آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

الأجيال المسروقة
بقلم/ احمد القليصي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 7 أيام
الأحد 26 فبراير-شباط 2012 04:03 م

إن سرقة أحلام الأجيال وقتل طموحهم ودفعهم إلى اليأس وذبح مواهبهم والعمل على تجهيلهم يذكرنا بقصة الأجيال المسروقة ، التي ذكرها التاريخ عندما استعمر الأوربيون استراليا ، يذكر أن الغزاة البيض كانوا يسرقون أبناء السكان الأصليين لتعليمهم بعض الأعمال الزراعية وأمور الخدمة وتوزيعهم على المستعمرين البيض لخدمتهم والعمل في مزارعهم وقد سماهم التاريخ باسم الأجيال المسروقة ، وهذه السرقة لا تختلف عن سرقة أجيالنا ونشر قيم التخلف والفساد في أوساط المجتمع ، وإشاعة الفوضى والعبث بمستقبل الأجيال ، التي اجتهد الطغاة في تحطيمها حتى يبنوا على أنقاضها مزارعهم وملكياتهم وبرجوازياتهم الخاصة على أشلاء الأمة .

والطغاة متنوعي المصالح والوسائل ، وان كان طغاة الحكم لهم النصيب الأكبر إلا أن هناك طغاة الدين وطغاة المجتمع وهم لا يقلون خطراً وتأثيراً ، فطغاة الحكم كما يصفهم جبران خليل ( يسيطرون على الجسد وطغاة الدين يقيدون الروح ) وطغاة المجتمع يصنعون القيود .

ولكن تلك الأجيال المحطمة في ظاهرها ، خالفت تلك التوقعات وأظهرت ضعف وسطحية المراقب الذي ظن انها ميتة , لان المراقب والمتأمل لم يدرس بعمق نفوس اؤلئك البشر ، الكامن فيهم روح الحياة الكريمة ولم يلاحظ مدى شوقها إلى التحرر و الانعتاق من الذل واستعادة ما هو لها ،وهو ما أظهرته الصحوة الأخيرة للشعوب ، وهذا يوصلنا إلى حقيقة كونية وهي فطرية الحقوق ، وأحقية الكرامة ، وميراث الحرية ، ولذلك قيل أن المعركة بين القيم والمبادئ وخصومها هي معركة محسومة ، فليست كل الأساطير عن النصر فبعضها عن النضال لمعرفة هويتك الحقيقية وسبب وجودك .

وبعد السرد السابق لن نورد إحصائيات عن التعليم والصحة والأمية والبطالة وأشياء كثيرة لان من ينكر الخلل والكارثة الواضحة والتي يراها العالم قبل أن نراها نحن ، فهو ينكر الشمس والقمر والنجوم والبشر ، فإن مجتمعنا مجتمع متخلف تتفشى فيه الأمية وتعيث فيه الانقسامات وتسيطر عليه عادات وتقاليد فاسدة.

ولكننا رغم ذلك سنكون ايجابيين لنلفت الأنظار نحو النجاحات الفردية لبعض المبدعين كمن يحصد الجوائز ويفوز في مسابقات المواهب والإبداع ، وإن كانت حالات فردية وكما قال المفكر مالك بن نبي في كتابه فكرة كومنولث إسلامي ( إنني اعمل واليأس يملأ قلبي ) وهو يصف الحالة النفسية للمحطمين رغم إنتاجهم الإبداعي لكنها تبعث الأمل وتنعش الروح لمواصلة السير نحو الفجر ، ويحدوا سيرنا قول البردوني (فـولّى زمـان ، كعرض البغي *** وأشـرق عـهد ، كقلب النبّي) .

وهذه أللفتات حتى نحث السير لنلحق بالركب لأن تلك الأجيال المسروقة والأجيال الآتية تريد ما هو أكثر من الخطاب العاطفي و القول النظري والأماني البعيدة .

فنحن نحتاج من يستعيد تلك الأجيال بوسائل غير تقليدية لان تأخرنا غير عادي ، وجهود مضاعفة حثيثة ، منها تعليم متطور ، وتثقيف متنور ، وسقف حرية عالي جداً ، وتنمية الشباب وتشجيع الإبداع ، توعية المجتمع و إعادة صياغة القيم السائدة ، ودفعها للاحتكاك بالعالم الخارجي ، والخروج من جحور الاختلافات الصغيرة والانتقال إلى التنوع الواعي.

تحتاج تلك الأجيال المستعادة إلى اهتمام خاص يعيد لها ثقتها بنفسها ويتفانى في خدمتها وكما يقال في الفلسفة تحتاج  والى الترويزم حقيقي .