مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
الحقيقة أن الذي يجري في اليمن في اعتقادي ليس له خلفيات مذهبية بالمعنى الحرفي للكلمة باعتبار أن التعايش قائم منذ التاريخ الأول للإنسانية ، ومع الحكم على الأقل منذ 1400 عام ، ولم يحصل أن قام اقتتال طائفي باليمن ،لكن على مستوى الزعامات ، والمشايخ يتم أحيانا التغني بذلك ، مما يؤدي عند حدوث مشاكل استغلال التعصب القبلي والديني وبخاصة في مراحل الانكسار.. فإنه يتم هذا الاستحضار عند الضرورة التي يحتاجها السياسي أو زعيم القبيلة عندما تأتي أنظمة حكم تريد إحلال المدنية محل القبلية ..
إذن والحالة هذه فإن ما يحصل في اليمن له تداعيات وخلفيات معقدة ومتعددة ؛ فمنها الاجتماعية والسياسية ، والأمنية ، ومنها ما هو متعلق بالتدخل الإقليمي والدولي أيضاً ؛فالخلفية الاجتماعية أن كثير من السكان اليمنين والذين تمدنوا عبر التاريخ الحضاري لأنهم متواجدون أصلا قرب السواحل القابلة للتمدن أكثر من المرتفعات الجبلية في الغالب ،إضافة الى أن أبناء تلك المناطق قد اهتموا بالتعليم أكثر من غيرهم ويشكلون أبناء مذحج العمود الفقري لهم والذين قد يصلون إلى ثلاثة أرباع السكان بعكس ما يروجه الحاكمون من قبلُ ومن بعدُ من أن قبيلة حاشد هي أكبر قبائل اليمن ، وتليها بكيل الجبليتين ، فهذا مخالف للحقيقة إلا إذا كان من ناحية التنظيم والتمسك بالمعتقدات والعادات والاعراف، أما من حيث السكان وتفسخ القبيلة والاتجاه نحو المدنية فقبيلة مذحج تعد أكبر وأكثر لقبائل التي استبدلت العادات والتقاليد والأعراف بالقانون وإعماله في شتى نواحي الحياة ، فهي مدنية بطبعها ،لكنهم أي الحكام المستبدون هُمشوا في فترات حكمهم المتعاقب لحساب قبائلهم الموالية لهم والذين مكنوا من دخول الجيش دون سواهم، مما سمح للحكام المستبدون من أبناء جلدتهم بالاستمرار بالحكم حقب تاريخية من تاريخ شعبنا اليمني ، فبممارستهم العنصرية أولئك الحكام وسعيهم لإنتاج وتكريس أكثر من مواطنة درجة أولى ،وثانية ، وثالثة ،وهكذا ..
أما من الناحية الاقتصادية فلقد وصلت البلاد إلى شبه الانهيار الاقتصادي للدولة قُبيل قيام ثورة الــ11 من فبراير 2011 ، والذي هو من أسباب قيامها إضافة لعوامل أخرى ، ولقد وصفت الدولة في حينها من أن اليمن قد تصبح دولة فاشلة بالمقاييس العالمية في القريب العاجل ، فقامت ثورة الشباب في 2011 ووفقا لذلك نزل الثوار الى الساحات وقدموا تضحيات كبيرة وأزهقت أرواح غالية وعزيزة من أبناء شعبنا من قبل السلطات الحاكمة أنداك ،لكنهم في النهاية انتصروا وأسقطوا رأس النظام ، وأبقت المبادرة على جسم النظام ، وحصنت كذلك رأس النظام ..
نعم قامت ثورة ضد الحكم الفردي الأسري ومحاربة الفساد ، حيث تم الاستئثار بالسلطة والثروة من قبل عصابة عائلية ومن منطقة معينة الجميع يعرفها..
