سبق وأن تناولنا في الجزء الأول المنظومة التي أفسدت اليمن و فيما يلي بعض تفاصيل هذه المنظومة :

لهذه المنظومه الاخطبوطيه عده اذرع قويه وطويله وفي بعض الاحيان خفيه وقد تعملقت هذه الاذرع على مدى ثلث قرن من حكم صالح لتحل محل القوى التي ظهرت مع بدايه حكم صالح وهذه المنظومه تعمل بتناغم كامل على ايقاعات صالح الماهره.

وفي هذا المقال سنناقش المنظومه العفاشيه وليس كل مراكز القوى السياسيه التي حكمت مع صالح على مدى ثلث قرن بشكل او باخر وهذه المنظومه تم بنائها على اساس التبعيه لصالح بشكل حصري وهو الوحيد الذي تنصاع له بشكل مباشر ولكنها في الاساس متنافسه فيما بينها لضمان عدم تكتلها فتسدد سهامها باتجاه صالح نفسه ولكن بعد الثوره استطاعت هذه الاذرع وضع خلافاتها جانبآ والتوجه لمحاربه العدو الجديد الذي استطاع تحييد صالح بشكل رسمي وهذا العدو هو الثوره الشبابيه الشعبيه السلميه

نستطيع تشخيص هذه الاذرع على اساس اشخاص او مراكز قوى واذا نظرنا اليها كمراكز قوى قد نتوه بعض الشي بسبب الترابط العجيب بينها وكذلك التداخل المريب فنجد الامن القومي كواحد من اهم مراكز القوى ومع هذا نجد له امتددات داخل مراكز القوى الاخرى مثل الحرس الجمهوري ولهذا سالجأ لذكرها على اساس اشخاص لضمان وضوح الصوره بشكل اكبر فهذه القوى ترتكز على اشخاص بعينهم يلتف حولها اشخاص اخرين وهكذا الى ان تتكون قوه معينه لها وظيفه معينه في لعبه القصر الصالحي وهي كالتالي:

- احمد علي عبدالله صالح الوريث الرسمي لوالده في حكم البلاد والعباد وقائد الحرس الجمهوري وصاحب اليد الطولى داخل المؤتمر والمسيطر على الاستخبارات العسكريه والذي يأتمر بامره علي الشاطر وكان من حلفائه عبدالخالق القاضي صهره والمدير السابق للخطوط الجويه اليمنيه ويسيطر ايضآ على ملف الاستثمار بشكل كامل عن طريق تعيين المسئولين المكلفين بهذا الملف امثال العطار وصبره والضبعي وكذلك لديه شبكه واسعه من التجار المواليين له وعدد كبير من اعضاء مجلس النواب

- يحيى محمد عبدالله صالح ويعتبر اقوى شخصيه في المنظومه العفاشيه من حيث تعدد تحالفاته الداخليه والخارجيه واستطاعته الظهور بشكل كامل كسياسي وعسكري واعلامي وخيري وكان يطمح للصعود الى سده الحكم بعد عمه ويرى نفسه الاحق بهذا وهو الوحيد الذي تجرأ منهم وصرح بكل وضوح عن موقفه من الثوره والثوار والجيش الحر الموالي لها ولديه تحالف قوي مع عبدالقادر هلال ويعتبر ذراعه الظاهر في المجال السياسي وكذلك مع اللوبي الخباني وعدد لابأس به من اعضاء مجلس النواب

- طارق محمد عبدالله صالح كان الاقرب لصالح على مدى فتره طويله وكان اكثر الناس معرفه بشخصيته وتصرفاته بل اكثر من احمد علي نفسه وكان مشرفآ على الحرس الرئاسي بالاضافه الى اللواء الثالث حرس جمهوري ووكانت جميع التعيينات التي يصدرها صالح لا تتم الا بعد مرورها عن طريق طارق وهنالك من يتهمه بمحاوله اغتيال صالح لاعطاء الابناء ذريعه للانقضاض العسكري على خصومهم المنضمين للثوره وربما هذا السبب اذا صح يفسر إبعاد صالح لطارق عن محيطه الحالي

