الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو من جنوب اليمن :وزير الداخلية يدعو لرفع الجاهزية الأمنية ويشدد على توحيد القرار الأمني والعسكري واقع المرأة في زمن الانقلاب الحوثي نقاشي حقوقي بمحافظة مأرب أول دولة عربية ستُعيد فتح سفارتها في سوريا جلسة جديدة لمجلس الأمن تناقش الوضعين الإنساني والإقتصادي باليمن تصريحات جديدة ''مطمئنة'' للجولاني والبشير بشأن مستقبل سوريا ''في صيدنايا ما في داعي أبداً لوجود غرف سرّية لأن كل شيء كان يصير على العلن''.. الدفاع المدني يعلن عدم العثور على أقبية أو سجون سرية معارك مازالت تخوضها فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بنظام الأسد
يشير الولص إلى أن الكلية التي تضم طلابا من مديريات وقبائل شتى بينهم نزاعات وقضايا ثأر ساهمت في تقريب وجهات نظر الطلاب ، واجتماعهم في قاعات دراسية بشكل يومي كان له أثر إيجابي في تعميق أواصر الألفة والمحبة والأخوة ، وذلك قد يكون يوما ما عاملا مهما في القضاء على آفة الثأر إذا عمل الطلاب في اتجاه اقناع قبائلهم بأن الثأر جريمة ويجب أن تنتهي ، ولا ننسى أن الطلاب هم جيل المستقبل .
هل سيكتب النجاح لوثيقة تهجير الطلاب ؟
لا شك ان الوصول إلى تهجير الطالب واعتباره (حرما) ، وإقناع مشائخ القبائل بالتوقيع على وثيقة تهجير قبلية تجرم استهداف الوصول إلى الطلاب هو عمل جبار قد تعترضه العديد من الصعوبات والمعوقات كون الثأر بات ثقافة معشعشه في أذهان عدد كبير من الناس ، وولي الدم لا هم له سوى أخذ ثأره من خصومة بغض النظر عمن سيكون المستهدف برصاصة ثأره ، لذا كان لا بد من إعادة الإعتبار للعرف القبلي وربط الناس بعاداتهم وتقاليدهم القديمة التي تحرم استهداف فئات معينة والإعتداء في أماكن معينة ، مع الأخذ في الإعتبار أن تغيير القناعات وانتقاد الثقافات يجب أن تسبقه إشادة بالصفات الحميدة والقيم التي يعتبرها المجتمع محل إعتزاز.
يؤكد الأخ / محمد الصالحي أمين عام الجمعية أن قرار القبيلة يعتبر ملزم لكافة أفرادها والخروج عنه يعتبر خروج عن القبيلة باعتبار أن المصلحة العامة للقبيلة مقدمه على مصالح الأفراد الذين لا يملكون حسم قضاياهم بعيدا عن رؤية موحدة للقبيلة .
ويتابع قائلا : هناك عرف كان سائد في مأرب يحرم الاعتداء على دور العلم والعبادة والأسواق والأماكن العامة ويحرم أخذ الثأر أو الإعتداء على المرأة أو الطفل لكنه اندثر ونحن اليوم نسعى إلى إحيائه وبدأنا بالسعي إلى تهجير الطالب وساحات التعليم ونبحث عن وسائل حماية للطلاب الذين نعتبر أنهم قد يكونوا صيدا سهلا لجريمة الثأر وننطلق من خلال توجيه حملة توعية إلى المجتمع بأهمية التعليم وكيف أنه لا يمكن أن يؤتي ثماره المرجوه في ظل وجود الثأر ولا يمكن أن يتعلم طلابنا في أجواء لا يشعرون فيها بالأمان . يشير الصالحي الذي يدير تحرير موقع مأرب برس أحد شركاء الحملة الإعلاميين أن مخاطبة عواطف المجتمع والتركيز على إزالة الترسبات الموجودة في عقول الكثير منهم عبر رسائل إعلامية ومواد صحفية مركزة وتنويع تلك الوسائل بما يتوافق مع تنوع رغباتهم ومراعاة الوضع الاجتماعي العام بإمكان كل ذلك أن يؤدي نتائج إلى الحصول على نتائج إيجابية تخدم الحملة ومبادرة الجمعية.يبدو الصالحي أكثر تفاؤلا عند حديثه عن المبادرة ووثيقة التهجير حيث يقول أن هناك تجربه سابقة لقبائل مأرب في ذلك المجال بعد توافقهم على إبعاد المهندسين العاملين في الشركات النفطية وغيرها عن النزاعات القبلية وعدم استهدافهم في قضايا الثأر بأي حال من الأحوال حتى في أوقات انتهاء الأصلاح القبلية ، ومرت سنوات طويلة لم نسمع خلالها عن استهداف أي مهندس من قبل أي قبيلة ، فإذا أخذنا في الإعتبار أنه قد تم إقرار ذلك الإجراء وفقا لمنظور مادي من شأنه عدم عرقلة عمل ذلك المهندس الذي يدر عليه مبالغ مالية ضخمة ، فإنه يتحتم علينا العمل لإقناع الناس أن توفير جو آمن للطلاب وإبعادهم عن الثأر هو الذي سيمنحهم القوة الحقيقة وهو رصيد مادي ومعنوي للقبيلة .