ومن جانب أخر فإن التحدي الأمني والعسكري ، نتيجة لتولي صالح الحكم والذي صادر الدولة له ولعائلته ، حيث ترأس الدولة واختزلها بشخصه وعائلته فقط ، فقام بإنشاء وحدات عسكرية موالية له في فترة حكمه الطويلة ، ومن مناطق بعينها ،وقام كذلك بزرع الفتن وتأجيج الصرعات وتسليح المتقاتلين والمتصارعين كي لا يفكرون بالحكم فيعملون على الإطاحة به ، وقد تكون تلك الفئات المتقاتلة مخالفة له في المعتقدات كالسلفين في صعدة والذين زرعهم في معقل الفكر الشيعي ، وكذلك ممن ينتمون له في المعتقد لمحاربة من يختلف معهم كالشباب المؤمن - الحوثيون - لمقاومة السلف الذي كونهم هو بإرادته ،إضافة إلى الاستفادة من القاعدة والتي لا تنتمي فكريا لمذهبه فشجعهم على الذهاب للقتال في أفغانستان خدمة لأجندات خارجية سواء أكانت خليجية أم أمريكية ،فذهب الشباب للقتال في افغانستان لمقاتلة الروس باتفاق ومباركة خليجية ودولية تحت مظلة أمريكية ، ومن ثم عاد الشباب المجاهد بعد انتهاء الحرب الأفغانية لأرض الوطن ، ونتيجة للفراغ وعدم استيعابهم في المؤسسات اليمنية ،ونتيجة كذلك للتدهور الاقتصادي فقد تم استغلالهم من قبل الدول والحركات لتخويف الخصوم ثم قتل من يخالفهم ،ونتيجة كذلك فيما بعد من عدم قدرة الجامعات استيعاب الشباب ،وعدم قدرتها توظيف الخريجين .. فتشكل جيش من العاطلين تم الاستفادة منهم وتوظيفهم في أماكن متعددة من العالم لحساب التيارات المتطرفة بالطبع ..
نعم ! إن الجيش والأمن لم يُبنيان على أساس علمي و وطني ، بل على أساس عائلي صرف كما سبق وأن وضحناه ، حيث قسمت اليمن الى محاور أو مناطق عسكرية .. تولى في كل محور من المحاور شخص من العائلة الحاكمة ، هذا بحد ذاته كان هو السبب في الفشل الذريع والهزائم المتلاحقة التي حلت على الجيش اليمني في معاركه على مستوى حدود الوطن كالحرب مع اريتيريا ،وفي الحروب الداخلية المتعددة كالحروب الستة المعروفة مع الحوثين ،وحروب الجيش والأمن مع القاعدة والتي لم تنتهي منذ زمن ، بل تحولت الى ارتزاق من الخارج مع كل أسف ..
وكان للاختلالات الأمنية وتدهور الأمن بشكل كامل أكبر الأثر لتوسع قوة المليشيات على حساب الجيش ، وما جرى من سقوط لصنعاء وتمدد الحوثين لمحافظات أخرى ،إلا بسبب أن القيادات السياسية قد عمدت الى إضعاف الجيش وهيبته وسمحت لمليشيات من إسقاط رمزيته الوطنية الجامعة ، وكذلك بسبب تحويل هذا الجيش نفسه الى مليشيات بلباس مدني ويتبع من هم أقل منه خبرة وعمرا ،لقد تمّ توجيه أفراد الحرس الجمهوري من قبل صالح وابنه كما يعتقد الكثيرون إلى اتباع أوامر قادة أنصار الله والتحرك حيثما يريدون ،وهذا هو الذي سمح للحوثين بالتمدد والتوسع بهذا الشكل السريع ، وهذا راجع كما يعتقد المحللون والخبراء العسكريون على وجه التحديد إلى توجيهات حصلت بالدعم اللوجستي و العملياتي للحوثين من قبل الرئيس اليمني السابق انتقاما من الشعب الذي ثار ضده ،وكما يعتقد أن هذا التمدد والتوسع جاء نتيجة لاستطاعة الرئيس السابق من إقناع عدد كبير من الوجاهات من أبناء مناطق الشمال بأن الحكم المقدس قد يذهب عليهم إذا لم يهبوا وينصروا الحوثين للحفاظ على الحكم المقدس المركزي في صنعاء خوفا من زواله بالدولة المدنية وبالديمقراطية التي أقرت في مؤتمر الحوار الوطني ، وهذا ما تجلى من خلال مخيمات الاعتصام سواء في صنعاء أو في حزامها الأمني ..
