آخر الاخبار

8 دول بينها السعودية تعلن استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق رئاسة هيئة الأركان تنظم حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الفريق ناصر الذيباني. تصعيد عسكري حوثي في تعز.. القوات الحكومية تعلن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات واحباط محاولات تسلل قرار جديد للمليشيات الحوثية يستهدف الطلاب الذين يرفض أولياء أمورهم سماع محاضرات زعيم الحوثيين تحرك للواء سلطان العرادة وتفاصيل لقاء جمعه بقائد القوات المشتركة في التحالف العربي الفريق السلمان إلى جانب اتهامات سابقة.. أميركا توجه اتهام جديد لروسيا يكشف عن تطور خطير في علاقة موسكو مع الحوثيين النشرة الجوية: طقس جاف شديد البرودة خلال الساعات القادمة ومعتدل على هذه المناطق صحيفة أميركية تقول أن حماس وافقت لأول مرة على مطلبين لإسرائيل جولة ساخنة في أبطال أوروبا.. برشلونة يقترب من التأهل وسقوط جديد لمان سيتي الأول بالتاريخ... فوز ترمب يساعد ماسك على تحقيق ثروة تتخطى 400 مليار دولار

كيف حُكمنا اكثر من ثلاثة عقود؟
بقلم/ رائد محمد سيف
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 29 فبراير-شباط 2012 03:45 م

حكمنا بخطة جهنمية تقوم على قواعد أهمها تغذية النوازع الشريرة بالمال والسلطة لضمان الولاء، وبدعم أجنبي يرى مصلحته مع الطرف المتغلب وإن كان من أسوأ أنواع الحكم، وأشدها معاداة للإنسانية، وبأناس مثّلوا الهيكل الإداري الحاكم، وواجهة السلطنة، والعكاكيز التي يعتمد عليها في مشيه العجائزي، والسحرة والحواة الذين يسحرون الأعين بالتمتمة، وتحريك الأيدي، وإسبال الجفون، وإحراق البخور، وبالجنود الباطشين، يلهبون الظهور بالسياط، ويسوقون المخالفين إلى سوء العذاب!

أبطلت الثورة نظام العلاقات الذي يقوم عليه الحكم في اصطفاء الموالين، وصارت هي الطرف المتغلب، فانتقل الدعم الأجنبي إليها، ولكن قبل اكتمال ظهورها، وتمام ولادتها، فهو يحرص على أن تكون في شكلها النهائي على ما يهوى ويختار، لو استطاع، ولذلك يحرص شباب الثورة على تقليل التدخل الأجنبي وتحجيمه قدر الإمكان؛ لأن هؤلاء الأجانب يُدنون النار إلى خبزهم، لا إلى خبزنا .

وأما سحرة الحكم البائد فكثير منهم انتقل إلى سفينة الثورة، لا لأنه مؤمن بها كإيمان سحرة فرعون بموسى، ولكن لأن سفينة فرعون غارقة، ولا أمل فيها، فانتقالهم إلى الثورة انتقال مصلحي شخصي بحت، كانتقال الدعم الأجنبي، سواء بسواء، على اختلاف بينهم في التبكير والتأخير.

ويقال لهؤلاء وهؤلاء: شكر الله سعيكم! ولكن خِدْمات ربع ساعة، أو أربعة أيام، أو أربعة أشهر -على جلالتها- لا تساوي خدمتكم للحكم البائد اكثر من ثلاثة عقود في الثبات وعدم قابلية التحول، كما تعلمون!- فقد كنتم أعوان للفساد علينا، ولحقنا الأذى بسببكم، وأُصِبنا في الأنفس والأموال والأعراض من جرائكم، ولعبت ببلدنا رياح الأهواء والشهوات والنزغات والنزعات عقودًا طويلة مريرة من تحت رءوسكم، فإن أغضينا الطرف عن ماضيكم الإجرامي الذي يجل عن الأوصاف، فلن نأمنكم على الثورة لتفعلوا بها ما فعلتم بيوسف من قبل!

وأما شباب الثورة فيريد انتخاب ممثليه، ولن يرضى بالاصطفاء المعارفي، ولن يخضع لسلطان الوجوه التلفزيونية، ولن ينخدع بالمشاهد التمثيلية الدرامية، لا من الذين قفزوا، ولا من الذين جاءت بهم أحوال الطوارئ، والأوضاع المؤقتة!

مثاليات؟ نعم، وهل كانت الثورة إلا مثاليات وأحلامًا إن لم تتحقق كلها، فسيتحقق جلها -إن شاء الله .