من مفردات الثورة
بقلم/ د:عبدالغني النور
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 22 يوماً
الأربعاء 20 يوليو-تموز 2011 10:09 م

الثورة مدرسة ونحن نعيش هذه الأيام واللحظات في ربوع هذه المدرسة التي سرعان ما ينقضي زمنها وتمر ساعاتها وأيامها كلحظات خاطفة مليئة بالأحداث والدروس والعبر, نتعلم فيها كيف نحيا بكرامة وشموخ, الثورة تثبت للعالم أن الناس سواسية كأسنان المشط, لا فرق بين الحاكم والمحكوم فهم في نظر القانون سواء, غير أن الحاكم مكلف وليس مشرف , لذا نجد الثورات تسقط الأنظمة والحكام الفاسدين, وتنتصر للشعوب المظلومة. وليس هناك مفردات أجمل من مفردات الثورة لأنها ذات معنى أصيل, مرتبط بأنفسنا كبشر مكرمين على سائر المخلوقات , منها الإيثار وتراثنا العربي والإسلامي غني بالأحداث المرتبطة بمهفوم الإيثار معنى ودلالة, ففي تاريحنا رتبة الإيثار هي إعلى المراتب ,وكما قيل ينشأ الإيثار عن قوة اليقين وتوكيد المحبة, والصبر على المشقة, مع الرغبة في الأجر والثواب. كما أن قاموس الثورات الإنسانية مفعم بهذا المعنى, وممن عبر عن مفهوم الإيثار الثوري هو نشتيه جيفارا الذي ترك المناصب ليتفرغ لعمله الثوري في أماكن أخرى غير مسقط راسه فما بالنا نحن, و الذي قال

الطريق مظلم وحالك فإن لم نحترق أنا وأنت فمن سينير الطريق .

والشعب اليمني اليوم قدم أروع الأمثلة في التضحية والفداء محققا هذا المفهوم, تجلى ذلك في بذل الروح

والوقت والمال, وهو يصنع الغد المشرق ليمن عصري جديد في ميادين التغيير والحرية,ولن يذهب ذلك سدى, سنجني الثمر بإذن الله, وستقر أعين الشهداء بتحقيق النصر وإقامة ميزان الحق والقصاص .

وعرفانا منا بالجميل, ووفاء لكل شهيد قدم نفسه فداءللوطن لننعم بالدولة المدنية المرتقبة والتي نستهلها

بمجلسنا الإنتقالي وهو الأداة والوسيلة الأولى التي نسعى بها لتحيق ما نصبوا إليه , ليحسم الشباب أمرهم وليكن مبدأ الإيثار هو الحل عند الإختلاف وهو العلاج عند السقم, لأن المرحلة حساسة وخطيرة والمتربصين كثر, في الداخل والخارج, فهم يكيدون ليلا ونهارا لهدم هذا لصرح العظيم الذي أوصلتمونا إليه, ولن يكتمل البنيان إلا بعزم الشباب, وتضحياتهم, فهم الذين يختفون عند الغنائم, ويعرفون في المحن والشدائد, وما المجلس الإنتقالي إلا جزء جديد يتمخض من خليتكم, ونحن جميعا أفرادا ومنظمات وأحزاب عريقة أو وليدة الساحات سنعمل ونتنافس من أجل بناء يمن جديد, ونصنع في جنوب الجزيرة العربية حضارة جديدة هي إمتداد حضاراتنا السابقة وسنصنع شمسا في منتصف الليل .

الذين يعتقدون أنهم في ساحات التغيير وميادين الحرية, من أجل نيل الكراسي والوزارات لا نعول عليهم في

بناء وطن, فأنتم في الساحات مشاعل النور والهداية, وأنتم الفيصل بين الحق والباطل , فلا تخبيوا أمل الأمة فيكم عندما تفشلون في أول أختبار. وكيف سيعترف بكم الخارج, إن لم تعترفوا أنتم بأنفسكم والمجلس الإنتقالي هو إعترافكم بذاتكم والتعريف بأنفسكم لدى العالم .

علينا جميعا الإلتفاف حول المجلس الإنتقالي, لأنه لا وقت للجدال والنقاش العقيم لتقاسم حصص المجلس

الإنتقالي ,فليس المجلس غنيمة , وإنما التأخير والجدال والشعور بالغبن والتهميش في الساحات سيترك فجوات وفراغات يتسلل منها المتربصين بالثورة, ويشعلونها فتنا ونزاعات , وبالتالي ستشغلون عن أهدافكم, فلتكن نصب أعيننا اليمن , وكما تحلينا بالصبر والشجاعة, فهناك صفات أكثر أهمية لنجاح الثورة, وهي الإيثار والتضحية, وقبول الأخر , فلا شقاق في الساحات ولا خلاف , وكلمتنا واحدة وكلنا فداءا لليمن وأهله, وستخرج الثورة من جبتها بدولة مدنية , تثمن وتقدر تضحيات الجميع, تسعى بنا جميعا نحو فضاء فسيح من العلم والتقدم والرخاء والعدالة الإجتماعية .

وبالأخير رسالة إلى كل يمني محبا ومخلصا لوطنه اليمن خصوصا أؤلئك الذين ينتمون لقوات الحرس الجمهوري والخاص والأمن المركزي : :

هكذا قال الثوار

\" الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه \"