرعي للدولة مبخوت بن ماضي ومهامه وصلاحياته المستقلة سوى مسمى رمزي شَكْلي كعضو مجلس رئاسة في عدن..

لكنه تصرف بتأثير عقلية محافظ سابق متسلط بصلاحيات رئيس جمهورية لا يغريه اليوم منصب شرفي صِوَري وشكلي هزيل. وعندما قال بالمفتوح أن لديه: برنامج نزول ميداني لتقييم أداء الإدارة المحلية في مديريات حضرموت خلال عام كامل أراد بخبطة استباقية كهذه طَمْر بعض ملفات سنوات إدارته الطويلة لحضرموت واستفاهامات كبيرة حولها؟؟.

عدا التحريض والتشويش على إنجازات المحافظ مبخوت بن ماضي الأخيرة وافتعال ما يعيقه عن إنجاز ما بدأه ويواصله بِهِمَّة وجدارة وتصميم فولاذي.. وسرعان ما انكشف رأس جبل الثلج المغموس في الوحل فجأة وأكثر بعد اعتراف فادي باعوم الضمني لاحقاً أمام من التقاهم قبل أيام فقط، الأثنين والثلاثاء ٢٩-٣٠ مايو في غيل باوزير والديس الشرقية ثم الشحر بوجود مخطط جاهز للفوضى باسم برنامج ((مكافحة الفساد المستشري والمُعَشْعِش في حضرموت). ولا يقصد به فتح ملفات المحافظين السابقين أحمد سعيد بن بريك أو فرج البحسني المكلفين بإدارة فتح الملف الكيدي(المعشعش)، ولا فتح ملفات الذين استولوا على البنك الأهلي وايرادات موانئ ومطار وأسواق وضرائب ومداخيل محافظة عدن وغيرها ٢٠١٩م ثم سربوا قصاصة اتهام كيدية طفيفة عن عهدة مالية كبيرة تأخر المدراء التابعون لأحمد لملس بتصفيتها ؟؟ وهو برنامج على وزن(مكافحة الأرهاب المشابه) مفبرك على مقاس محافظ حضرموت الجديد الأستاذ بن ماضي الذي مرت على مهامه كحاكم لحضرموت سنة واحدة فقط بغرض التضييق عليه شخصياً، وزعزعة أمن واستقرار حضرموت وتطفيش الإستثمارات قبل أن تجف أشادة سفراء اليابان وبريطانيا وأمريكا قبل أيام في الرياض بمستوى الإستقرار الأمني في حضرموت في عهد الرجل..

ولو بدأ فادي بفتح ملفات الفساد بالتحقيق في آخر سفريات صاحب التجربة السياسية إلى المانيا هذا الأسبوع لإجراء فحوصات طبية(روتينية) في آخر واقعة فساد،وكم تكلف من عشرات الملايين باسم فقراء حضرموت الذين يتباكى عليهم لظهرت حقيقة مصداقية من ينعق بتطهير الفساد من مماحكاتهم الفاشلة بضرب استقرار منطقتهم بأدوات رخيصة.

أما عشرات الملايين التي ينفقها فادي باعوم واحمد بن بريك وغيرهم يومياً بِسَفه على فرق الرقص والمطبلين والمستقبلين والبنادير ومواكب السيارات والمحروقات والزينة والبهارج والمقايل الباذخة والسهرات وتنقلات الفتنة وحراساتهم الشخصية والهبات الضخمة لأصحاب البيعة فلا تثير الإنتباه إلى تناقض أخلاقيات من يدعون أمام أعيان ومقادم وشيوخ ووجاهات حضرموت إلى محاربة الفساد ويمارسه وجماعته أمام الناس على الطبيعة بكل جرأة، بما فيها عشرات المليارات من الأموال العامة انفقوها مؤخراً على فعالية خاصة أعاقت صرف رواتب العسكريين والمدنيين.

ورحم الله أيام المناضل الأب حسن باعوم الذي كان يتنقل بسيارة أجرة مضعضعة لشرح قضيته في المكلا والشحر وعدن وغيرها بيد نظيفة وضمير لا يعتاش ويقتات من الفجور والكيد للشرفاء.

