من يجرؤ على الكلام ؟
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 7 سنوات و 5 أشهر و 16 يوماً
الأحد 25 يونيو-حزيران 2017 09:30 م

دائما تحتاج ان تترك لمن تختلف معه شئ يخاف عليه امر يستحق منه التسامح والتعقل حتى لا تدفعه الى الخلاف او القطيعة فالحمقى هم من يختارون المكان الخطاء في الدفاع عن المصالح او خلق الازمات او التفتيش عن المجد لانهم يعتقدون انهم يكبرون حين يتصدرون للاكبر او الاقدر منهم او حتى يتقفزون على الاسوار الواطية فيما العقلاء يصبرون ويتحملون فاذا فاض الكيل ينفجرون في وجه الاحمق حتى يعيدونه الى صوابه او يكسرون ضهره فاهل الصبر وطولة البال ينتصرون في نهاية المطاف فيما الحمقى يعيشون ويموتون حمقى لا يذكرون بخير.

اليأس الحقيقي يخلق حالة موت سريري لكل الاشياء الطبيعية او الجميلة في داخل الانسان فاذا مات الامل في الحياة او في التفاهم او في التعايش فان الخوف يموت ومعه تبدوا النفس رخيصة مياله للجوء الى العنف فيتحول من انسان سوي الى مخلوق شرير وربما من هنا تاتي مخرجات الارهاب والتطرف التي جلبت الخراب والدمار في كل مكان ومما يؤسف له ان هناك من يشتغلون على تهميش وشيطنة القبائل ان لم يكن تدعيشهم وهذه اخطر سياسة تمارس في هذه المرحلة وعلى القبائل اليمنية ان يتصدون لها بشجاعة ومنع تهميش القبائل او شيطنتهم امر يحتاج الى رجال يجرؤن حين لايكون هناك من يجرؤ على الكلام .. مع التاكيد على ان القبيلة مكون اجتماعي فاعل لمساندة الدولة وليست بديلا او ندا لها باي حال من الاحوال ومن الطبيعي انه كما رفض القبائل ان تحكمهم المليشيات المتمردة سيرفضون ان تحكمهم مليشات في عبائة الشرعية -ان وجدت- او من خارجها لا مكان لدولة المليشيات والعنف على حساب دولة النظام والقانون تحت اي مسمى سواءا كانت شيعية او سنية معتدلة او متطرفة فلامجال لحياة امنة وسلم اجتماعي حقيقي دون وجود دولة تحكم ويحتكم لها الجميع وخلاف هذا اوهام خاطئة على اصحابها ان يراجعوا حساباتهم قبل ان يجدوا انفسهم والوطن في اوضاع اخرى اسواء مما هو موجود لاسمح الله .

اذا كان خصمك او منافسك او حتى من لا يرضي ميولك فقير لا يملك ما يخاف عليه هل تعتقد ان قيمة الحياة بالنسبة له نفس قيمة الحياة بالنسبة لك ؟ بالتاكيد لا .. هناك فرق فقيمة الحياة عالية بالنسبة لمن لديهم مايخافون عليه ولديهم وما يتطلعون اليه وهي اقل قيمة عند من تسود الحياة في وجوههم ان العدم في مصادر الحياة الكريمة او انعدام امكانية التعايش تحولهم الى اشرار حتى وان كانوا في حياتهم العادية طيبون الى درجة الضعف وفي مثل هذه الحالة توقع ان تكون اخترت الخيار الخطاء فالصدام وارد والخسارة قد تكون كبيرة انها قد تفقدك اشياء تهمك ان لم تكلفك حياتك ولذلك دع للاخر مجال ليعيش حياة طبيعية دع له شي يتطلع اليه او يحلم به اترك له هامش للحركة واياك ان تضيع وقتك في التضييق على الاخرين على الشركاء على الحلفاء على الاصدقاء والاعداء ايضا حتى لا تجعل بعضهم او اغلبهم ينفجرون في وجهك .

