توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي
التطورات العلمية في تزايد مستمر، خصوصاً في المجال الطبي، وتهدف هذه التطورات في مجملها أن تقلل المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها المريض وتقلل كذلك فترة الإجراء والتدخل واقامة المريض في المستشفى وحصر التدخل الجراحي في أضيق الحالات. ولعل أهم مجال لذلك هو مجال مناظير الجهاز الهضمي والمناظير الجراحية التي تسمى الآن ( Endo Laproscopy ) أو جراحات اليوم الواحد.
هذه النهضة العلمية والتكنولوجية تجرى على قدم وساق في مختلف أنحاء العالم ونحن غارئبن عنها، لا نريد أن يكون لنا دور فاعل مشارك في هذه التطورات، ولكن على أقل تقدير أن نطّلع على هذه التطورات ونقوم بالاستفادة منها في رفع المستوى الطبي في بلدنا وألا نكون سلبيين الى آخر لحظة.
إن مجال مناظير الجهاز الهضمي يشهد قفزات عظيمة في التداخلات العلاجية وإيجاد حلول بسيطة للمرضى بشكل ميسّر وآمن، ولعل من أول وأشهر مثال لذلك هو علاج دوالي المريء والمعدة؛ فبدلاً من اجراء عمليات كبيرة ومعقدة لحل هذه المشكلة يمكن علاج هذه الدوالي بكفاءة عالية بواسطة المناظير باستخدام الحقن أو الربط.
مثال آخر هو استخدام المنظار في توسيع التضيقات في القناة الهضمية بواسطة بالونات توسيع سهلة الاستخدام. وهذه التضيقات قد تكون نتيجة لالتهابات او اختلال في حركية الجهاز الهضمي سواءً كانت في المريء أو الاثنى عشر او القولون. كذلك قد تكون هذه التضيقات نتيجة لاورام سرطانية مثلاً في المريء، وفي هذه الحالات يتم تركيب دعامات معدنية بعد إجراء توسيع لذلك التضيق خصوصاً عندما ينتشر الورم للاعضاء الأخرى.
كذلك عند وجود نزيف دموي نتيجة لاوعية دموية مشوهة او قرح التهاب يمكن ايقاف النزيف عن طريق المنظار بواسطة حقن الاصابة بمواد كيميائية او كيّ تلك الاصابات بالكيّ الحراري الكهربي او بالليزر، ويمثل ذلك حلاً رائعاً خصوصاً عندما توجد موانع لإجراء تدخل جراحي.
أما بالنسبة للاورام الحميدة والزوائد اللحمية فيمكن استأصالها بواسطة المنظار. كذلك إرتخاء عضلة اسفل المريء والذي يسبب ارتجاع الحم من المعدة الى أسفل المريء يمكن علاجه بدلاً من الجراحة التقليدية بواسطة حقن مواد مخصصة او استخدام الكيّ بالتردد الحراري، وكذلك يمكن علاج فتاق الحجاب الحاجز بواسطة المنظار.
أما بالنسبة لعلاج البواسير فيمكن علاجها بالمنظار عن طريق الربط الذي لا يحتاج تخدير ولا يسبب أي ألم. كذلك يمن تركيب انبوب تغذية للمعدة عن طريق الجلد بواسطة المنظار للمرضى الذين يعانون من صعوبة في البلع بعد الاصابة بالسكتة الدماغية، أضف الى ذلك علاج السمنة المفرطة باستخدام المنظار عن طريق نفخ بالونة داخل المعدة بحيث تشغل حيزاً في المعدة وتقلل كمية الأكل الذي يتناوله المريض ويمكن اخراج هذه البالونة بعد الوصول الى الوزن المناسب.
ولعل من أهم التطورات في مجال المناظير هو استخدام مناظير القنوات المرارية في علاج الصفراء واليرقان الانسدادي نتيجة وجود حصوات بالقناة المرارية او انسداد سرطاني للقناة المرارية ويمكن في الأخير إدخال دعامات واستخراج الحصوات، وهذه الإجراءات توفر على المريض عمل جراحي صعب يؤدي في اغلب الحالات الى مضاعفات خطيرة جداً.
ومن التطورات المذهلة هو استخدام الموجات فوق الصوتية بواسطة المنظار في تششخيص وعلاج اورام الجهاز الهضمي بدقة فائقة تفوق الاشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.
كذلك يتم الآن استخدام كبسولات المناظير للتشخيص بحيث يبلع المريض كبسولة بحجم عقلة الأصبع لها القدرة على التقاط آلاف الصور وبحيث تصل هذه الكبسولة الى أماكن لا تصل اليها المناظير التقليدية خصوصاً في الأمعاء الدقيقة.
إن من الاهمية بمكان نشر ثقافة طبية تواكب التطورات الطبية الحديثة وتعريف الأطباء بكل جديد، وإدخال مثل هذه الاجهزة الحديثة أول بأول سواءً من خلال القطاع العام او القطاع الخاص. وقد تم تجهيز وحدة جديدة لمناظير الجهاز الهضمي والقنوات المرارية بأحدث الاجهزة والامكانيات تقوم باستقبال جميع حالات امراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى آزال التخصصي.
أملنا كبير في مستقبل أفضل نتمتكن به إيصال أحسن ما يمكن للتخفيف من معاناة المرضى وبناء ثقة بين الطبيب والمريض اليمني وتوفير آلاف الدولارات التي تهدر في سفر المرضى للخارج.
* استاذ أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي - جامعة صنعاء