مأرب مدينة أشباح
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 14 إبريل-نيسان 2009 05:36 م


قال لي بعضهم بما أن مأرب محافظة النفط والسياحة والزراعة والآثار وبها كل مقومات يمكن أن تصبح بها أجمل مدن الجمهورية , ولكن يبدو أن صناع ال قرار بها يرسمون صورة قاتمة بعيدة كل البعد عن مفهوم الحضارة الحديثة للحياة ا . " المجمع " لا يجد أي مكان يذهب إلية سوى الانزواء في المكان الذي سينام فيه .

ويا ليت أن ألأمر يقتصر على زوار المحافظة فقط , لكن الأمر أشبة بمعاناة يومية لكل الساكنين في عاصمة النفط والسياحة والآثار نظرا لانعدام وجود أي منتزه أو حديقة يمكن أن تكون بمثابة المتنفس لهم .

حديقة المجمع " واحة " أشبة بمقبرة " منسية عافها الزمن وكرة زيارتها البشر , ظلت حينا من الزمن يوم أن كان بها بعض الشٌجيرات تسقى بماء البلاعات وقد شاهدت ذلك مرارا وبأم عيني , ثم ضاقت بأشجارها ألأرض وأعلنت الرحيل بعد أن أعلن القائمون عليها أن تكون في برامجهم العملية " واقعا منسيا " .

كل مدينة وفي أي مكان من الأرض يجد الزائر هناك متنفسا للخروج بنفسه وبأولاده, لكن مأرب " عالمٌٌ أخر " يدير شئونه قوم آخرون افتقروا إلى معنى صناعة ابتسامة طفل صغير أو نسمة هواء عليل يستنشق عبيرها زائر لحديقة أو منتزه .

قد يتحمل المجلس المحلي بالمدينة الكثير من المسئولية في صناعة هذا الفشل بوجه أو بأخر , لكني لست أدري هل إدمان هذا المجلس على الفشل قد ولد لبعض القائمين علية منهجا من الحياة بدون وعي استشعاري ووجداني فجعلهم طيلة هذه السنوات الطوال لا يستطيعون حتى أن يغرسوا شجرة أو يقيموا منتزه .

أتساءل أين حدائق مأرب وأين منتزهاتها , وأين مخططات تحسين المدينة وأين عشرات الملايين التي تجبى من المواطنين أين صرفت وعلى أي أساس صرفت وإلى متى سيظل هذا الوضع المخجل الذي حري على من كان مسئولا مباشرا عنها أين يعيد النظر من الجدوى في بقائه في منصبة .

لا يظن قارئ هذه السطور أننا نبحث عن حياة الرفاهية والترف بين منتزهات مأرب وحدائقها , لكننا نبحث عن أدني حقوق المواطنة لنا في هذا الشعب ونتمنى أن تكحل أعيننا بمناظر نذكر من كان سببا في إيجادها بشيء من الخير والدعاء .

أنه من المحزن أن يعود أي زائر لهذه المحافظة بانطباعات سيئة وقد سمعت زملاء كثر زاروا مأرب وأعني هنا تحديا " المجمع " التي تمثل العاصمة , فكانت انطباعات سيئة للغاية رسمت لوحة كما قال أحدهم " مأرب أرض صحراويه استطاعت أن تؤثر بملامحها الصحراوية حتى في منهجية وتفكير مسئوليها , يمارسون حياتهم يوميا دون أن يستشعر أحدهم حنينا للواحة خضراء أو منظر جميل يزين المحافظة .

نحن نعلم أن المظهر العام لأي مدينة يرسم لوحة أخرى في مخيلة الزائر تعكس مدى نجاح أو فشل القائمين على تلك المدينة ومدى قدرتهم على التخطيط والإبداع في رسم ملامح مشرقة لتلك المدينة .

علينا جميعا أن نتعاون في رسم واقعنا الذي نعيشه اليوم وسيعيشه غيرنا من الناس غدا .

على المجلس المحلي بالمدينة ورئيس المجلس المحلي والأمين العام الخروج بأرواحهم قبل أجسادهم في فهم أفضل للحياة , والخروج من روتين الفوضى اليومية إلى ساحات ألإبداع والتألق المنهي القائم على العمل الجاد والتعاون المثمر , والكف عن نبش أوراق كل طرف ضد الأخر , لأننا ننظر إليهم كصبية يتلاعبون لكن بمقدرات محافظة وبمصير ناس , وعليهم أن يحترموا مناصبهم قبل أن يحترموا ذواتهم .

حينها سيكون للحياة طعم أخر وانجاز أخر , لأن الجميع سيسألهم يوما ماذا قدمتم طيلة بقائكم على كراسيكم ..وأينا لمنتظرون!!!!!!