شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
مأرب برس - خاص
تستمر الكثير من الأسئلة في البقاء وتظهر غيرها الكثير مع كل أزمة يمر بها عالمنا العربي والإسلامي خاصة في المنطقة الملتهبة التي لم تعد وحدها بصراعها الدائم محل الترقب والإهتمام العالمي الذي تحولت أنظاره إلى مناطق أخرى تشهد حاليا صراعا لا يقل في وحشيته ودمويته عن منطقة الصراع الطويل في أي شيء لأن "المشروع" الهادف إلى تغيير الخارطة الجغرافية للمنطقة بأكملها ينفذ بأسلوب "العنصرية المطلقة "التي استرخصت قيمة الإنسان العربي والمسلم "طريد الزمان اليوم" الذي لم يعد مجتمعا يساوي أسير من جنود "شعب الله المختار" لذلك ليس من المهم رسم الخارطة الجغرافية القديمة أو الجديدة للمنطقة بالدماء والأرواح والأشلاء والتدمير والتخريب حتى لو وصل الأمر إلى هلك الحرث والنسل تماما فالمهم حسب رغبة "ملوك الأرض" تنفيذ المشاريع المدرجة في عقولهم الشيطانية وذلك كله بالطبع من أجل عيون إسرائيل ومصالحهم الخاصة.
أمام تلك المشاريع التي حولت المنطقة إلى شلالات دماء يجد الإنسان السوي نفسه في موقع السائل الحائر الذي تتجه أنظاره إلى الحكام العرب لعله يرى منهم موقفا جديداً يتلائم مع حجم الكوارث التي تحدث ممنيا نفسه بقرار عملي من قبلهم يواجهون به المشاريع ويعملون من خلاله على حماية كراسيهم أولا وأرضهم وشعوبهم رافعا من نسبة الأمل مع كل مرة تزداد فيها مراسيم القتل والتدمير إلا أن شيئا لم يتغير لأن الحكام لا يفكرون في أي جديد فالوقوف على أطلال "الكراسي"والحفاظ عليها هو "الإنجاز التاريخي "الذي يقدمه الحكام دائما لهذه الأمة حتى لو كان الثمن فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان إعتقادا منهم أن المشاريع قد انتهت عند هذا الحد وأن كراسيهم في أمان بعد أن تلقوا وعوداً "سرية"بذلك ولهذا يبذلون الغالي والنفيس لتمرير المشاريع ولا بأس أن يكون الثمن دماء الأطفال والنساء في تلك الدول العربية والإسلامية.
أمام تلك المشاريع يسأل الإنسان بجنون عن الأسباب الحقيقية التي تجعل الحكام يغيبون عوامل المواجهة والنصر التي وهبها الله لهذه الأمة (الدين - الثروة - الموقع الجغرافي)فإذا الإجابة تأتيه صاعقة مدوية فالثروة بأكملها بددت في زينة الدنيا الفانية وما تبقى منها في بنوك الخارج والموقع بأكمله أصبح
ــــ
ممراً للمشاريع والدين تحول إلى غطاء يحاولون به شرعنة العمالة والخيانة بفتاوى الضلال التي جعلتهم كرهبان بني إسرائيل يحرمون ما أحل الله ويحللون ما حرم الله.
أمام تلك المشاريع يسأل الإنسان نفسه أين مشاريع الحكام العرب فتأتيه الإجابة عبر "التوريث" للأبناء الذين سيعملون بالتأكيد على تنفيذ الوصايا الخيانية للآباء وأهمها بالطبع إرضاء أميركا التي أصبح إرضاؤها غاية لا تدرك وتأمين إسرائيل والحرص كل الحرص على ذلك الإرضاء وذلك التأمين ولو كان قربان ذلك دماء الأطفال والنساء في لبنان وفلسطين. أمام تلك المشاريع التي حولت المنطقة وشعوبها إلى حقل تجارب للخرائط والأسلحة الذكية الفتاكة التي لا تعرف سوى المدنيين يبحث الإنسان عن الحكام العرب لعلهم يفعلون أو يقولون شيئا فيجدهم وبصوت واحد يقولون "أوكيه" ويتركون مهمة الفعل لأجهزتهم الأمنية التي تستقبل الشعوب المعارضة الرافضة لكلمة "أوكيه" بأحدث ألوان العذاب والقتل التنكيل.
أمام أنهار الدماء وأشلاء النساء وجثث الأطفال والمدنيين الأبرياء يلتفت الإنسان نحو الحكام العرب فإذا بهم يجتمعون ويتضاحكون بمسؤولية وتعقل مثل كل مرة بل ويقولون أنهم لن "يحاربوا" من أجل لبنان أو فلسطين مؤكدين ذلك بفتاوى علماء السلطة المدعومة بالجيوش المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة القادرة على التعجيل في إرسال روح أي معترض من الشعوب إلى الدار الآخرة.