الطلاب يساندون الحلول : عدد من طلاب كلية التربية والآداب والعلوم بدوا أكثر تفاعلا حينما عرفوا صفتي وغرض الزيارة للكلية وامتدحوا كثيرا مبادرة الجمعية وأعلنوا عن التزامهم بأن يكونوا سفراء للحملة في مناطقهم ، مع العمل بإخلاص وجهد حقيقي من شأنه إخراج الوثيقة إلى النوروالقيام بدور حقيقي يساهم في تنفيذها على أرض الواقع. الطلاب يؤكدون على ضرورة العمل على تقوية سلطة القانون بإلتزامات قبلية بناء على قواعد عرفية يجب تجديدها لتجنيب الطلاب قضايا الثأر وإزالة آثاره السلبية على العملية التعليمية ، ومع تركيزهم على ضرورة إيجاد قانون يمني يجرم استهداف الطلاب ويضع مرتكبيه تحت طائلة المسائلة إلا أن اتفاق القبائل على عقوبات صارمة وغرامات مادية كبيرة على مرتكبي تلك الجريمة سيكون أكثر جدوى ، وإذا وجد قانون ووثيقة قبلية تدعمان ذلك العمل فإن أحدا لن يكون بمقدوره الإقدام على ارتكاب ذلك الجرم. رؤية قانونية حول القضيةوفي ذلك الإتجاه يقول القاضي / يحيى الماوري عضو المحكمة العليا عضو اللجنة العليا لمعالجة قضايا الثأر أن الدستور اليمني تضمن في عدة مبادىء نصوصا واضحة وصريحة على اعتبار العلم حقا من حقوق المواطن اليمني ، ومن ثم فإن الإعتداء على هذا الحق أو حرمان أي مواطن من الحصول عليه يعتبر إعتداء على الدستور وانتهاك لحق من حقوق الإنسان ، وقد انعسكت تلك المبادىء في نصوص قانونية عديدة أهمها قانون التعليم العام وقانون المعلم وقانون حماية الطفولة وقانون العقوبات ، وقد تضمنت الاستراتيجية الوطنية لمعالجة قضايا الثأر تعديل وإضافة بعض المواد القانونية إذ أنه لم يعالج القانون جرائم الثأر بنصوص خاصة أو يميزها بشروط وأحكام مستقلة كجريمة نوعية وقد يرجع ذلك في تقديرنا إلى أن لجنة التقنين لم تنظر إلى الآثار والمخاطر التي تخلفها جرائم الثأر فأخضعتها للنصوص والأحكام الخاصة بجرائم القتل العادية التي تعتبر الثأر في حكم القانون إما جريمة قتل أو شروع فيه غير أن الصفة الثأرية التي تنطبع بها جريمة الثأر تجعلها جريمة مركبة من عدة أوجه وتضفي عليها الظروف المشددة.
يؤكد القاضي الماوري في ورقة عمل بعنوان الحماية الاجتماعية والقانونية لدور العلم وطلابه أن من قواعد العرف الأصيل الملتزم بحدود الشرع تحريم الاعتداء على حرمة دور العلم والعلماء وطلاب العلم ويعتبرون من أبرز الفئات والأماكن المهجرة التي تتمتع بحصانة عرفية قوية وتطبق على المعتدي الأحكام المغلظة طبقا للأعراف السائدة في كل قبيلة ، ونظرا لعدم احترام القواعد العرفية الأصيلة التي كانت تشكل ضوابط صارمة للحد من قضايا الثأر حين كان لها قوتها الإلزامية في مواجهة الفرد والجماعة .. أصبح الطلاب اليوم هدفا لجرائم الثأر.ويرى الماوري أن المعالجة الجذرية لتلك المشكلة تحتاج إلى دراسة الجوانب التشريعية للقوانين العقابية ودى فاعليتها في تحقيق الردع الكافي للجريمة ، ومراجعة المناهج التعليمية وإضافة المواد التي تساعد على تكوين شخصية الفرد وتهذيب نفسيته والعمل على إيجاد المعلم القادر على بناء الشخصية المتوازنة للطالب وغرس قيم الخير والمحبة في نفسه ورفع المستوى الثقافي والتعليمي وتوسيع قاعدة محو الأمية في صفوف الكبار، وكذا إعداد المواد الإرشادية لخطباء المساجد والندوات والمحاضرات الدينية بما يغطي جوانب الجريمة والثأر، ووضع البرامج الإعلامية والتثقيفية التي تعمل على نشر الوعي والثقافة المؤثرة في سلوك الأفراد ، مع ضرورة إحداث تنمية إقتصادية واجتماعية وايجاد ضمانات حقيقية عبر مؤسسات الدولة لتحل محل الضمانات القبلية وأهمها الضمانات الأمنية والقضائية لتحقيق عدالة جنائية.
ويتساءل القاضي أين دور المجتمع بمؤسساته وهيئاته العلمية والتربوية وأجهزته الإعلامية الرسمية والحزبية والأهلية ، ثم أين دور أبناء المناطق التي تعاني من الثأر، وماهو دور المجالس المحلية وأين دور المجتمع المحلي في المناطق المتضررة من ظاهرة الثأر يحملهم المسئولية المباشرة نحو أنفسهم قبل غيرهم في البحث عن حلول ومعالجات جدية للخروج من هذه المحنة.
* ينشر بالتزامن مع النداء