معلومات جديدة حول هروب المخلوع بشار الأسد من سوريا أسماء الخلية الحوثية التي صدرت بحقها أحكام إعدام وسجن طارق صالح يتوعد عبدالملك الحوثي بمصير بشار ويقول أن ''صنعاء ستشهد ما شهدته دمشق'' تطورات مفاجئة… الجيش الروسي يطوق قوات أوكرانيا بلينكن يحدد شروط اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة السورية الجديدة دعوة إلي عقد مؤتمر مانحين عاجل لدعم اليمن وقف النار في غزة واتصالات سرية لإنجاز الصفقة شرطة كوريا الجنوبية تدهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار دول عربية تبدأ بإرسال مساعدات لدعم الشعب السوري بعد سقوط الأسد روسيا تطلق تصريحات جديدة حول الاسد وتجيب عن إمكانية تسليمه للمحاكم
لا تأسرني مدينة مثلما تفعل مدينة عدن بكل ما فيها جمالها بحرها وأهلها , لكنها هذه المرة كانت أكثر جاذبية وروعة , الأجواء الرائعة التي صاحبت بطولة كاس الخليج صنعها أبناء وبنات عدن , و قدم هؤلاء صورة غاية في الروعة عن اليمن لا بعشقهم للرياضة فقط ولكن لمستوى وعيهم وأناقة تعاملهم مع هذا الحدث الذي حملت البلاد بسبب سوء الأداء الحكومي مالا تستحق ..
عدن التي ظلت ترقص طربا حتى الفجر ابتهاجا بالبطولة وأملا في أن يؤدي منتخبنا الوطني كرة القدم ما يستحق ذلك الاهتمام الشعبي العريض والإنفاق المالي الكبير , والفساد الذي استظل تحت لافتة المخاوف من نقل البطولة إلى بلد آخر بسبب عدم القدرة على الاستضافة , لكن تلك الجماهير المتعطشة للفرح صدمت أكثر من مرة , الأولى بالنتائج الكارثية للمنتخب والثانية ببجاحة وزير الشباب والرياضة الذي ظهر معتوها , وسفه هذه الآلاف وكل من يطالب بمحاسبته عن الأموال التي أهدرت وعلى الأداء السيئ لكرة القدم اليمنية ..
بحجم التفاهات التي أطلقها المسئولون عن الرياضة في بلادنا كانت الفضائح وكانت الانتكاسة التي أغضبت الأشقاء قبلنا , لان تلك الجماهير المتميزة خصوصا الجماهير النسائية التي كانت ملح البطولة وأجمل ما فيها كانت تستحق أن يقدم هذا المنتخب الكسيح اقل ما يتوجب عليه عام ونصف من الإعداد والملايين التي صرفت ..
عندما وجهت صحيفة الثورة نقدا مقذعا لرداءة اللوحة الافتتاحية للبطولة وصبت جام الغضب الرئاسي على وزارتا الثقافة والإعلام قلنا حينها أن الكل سيكون عرضة للحساب لا لان المليارات التي صرفت حرمت خمسة وعشرين مليون شخص من حل مشكلة الكهرباء ولا لان هذه المبالغ كان الملايين من العاطلين أحق بها من العنتريات التي أظهرها وزير الشباب والرياضة الذي أكد انه لا يجيد التفريق ببين مهاراته كخطيب جمعة و مسئولياته عن نصف سكان اليمن وتطوير الرياضة ..
لم يحصل شيء مما توقعنا بل إننا فوجئنا إن الشلة المطبقة على موقع الرجل الأول قد خرجت علينا بخبر رسمي عن اتصال رئاسي وإشادة بما قدمه المنتخب , وتحويل القضية الى معركة سياسية مع أطراف اجزم إنها لا تشكل أي تحد لاستضافة البطولة وان كلما ذكر عن إمكانية النقل إلى بلد آخر والفشل في الاستضافة مرده أمران , الأول العجز الحكومي الفاضح في انجاز الملاعب والفنادق والرغبة في زيادة مقدار النهب للأموال العامة تحت مبرر إن البلاد أمام تحدي سياسي كبير , والثاني أطراف إقليمية باتت تعرف جيدا كيف تبتز نظام الحكم لدينا واستخدمت هذه الاستضافة فزاعة وأوكلت الى رئيس اتحاد كرة القدم البحريني مهمة الإساءة لليمن ولوسائل الإعلام الممولة من الشقية مسئولية التسريبات المتواصلة ..
الحقيقة التي لمستها في عدن ان الشقيقة الكبرى قد نجحت في ابتزاز الحكم لدينا , ولاحظت ان كبار المسئولين لم يصدقوا أعينهم وهو يشاهدون الحشد الجماهيري الضخم الذي امتلأت به مدرجات إستاد 22 مايو والشوارع المحيطة به , الى درجة ان الهم الرئيسي لهؤلاء هو الكيفية التي يمكن من خلالها حشد المشجعين وضمان ان لا يخترق هؤلاء من قبل عناصر الحراك الجنوبي ..
أبناء عدن كانوا يستحقون أكثر مما صرف على مدينتهم لان طلاء الواجهات الأمامية للعمارات لا يخفي حقيقة الأوضاع المأساوية لتلك المباني المتهالكة , كما إنها لا تحجب حقيقة ان المسئوليات قد اقتصرت على القادمين من العاصمة والذين استحوذوا على كل اللجان حتى الخدمية منها , وان المسئولين عن الرياضة يستحقون لعنات الجماهير لا إشادة الرئيس , والدموع التي ذرفت حزنا على سوء اداء المنتخب كانت تستحق موقف رئاسي مسئول يطيح بوزير الشباب ورئاسة الاتحاد وكل المسئولين عن الفضيحة الرياضية ..
اما عدن ولحج وغيرها من المحافظات الجنوبية فإنها تستحق وعي وإدراك رئاسي لأوضاعها , وليس التباهي بان من حضورا البطولة قد انتصروا للوحدة في مواجهة الطرح الانفصالي , فعلى العكس تماما اذا ظلت السلطة في نهجها القائم اليوم فإنها ستسخر الكل , إنها رسالة حسن نوايا من أبناء هذه المحافظات , وعلى الحكم ان يفهم جيدا هذه الرسالة والعمل سريعا من اجل معالجة كل الأخطاء الكارثية التي ارتكبت عقب حرب 94م ..
في عدن نماذج نسائية رائعة تستحق كل الشكر والثناء في طليعتهم فالنتينا عبد الكريم وسعاد محمد عبد الله , ولكن هناك حزب حاكم لا يستحق مثل هذه القيادات المتميزة .