* هكذا بدأ السيناريو

كما هي خدعة شعارات مكافحة الفساد بدأ فرج البحسني قبل بزوغ فادي باعوم بدغدغة عواطف الحضارم بتقديم نفسه كمدافع عن أبرز مطالبهم الأمنية والعسكرية والخدمية لتهيئتهم للإصطفاف خلفه في معركة شخصية لا علاقة لها بواقع ومستقبل أهل حضرموت ولا مصداقيته.

. وقطع المحافظ مبخوت مبارك بن ماضي عليه الطريق فجأة مع استغراقه في إعداد ملابس ورتوش الفيديوهات باستعادة مطار الريان من الإماراتيين إلى أحضان الإدارة المحلية، وفرض نسبة ٢٠% من إيرادات منفذ الوديعة لصالح حضرموت وأهلها ، والمشاركة في إدارة المنفذ وتغيير حمايته العسكرية كخطوة أولى. وعندما أعلن البحسني انخراطه الكيدي كنائب رئيس مجلس الإنتقالي فاجأ بن ماضي كثيرين بمقولته الشهيرة والمحيرة: لن تكون حضرموت إلا سيدة قرارها))، وهذا ما تكرر أمس بالضبط في حضرة وفد الأتحاد الأوربي بالرياض لرجل يدرك ما يقول، وليعرف من يزعم أن حضرموت في جيب البحسني قدر حجمه، وأولهم صاحب المهمات الكبيرة المُعَظَّم نفسه. لم يكن فرج سالمين صاحب مشروع سياسي، وهو العسكري القُحّ قبل تعرضه لِحُمَّى وهذيان الطموحات، ولم يتعرض من قيادة الشرعية السابقة واللاحقة لما يدفعه للثأر والإنتقام ، بل أبقى على علاقته الخاصة بالأماراتيين وتظاهره الزائف بالإخلاص للقسمين الدستوريين السابق واللاحق للجمهورية اليمنية، على طريقة أحمد بن بريك مع أرباح ومغانم سلطة الشرعية وضدها على طول. أما ما الذي فعله به بن ماضي حتى يُفقد غيره حياديته ووسطيته، فيبدو لا شيء سوى ما قاله لي في المكلا ذات يوم مقربون جداً من البحسني( إن الرجل قد تغير كثيراً منذ أربع سنوات بعد إثارة الصحافة ووسائل التواصل لنشاطات واستثمارات بعض الشركات في المكلا وحولها ومصلحة حضرموت منها)، وربما لذلك أراد استخدام منصبه كنائب في مجلس الرئاسة باعتبار عوام الناس عندنا لا يميزون بين مسميات المناصب الصورية الوهمية وصاحب السلطة الفعلية. ولم يفهم الإنتقالي حتى الآن عوامل رفض الآخرين لطريقة إدارته في حضرموت وعدن وغيرها بسيطرة القوة لا بقوة النظام والقانون ولوائح الإدارة وتشريعاتها المستقلة، وبالتعطيل والأفساد والتدخل المركزي القسري كما حدث لبعض النقابات والهيئات مؤخراً وليس بالإصلاحات والتطوير واستقلال الحياة المدنية عن تطاولات العسكرتاريا.

* إحياء المرحوم والحوثي

وفي حضرموت المجتمع المدني والواعي مجدداً أردوا فرض تدخلات قيادات المجلس بالجهاز الأداري للدولة كبديل لسلطة المحافظ والمؤسسات والقطاعات الأداريه في استنساخ بليد وغبي لأدارة الحوثيين للمؤسسات والوزارات الحكومية بالمشرفين الذين خربوها وعطلونها. وكما كان عليه نمط تجربة إدارة الحزب الإشتراكي السابقة لجنوب اليمن بإخضاع مدراء ورؤساء المؤسسات لسكرتيري المنظمات الحزبية في المصانع والمعامل ثم سيطرة العسكر وعقلياتهم التي أوصلت البلد إلى الحضيض. ثم يقولون على الطريقة الأمريكية(لماذا يكرهوننا) ونسوا إن الحزب الإشتراكي اليمني فشل قبلهم في إدارة الدولة بعقلية العسكر وتدخلاتهم كما يفعل الحوثيون والانتقالي اليوم دون عبرة ودروس..