الحمقى هم من يدفعون مخالفيهم وخصومهم الى الحائط ويفرضون عليهم المواجهة حتى وان لم يكونوا يرغبون في ذلك .. فيما العقلاء هم اولئك الذين لا يختلفون مع الاخر الا في حالات الضرورة ولا يختارون المواجهة الا حين يكونون امام شخص معتوه لم يعد هناك ادنى فرصة للتفاهم معه لانهم يعرفون ان الانسان هو الحياة والحياة هي الحب وهي السلام وهي الذكر الجميل حين يكتب التاريخ اخر صفحاتك في دفتر الحياة .

هنا اتحدث عن الشأن اليمني عن الحمقى الذين لم يحافظون على صديق ولن يتمكنوا من عدو ولن يدعوا للعقل مجال للتفكير الطبيعي .. اتحدث عن الذين يدفعون القبائل الى الحائط وينتظرون منهم ان يستسلموا او لنقل يتكيفوا مع الواقع المفروض عليهم من عصابات التمرد والطائفية والموت او جماعات الضغط والحزبية والفساد وهذه قضية لابد من الوضوح حولها حتى لا يؤدي السكوت القبلي المحتقن عنها الى الانفجار الكبير .

وهنا بالتاكيد لا اتحدث عن الازمة القطرية الخليجية فهي شأن خليجي ومسائل سيادية للدول والمسألة لازالت في طور الازمة التي قد تنفرج وموقف القبائل من موقف قيادتهم الشرعية وهو موقف واضح وصريح وان تطورت الامور الى سياسة كسر العظم فنحن مع السعودية نحن اخترنا سلمان بعد الله سبحانه لاننا نراه كبير العرب وملكهم المتوج باعتراف 52 زعيم وممثل زعيم عربي واسلامي وعالمي بينهم الرئيس الامريكي ترامب في قمم الرياض ال3 .. بالمناسبة كنا نتطلع الى نجاح ترامب رغم خطابه الفج والمخيف وقلناها صراحة قبل ان ينجح بان الشريك القوي افضل من الشريك الضعيف فالجمهوريون رغم قسوتهم لكنهم يتصدون للفوضى من فوق الطاولة فيما الديمقراطيون يتصدون لها من تحت الطاولة وهناك فرق .. والشعوب الفقيرة لا تهمهم الشعارات الكبيرة والخطابات الثورية والنرجسية المفرطة يهمهم ان تتوقف الفوضى ويهمهم ان ينامون في بيوتهم بامان وان يؤمنون لاطفالهم رغيف العيش باقل تكلفة ممكنه .

شخصيآ الدولة الخليجية الوحيدة التي لم ازورها في حياتي حتى اللحظة هي قطر ومع ذلك اتمنى لهذه الازمة ان تجد طريقها للحل قريبا في اطار خليجي واخشى ما اخشاه ان تذهب للمسار العسكري وهذا المسار اشبه بالكابوس نتنمى ان لايحدث لاننا جربنا الحرب ومأسيها وخسائرها واهاناتها ولا نريد ان يكتوي شعب من الشعوب العربية والشعوب المحبة للسلام بويلاتها فالحروب كارثة الشعوب وفي كل الاحوال نحن مع سلمان بعد الله سبحانه لاننا ببساطه ننظر الى الواقع الى المنطق الى اطراف الحدود الثنائية الى مصالح بلدنا الجريح والممزق ولسنا ممن يتطلعون الى ما بعد البحار والمحيطات وما هو خلف ظهر التاريخ .. مع اني اعلم سلفا ان هناك من سيقول انتم مع المعاشات مع اللجنة الخاصة واقول لمن لازالوا يقرأون النوايا بالغيب اطمأنوا لم يعد فيها لا مرتبات ولا لجنة خاصة بل نحن مع الحفاظ على معروف خاص سابق وجميل عام لاحق وفوق ذلك مع حقوق الاخوة والجوار ومع وحدة الموقف العربي وانسجام المنطقة ومن هذا المنطلق نحن مع سلمان ومع يمن بدولة بحجم الوطن وبدون مليشيات وعصابات وتجار حروب .