لقد وظف صالح كوادر من الحرس الجمهوري الذي بناه لحماية كرسيه والذي لم يستطع فعل ذلك نظرا للانشقاقات التي حدثت في العائلة الحاكمة مما أدى إلى انقسامها ،فأنقسم الجيش تبعا لذلك وتمزق الحرس الجمهوري بفعل قرارات هادي في ما سميت بالهيكلة ، والتي لم تؤتي ثمارها ، بل كانت خديعة كبرى ظهرت جليا في عدم تنفيذ أوامر القائد الأعلى عبد ربه منصور هادي عندما طالب الألوية العسكرية بحماية صنعاء ، ومن قبل ذلك بحماية عمران ،لكنها أمتنعت عن التنفيذ !؛ فبقيت قيادات ألوية الوحدات العسكرية في الحرس الجمهوري وغيره من الألوية موالية قلبا وقالبا لصالح وأبنه ،بسبب العقيدة العسكرية التي صنعها فيهم وتطورت الى شبكة مصالح يصعب تفكيكها بسهولة ،والتي تكونت طيلة حكم صالح لليمن والتي تجاوزت الـــ 32 سنة..
وكذلك هناك تحدي أخر هو التحدي الخارجي الذي هو ظاهر للعيان وبوضوح شديد خصوصا هذه الأيام بعد سقوط صنعاء وغيرها من المحافظات ، والتي لاقت استغراباً واندهاشاً من قبل معظم اليمنين والذين لا يدركون بواطن الأمور لما يجري في كواليس عالم السياسة ، والمؤامرات والاتفاقات الدولية على مستوى كامل المنطقة ونصيب اليمن منها ..
إن ارتباط بعض القادة العسكرين والقادة اليمنين عموما بالمكون الخارجي له تاريخ طويل ، فعلي عبد الله صالح قد تم إيصاله إلى الحكم عن طريق المؤثر الخارجي ،ونتيجة لذلك فإن ارتباطه قد مكّنه من الخروج سالما من الثورة السلمية اليمنية ،بل وتمّ تحصينه عن كل الانتهاكات التي مارسها ، وكذلك عن الفساد والإفساد الذي مارسه أثناء حكمه ليس فقط هو بل وأركان حكمه ،كما أن ارتباط بعض شيوخ القبائل ليس بخافي على أحد ايضا ، وارتباط كذلك بعض من زعماء الإسلام السياسي بالخارج معلوم ومعروف ،إضافة إلى جيش كبير من رموز القبائل الذي كانوا الى ما قبل 2011 يستلمون رواتب من العربية السعودية ،وأخيراً فإن ارتباط الحوثين والحراك الجنوبي بالدعم الايراني المباشر باتت وسائل الاعلام الإيرانية عبر مسئولين كبار يرددونه ويعتبرونه نصرا مؤزرا لمشروعهم ويتباهون بأنصار الله ويصفونهم بأسياد اليمن لا بل والجزيرة العربية ، ويباركون للحوثين بهذا الانتصار الذي لم تستطع ايران بجيشها ومخابراتها إنجازه خلال عشرات السنين ،كما أن دعم الحراك الجنوبي من قبل إيران هو الأخر يدّل على أن الذي يجري في اليمن ليس مرجعيته طائفية ، وإنما لغرض سياسي بامتياز أدواته يمنية ولحساب دول خارجية ..
alasaliali@yahoo.com