مع فارق إن صحوة الإشتراكيين المتأخرة قادتهم إلى خيار إيجابي بالوحدة الوطنية الذي يسجل تاريخياً لصالحهم في الجنوب قبل الشمال.. فيما يهرب ورثتهم الجدد عكسياً إلى التشطير الفادح. فالقياديون الحزبيون الإنتقاليون أمثال فادي باعوم وأحمد بن بريك وفرج البحسني وغيرهم كما في عدن يعتقدون إن مجلسهم الموقر هو مالك وصاحب السلطة الحصري والوصي على المحافظين والوزراء والمدراء يمارسونها بالتطاول والتطابز على اختصاصات الآخرين الرسمية دون أي صفة قانونية مخولة عدا مؤهلات قلة الحياء وقبل الوصول إلى السلطة أو السَّلْتَه.

ويصف أحد المطلعين على افتعال البحسني معاركه مع المحافظ بن ماضي بالقول: إن أبا سالمين استقوى بأدوات مجلس الإنتقالي لفرض سطوته على المحافظة وإعادة إنتاج أسلوب ادارة السلطة التقليدية المندثرة في الجنوب بسكرتير الحزب المتنطع، حيث السلطة الفعلية ليست للمدير والمحافظ أو الوزير المعين رسمياً بالقانون، يعني أرادوا تحويل البحسني وبن بريك إلى مجرد مشرفين حوثيين مُعَطِّلين لصلاحيات رئيس السلطة المحلية والتنفيذية(ألمحافظ)، وهذا ما حدث لمحافظ عدن المحسوب عليهم أحمد حامد لملس الذي ظل ينفذ رغبات حزبية مزاجية في إحلال مدراء ورؤساء مؤسسات مقربين بسحق المؤهلين وتجاوز سلطات رئيس الوزراء والوزراء، إلى أن وجد نفسه بلا قرار ومؤسسات ضحلة، وليس له الآن سلطة فعلية على الإيرادات والمرافق والمنشآت السياحية والمتنزهات والحدائق العامة و أراضي الدولة التي منحوها كعطايا على طريقتهم فبرأوا مرحلة عفاش من تركتها بمظالم أسوأ. ولعل تعالي نبرة أنصار الإنتقالي مؤخراً في فرض وإعلان دولة كرد فقط فعل على ما لم يتحقق لهم من احتكار تمثيل الجنوب، وليس تعبيراً عن ما يعرفون استحالته على مدى بعيد من كيان .

. أما كيف يعد فادي باعوم الناس بنقل مطالبهم إلى محافظ حضرموت، وبأي صفة وسلطة وظيفية، وهل يحتاج بن ماضي الذي يعمل بلا كلل أو ملل لخدمة أهله وناسه إلى وسطاء من هذا الصنف مع مواطنيه..؟؟.

** والنتيجة:

والمحصلة هي بصرف النظر عن نوايا الإنتقالي وصوابية أو خطأ خياراته وأساليبه ، فالواضح إن ما قاله أحمد بن بريك عن معوقات الإعتراف الدولي وتشبيه ذلك بوضع جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها يفترض مراجعة التجربة برمتها لجهة مدى قبول الناس الداخلي بهم وتصحيح منهجيته ومساره في إحراق المراحل على قاعدة تحوله التدريجي إلى حزب سياسي بعقلية مدنية وليس مواصلة الطريق نحو مجهول. وقد لفت انتباهي إلى ذلك الأستاذ العزيز صالح شائف بتجربته وخبرته السياسية في موقع عدن الغد وهو ينصح هؤلاء بحرص بالمراجعة والنقد الذاتي والتصحيح الفعلي، أما فرض المشاريع الخاصة على أرضية غير جاهزة أو لا تقبل طريقة وأدوات وأسلوب إدارتك لحياتها بالتجربة، فالمغامرة غير المدروسة واللامتوازنة تجعل ما يحدث مجرد عملية انقلابية عسكرية بكل أركانها وأدواتها، في تناقض مع شعارات بناء دولة عدالة ومواطنة متساوية ونظام وقانون.

والخلاصة:

١ - أفضل أن يختم بعض الناس حياتهم بهدؤ وشرف بدلًا عن عقلية التخريب والأذى.

٢- مشاريع التفكيك غير المشروعة ترتد في صدور أصحابها.

٣ - من السهل الاستيلاء على السلطة ولكن من الصعب إرغام الناس على القبول القسري بالحاكمين الجدد. 

٤ - حضرموت تحتاج إلى تركها وشأنها لإن مجتمعها إنتاجي خيري تعاوني في غالبه لا يقبل فوضى العاطلين.

والله الموفق