الخلاصة :

 رغم قسوة الحرب وتبعاتها لايمكن الاستسلام لليأس او الاندفاع للحماقات التي ينتظرها البعض ورغم الجروح التي لا تزال تنزف متفائلون بمستقبل افضل للوطن العزيز ونعلق أمالا كبيرة بحجم مأساتنا الكبرى في اليمن - بعد الله سبحانه- على ولي العهد في الجاره الكبرى هذا القائد الشاب الصاعد الى المجد بقوة الصاروخ والذي لا يساورنا شك في انه سيستهل مهامه الجديدة باخراج اليمن من ازمته واعادته الى وضعه الطبيعي ودوره العربي المنشود ولن يسمح بان ينزلق اليمن لنماذج عربية بائسة ومؤسفة نتمنى ان لا تحدث لبلادنا.

اكرر "لدي ثقة في الله سبحانه ثم في الامير محمد بن سلمان بانه يعلم جيدآ ماذا يعني ان القدر أئتمنه على مصير وسلامة اليمن في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في السعودية والمنطقة وتاريخه السياسي على وجه الخصوص" .

نتمنى ان يدرك الجميع اهمية التعاطي الامثل مع اوضاع وتركيبة الوطن المعقدة وان القفز على الحقائق والاستخفاف بئنين الفقراء والمكلومين في شعبنا الصابر تصرف غير مسؤل ويجب ان يتوقف داخلنا في تحالف الشرعية قبل ان نتطلع اليه من تحالف الانقلاب وانه لا يمكن شطب القبيلة اليمنية من المعادلة لصالح مكونات التخوين هنا او هناك ولا شيطنة القبائل لخدمة جماعات التكفير في هذا المحافظة او تلك مهما كلف الامر حتى لو اختلفوا القبائل مع الكل وهم بالمقابل لاشك او على الاقل اغلبهم مستعدون للتفاهم والتعايش مع من يحترم وجودهم وخصوصياتهم غير القابلة للعبث وعلى المعنيين ان يدركوا ان تجاهل دور القبائل او دفعهم للحماقات وكسر الصندوق او حتى التطرف والارهاب امور عواقبها خطيرة على السلم الاجتماعي في اليمن والاقليم ايضا وربما على العالم وهكذا امور مرفوضة جملة وتفصيلا ونراهن على ان القبائل قادرون على التعامل معها وافشالها باخلاق ورباطة جاش لايقاف الاتي منها من الداخل بعيدآ عن توزيع الاتهامات والقادم من الخارج دون الالتفات الى نظرية المؤامرة فلدى القبائل ثقافتهم وتجاربهم الخاصة في التعامل مع المستجدات والازمات والتي ربما تمكنهم من قلب الطاولة وتساعدهم على التحدث الى الرياض بصراحة لمنع تهميش القبيلة والى واشنطن بوضوح لمنع شيطنة القبائل وتجعل منهم كما كانوا الرقم الفاعل والصوت العالي في معادلتي الحرب والسلم في اليمن كما كانوا في كل الاحوال والضروف .

عضو مجلس الشورى

alawi_albasha@hotmail.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
حافظ مراد
حكاية من تحت الأرض.. صرخة ضد ظلم الأسد
حافظ مراد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
الذيباني.. بطولات على درب سبتمبر المجيد
علي محمود يامن
كتابات
ابو الحسنين محسن معيضوطنية أبي رغال وابن العُلقُمي
ابو الحسنين محسن معيض
د. محمد جميحسياسة ودين
د. محمد جميح
مصطفى أحمد النعمانعن الهاشميين في اليمن
مصطفى أحمد النعمان
مشاهدة المزيد