أمام مناظر التدمير والتخريب في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان يبحث الإنسان عن الحكام العرب فإذا الإجابة عن مكان وجودهم تأتي في رسائلهم السرية والعلنية التي يبعثونها إلى أميركا والتي تحمل المباركة والتأييد للأصدقاء الأوفياء في واشنطن .
أمام ذلك كله يسأل الإنسان هل هؤلاء الحكام "عرب" وهل هم "مسلمون" أم أنهم يحملون أسماء عربية فقط بينما هم من جنسيات مختلفة قد تكون من إسرائيل أو أميركا أو أستراليا لأن الأحداث أثبتت أنهم لا يعرفون معنى العروبة ولا ينتمون إلى الإسلام أبداً إذ أن تصرفاتهم أصبحت مخالفة تماما لتعاليمة التي تحث على العدل والكرامة والرجولة والخير والأخلاق ونصرة المظلوم والدفاع عن الأرض والعرض.. إلخ وهذه الأشياء ليس لها في الحكام أثر.
أمام ذلك كله يسأل الإنسان عن تاريخ "وإسلاماه...وامعتصماه"وأين الحكام العرب منه فلا يجد لهم أذن تسمع أو عينا تدمع أوقلبا يخشع فكم من صرخة أطلقتها نساء فلسطين محددة الحكام العرب بالاسم وكم من صرخة جائت من لبنان والعراق وأفغانستان فلم يلبي أحد منهم النداء ولم يستجب أحد لصرخات الاستغاثة.
أمام ذلك كله يسأل الإنسان عن مواقف الحكام العرب "العقلاء" الذين يتحلون بشعار "المسؤولية"في كل ما يقومون به فتأتي الإجابة من بورصة الأسعار البشرية حيث يقف المواطن العربي والمسلم خارجها إذ لا ثمن له لأن العقلانية والمسؤولية للحكام العرب لا تمانع في دخول البورصة البشرية لتعادل الأمة العربية والإسلامية بأسير واحد من جنود إسرائيل.
أمام ذلك كله يبحث الإنسان عن "فحولة" الحكام العرب فيجدها واضحة في طرق إدارتهم لبلدانهم وشعوبهم العاجزة الضعيفة التي تعيش في مؤخرة العالم وعيا وتطورا برغم الثروات الهائلة المتوفرة في الأوطان.
أمام ذلك كله يبحث الإنسان عن "رجولة" الحكام العرب في مواجهة كونداليزا إبنة رايس التي تتفنن في ممارسة هوايتها المفضلة كل ما اجتمعت بهم "بسط نفوذ المرأة على الرجل" فلا يجد الإنسان لحكامنا أمامها "رجولة" بل يراهم متوسلين خانعين يحلمون بابتسامة رضا عليهم من "فمها الجميل".
أمام ذلك كله يصل الإنسان إلى خاتمة" السيرة العطرة "للحكام العرب والمسلمين والتي تقول أن العالم لم ينجح في تمرير مشاريعه نتيجة القوة التي يمتلكها بل لأن الحكام قاموا بتنفيذ التوجيهات والأوامر على أكمل وجه ولولا تفانيهم في خدمة أسيادهم ما استطاع أحد المساس بطفل عربي واحد ولما استهانت إسرائيل بكل القيم البشرية والمعايير الإنسانية مستبيحة أرض وعرض هذه الأمة، كما أن الإنسان يستخلص من كل ذلك أن حالة "الإنبطاح"عند الحكام العرب أصبحت مرضا مزمنا مستعصيا تزداد آلامه مع صوت وصورة كونداليزا رايس التي تحولت إلى كابوس يؤرقهم ليل نهار وإن الخلاصة بذلك تؤكد أن معايير الرجولة لا تتوفر أو تظهر ولو بأثر بسيط في شخصيات الحكام العرب وإن ظهروا بمظاهر الرجال شكلا ولبساً وعليه فإن الأمل في أن يقوموا بعمل الرجال في حكمهم والدفاع عن أمتهم أصبح مفقوداً لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
لقد أثبتت الأحداث والوقائع التي عصفت وتعصف بالأمة أن الحكام لم ولن يتصرفوا تصرفات الرجال لأنهم في الأصل لم يتربوا على معانيها كما أنهم لم يعملوا على اكتساب قيمها لذلك ليس من الغريب أن يظهروا بهذه الصورة التي كشفت عورتهم أمام العالم لكن الغريب إعتقادهم أنها لا زالت مستورة ولكن كيف لإنسان يخفى وجهه في التراب ويرفع مؤخرته عاليا أن يكون مستور العورة.
إن آخر سطر في سيرة حكام بنى يعرب موجه إلى الأسرة العربية والمسلمة التي يجب أن تحرص على الإستفادة والعظة والعبرة من حالة الحكام العرب الناتج الفعلي للتربية الفاشلة التي تدفع الأمة بأكملها ثمنها اليوم في أرضها ودمها وعرضها والعيب في ذلك كل العيب على الأمة التي تقبل على نفسها أن يحكمها أشباه الرجال.
aalmatheel@yahoo.com