- عمار محمد عبدالله صالح وكيل جهاز الامن القومي وكان يضغط صالح بشده على الولايات المتحده لجعله المسئول الاول على ملف الارهاب وايضآ كان يعتبر عمار الوريث الشرعي لعلي الانسي بعد التخلص منه عقب التخلص من علي محسن وابناء الشخ عبدالله الاحمر وبالرغم انه ازيح من منصبه مؤخرآ ولكنه لازال يملك نسخه كامله من ملفات الامن القومي واجهزه التصنت وادوات الملاحقه وكذلك الكثير من كوادر الامن القومي ومن اهم اذرعته داخل الامن القومي حافظ علي احمد السياني واكرم محمد القاسمي

- محمد صالح الاحمر قائد القوات الجويه وكان لديها تحالفات محسوبه على الحوثي بل ان اغلب المقربين له منهم وهو يعتبر من اكثر الشخصيات المكروهه على المستوى الشعبي

- علي صالح الاحمر مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحه وعضو منظمه سريه يقودها ضابط كبير في الجيش م. ع.ق. وقد تم استيعاب علي صالح بعد صعود اخيه لسده الحكم وينضوي تحتها ايضآ ضابط سابق اخر برتبه لواء وضابطين برتبه عميد ولهم مناصب سياسيه وحكوميه وهذه المجموعه لديها باع كبير في الاغتيالات السياسيه والتجاره المحرمه وللعلم هذه المنظمه قامت بقتل ابن علي صالح وايهامه انهم سنده في الاخذ بالثأر من القاتل المزعوم وثلاثه من كبار قادتها لهم يد مباشره في تخطيط وتنفيذ اغتيال الرئيسين ابراهيم محمد الحمدي واحمد حسين الغشمي

- احمد الحجري خال خالد علي عبدالله صالح وخالد الارحبي زوج ابنة علي عبدالله صالح والمسئول الحقيقي عن امانه الرئاسه ويمثلان في اوساط المنظومه العفاشيه بما يسموه ( اللوبي الخباني ) ومن مصادر قوه اللوبي وزاره الماليه والضرائب وشركه النفط والامانه العامه للرئاسه وطائفه من التجار وهذا اللوبي يعتبر من اخطرها واذكاها واكثرها تنظيمآ وهدوءآ ولديه تحالف قوي مع كلا من احمد علي ويحي محمد عبدالله صالح

- عبدالرحمن الاكوع ( اللوبي السياسي ) وله قوه كبيره لا يستهان بها داخل المؤتمر ويتبعه الكثير من اعضاء مجلس النواب والمحافظين وكان يعمل على توريث وزاره الخارجيه لنجله خالد وهذا اللوبي يميل لاحمد علي بشكل كامل

- نعمان دويد محافظه صنعاء واجهه ( اللوبي القبلي ) وكان ومازال مكلف باخضاع محافظه صنعاء اداريآ وقبليآ ومن مهامه جمع قبائل خولان تحت سيطرته وجعل دويد المضاد القبلي لحميد الاحمر وهناك وجاهات قبليه اخرى في المنظومه متمثله بكهلان شوارب وعلي حميد جليدان وابن اخيه جليدان محمود جليدان ومبخوت المشرقي وفايز العوجري وصغير عزيز

هذه هي الاسماء الاساسيه ويلاحظ اما انها من عائله صالح او من اصهاره وكل فرد منهم لديه اسباب قوه معينه وفي نفس الوقت هذه القوى تتصارع وتتحالف بشكل خفي فيما بينها فنجد ان يحيى صالح واشقائه طارق وعمار لديهم حلف خفي فيما بينهم وان اظهر بعضهم انه مستاء من يحيى ولكن الاهم يجب علينا ان نراهم كوحده واحده جعلتهم الثوره اكثر التفافآ حول بعضهم ، والله من وراء القصد