في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
حيث الانسان يزهر من محافظة لحج ويحيي أمالا كانت طي النسيان ويبعث الحياة في مزرعة جدباء كانت للأشقاء السبعة... الحلقة الثانية
موجة غبار متوقع أن تتأثر بها 5 محافظات يمنية
رئيس واحد يقرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة ويعبر عن حنقه
نتنياهو يتوعد .. نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
عاجل: أمريكا تضع المشاط و الناطق باسم الحوثيين وقيادات أخرى على قائمة الإرهاب وتعلن بدء سريان قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
تفاصيل اجتماع عبر الإتصال المرئي عقده رئيس الحكومة اليمنية مع رئيس وسفراء بعثة الإتحاد الأوروبي
النصر السعودي يعود بنقطة من إيران
الرئيس العليمي يصل القاهرة ومعه اللواء سلطان العرادة للمشاركة في القمة العربية
ولي العهد السعودي يوجه دعوة للمعارضين المغرر بهم للعودة الى المملكة بشرط واحد
لم يكن عام 2011 عاماً عادياً بالنسبة لليمن وغيره من دول الربيع العربي، فلقد كان عاماً نفض اليمنيون فيه عن عقولهم سنوات الإستكانة والرضوخ، ولم يقلعوا عداد التمديد كما ذكر أحدهم متبجحاً بل وعداد التوريث. يدخل عام 2012 واليمنيون يحذوهم الأمل في عام أفضل وهم الذين كانوا يرون كل سنة تمر أسوأ من التي قبلها حتى عشعش اليأس في صدورهم. هاهي ثورة التغيير بدأت تؤتي ثمارها وتنسم اليمنيون معاني الحرية وبدأت قيم الفساد تتدحرج وتتهاوى فلم يعد الفاسد اليوم محل الاحترام بل أصبح المحتقر، ولم يعد هو القدوة لأجيال الصغار بل صارت التضحية هي عنوان الرجولة والوقوف أمام الظلم هو البطولة. في العام الماضي أظهر اليمنيون أن لديهم مخزون هائل من قيم التضحية والإستبسال والتحدي للظلم والدفاع عن الحقوق مما يمكنهم من بناء دولة مدنية حديثة تسودها العدالة والحرية. ودارت عجلة التغيير ليبدأ اليمنيون عامهم الجديد نحو الثورة التالية وهي ثورة القيم وتغيير الذات، فلم يكن نظام صالح ليستمر كل تلك الفترة لولا كثير من القيم الخاطئة في ثقافتنا و مجتمعاتنا، ولكي يحدث التغيير الحقيقي فان الثورة التالية في العام الجديد هي الثورة الثقافية من أجل تغيير القيم الخاطئة وبناء قيم جديدة تكون أساساً لبناء اليمن الجديد. إن تغيير النظام الحاكم ليس كافياً لإحداث التغيير في حياة الناس ما لم تتغير القيم الذي يحلمها الحكام الجدد وفي نفس الوقت مالم تتغير القيم لدى الشعب حتى يظل هو الحارس الذي يقوم خطأ الحكام ويعيدهم إلى جادة الصواب عند انحرافهم أو يسارع في عزلهم قبل أن تستفحل المشكلة وترتفع ضريبة التغيير. سيظل التغيير شكلياً فقط طالما كانت عملية التغيير تقتصر علي استبدال أشخاص النظام الحاكم بأشخاص آخرين يحملون نفس القيم والمعايير والنظرة للوطن والشعب والأخرين .
في عام 2011 أثبت الشعب بكل أطيافه قدرة عجيبة علي التحدي والثبات والحشد وبنفس هذه القدرات يمكن الإستمرار في العام القادم لإحداث التغيير الثقافي وبناء القيم الجديدة لليمن الجديد، قيم القدرة علي التعايش مع الجميع، واحترام الاخر والتفاني في أداء الواجب، قيم احترام العلم والدفع بجيل الأبناء نحوه لبناء نهضة علمية واقتصادية والتخلي عن العادات الاجتماعية السيئة، قيم احترام النظام والقانون والإلتزام به والوقوف أمام كل من يخالفه .
لا شك أن هذه هي الثورة الأصعب والتحدي الأكبر لأنها تستدعي الوقوف أولاً أمام العادات التي اكتسبناها عقوداً طويلة والفناها مما يجعل التخلي عنها أمراً ليس بالسهل، لكن روح الأمل التي أظهرها اليمنيون تثبت أن هذا هو الوقت المناسب وأن النفوس حالياً في أفضل مراحل الإستعداد لتقبل هذا النوع من التغيير، ويحتاج الأمر لنفس الحشد الإعلامي والمادي والتنظيمي الذي حدث في عام 2011. وكما انتصر اليمنيون في تغيير النظام السياسي وزرع الأمل محل اليأس فبلا شك أنهم سينتصرون في ثورة التغيير الثقافي .